بعينيك يوم َالبينغيبي ومشهدي
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
بعينيك يوم َالبينغيبي ومشهدي | و ذلُّ مقامي في الخليط ومقعدي |
و قولي وقد صاحوا بها يعجلونها | نشدتكمُ في طارقٍ لم يزودِ |
أناخ بكم مستسقيا بعضَ ليلة ٍ | و لم يدرِ أن الموتَ منها ضحى الغدِ |
أتحمون عن عضّ الضراغم جاركم | و يقتلني منكم غزالٌ ولا يدي |
و ما زلتُ أبكي كيف حلت بحاجرٍ | قوى جلدي حتى تداعي تجلدي |
و عنفني سعدٌ على فرط ما رأى | فقلتُ أتعنيفٌ ولم تكُ مسعدي |
أسفتُ لحلمٍ لي يومَ بارقٍ | فأخرجه جهلُ الصبابة من يدي |
و ما ذاك إلا أن عجلتُ بنظرة ٍ | قتلتُ بها نفسي ولم أتعمدِ |
تحرشْ بأحقاف اللوى عمرَ ساعة ٍ | و لولا مكانُ الريب قلتُ لك ازدد |
و قل صاحبٌ لي ضلَّ بالرمل قلبهُ | لعلك أن يلقاك هادٍ فتهتدي |
و سلمْ على ماءٍ به بردُ غلتي | و ظلَّ أراكٍ كان للوصل موعدي |
و قل لحمام البانتين مهنئاً | تغنَّ خليا من غرامي وغردِ |
أعندكمُ يا قاتلينَ بقية ٌ | على مهجة ٍ إن لم تمتْ فكأن قدِ |
ويا أهل نجدٍ كيف بالغور عندكم | بقاءُ تهاميًّ يهيم بمنجد |
ملكتم عزيزا رقه فتعطفوا | على منكرٍ للذلّ لم يتعود |
أغدرا وفيكم ذمة ٌ عربية ٌ | و بخلا ومنكم يستفادُ ندى اليدِ |
فليت وجوهَ الحيّ أعدتْ قلوبهُ | ففجرَ لي ماءً بها كلُّ جلمدِ |
وليتكمُ جيرانُ عوفٍ تلقنوا | خلالَ الندى والجودِ من آل مزيد |
من الضيقي الأعذارِ والواسعي القرى | إذا ما جمادى قال لليلة ابردي |
و لف على خيشومهِ الكلبُ مقعيا | يرى الموتَ إلا ما استغاث بموقدِ |
و شدّ يديه حالبُ الضرع غامرا | على مصفرِ قد مسه الجدبُ مثمدِ |
و باتَ غلامُ الحيّ يسند ظهرهَ | من النضد الواهي إلى غيرِ مسندِ |
هنالك يأوى طارقُ الليل منهمُ | إلى كلّ رطبٍ مثمرِ النبتِ مزبدِ |
كريم القرى والوجهِ ملءِ جفانهِ | رحيبِ الرواقِ منعمِِ العيش مرفدِ |
قليل على الكوم الصفايا حنوهُ | إذا السيف رداهنَّ للساقِ واليدِ |
كمثل أبي الذوادِ لا متعللٍ | إذا سئل الجدوى ولا بمنكدِ |
فتى ً بيتهُ للطارقين وسيفهُ | لهامِ العدا والمالُ للمتزودِِ |
و يوماه إما لاصطباحِ سلافة ٍ | تصفقُ أو داعي صياحٍ ملددِ |
و فيَ بشروط الملك وهو ابن مهدهِ | و سودَ في خيط التميم المعقدِ |
و جادَ على العلات والعامُ أشهبٌ | بأحمرَ من خير الرحالِ وأسودِ |
و لم تحتبسه عن مساعي شيوخه | سنوه التي حلته حلية أمردِ |
أناف بجديه وأسندَ ظهرهُ | إلى جبلين من عفيفٍ ومزيدِ |
له في ملوك الشرقِ والغربِ منهمُ | نجومُ السماءِ من ثريا وفرقدِ |
أيا راكبَ الوجناءِ يخبط ليله | على الرزق لم يقصدِ ضلالاً لمقصدِ |
ترامت به الآفاقُ ينشدُ حظه | فلم يعطهِ التوفيقُ صفحة َ مرشدِ |
أنخها تفرجْ همها بمفرجٍ | و طلق شقاءَ العيش من بعدُ واسعدِ |
وردْ جمة َ الجودِ التي ما تكدرتْ | بمنًّ وردْ ظلَّ المنى المورق الندى |
و بتْ في أمانٍ لأن يسوءكَ ظالمٌ | علتْ يدهُ أو أن تراعَ بمعتدي |
حماك أبو الذوادِ مالكُ أمرهِ | على كلّ حامٍ منهمُ ومذودِ |
أخو الحرب إما محمدٌ يومَ أوقدتْ | و إما شبوبٌ نارها غير محمدِ |
له الخطوة الأولى إذا السيف قصرتْ | به ظبتاه فهو يوصل باليدِ |
إذا ابتدر الغاراتِ كان سهامها | له من قتيلٍ أو أسيرٍ مصفدِ |
خفيف أمام الخيلِ رسغُ جوادهِ | إذا الخوفُ أقعى بالحصانِ المعردِ |
و لما كفى الأقرانَ في الروع وارتوتْ | صوارمهُ من حاسرٍ ومسردِ |
تعرضَ للأسدِ الغضابِ فلم يدعْ | طريقا لذي شبلين منها ومفردِ |
حماها الفريسُ أن تطيفَ بأرضه | و شردها عن غابها كلَّ مشردِ |
و هانتْ فصارتْ مضغة ً لسلاحه | ممزقة ً في صعدة ٍ أو مهندِ |
و يومَ لقيتَ الأدرعَ الجهمَ واحدا | جرى ملبدٌ يشتدُّ في إثر ملبدِ |
نصبتَ له لم تستعن بمؤازرٍ | عليه ولم تنصرَ بكثرة ِ مسعدِ |
وقفتَ وقد طاش الرجالُ بموقفٍ | متى تتمثله الفرائصُ ترعدِ |
فأوجرتهُ نجلاءَ أبقتْ بجنبهِ | فتوقا إذا ما رقعتْ لم تسددِ |
تحدرُ منها لبتاه وصدرهُ | على ساعدٍ رخوٍ وساقٍ مقيدِ |
فلم تغنهِ إذ خان وثبة ُ غاشمٍ | و لم ينتقذه منك إقعاءُ مرصدِ |
رأى الموتَ في كفيكَ رأيَ ضرورة ٍ | فأوردَ منه نفسه شرَّ موردِ |
و أحرزتها ذكرا يخصك فخرهُ | تناقلهُ الأفواهُ في كلَّ مشهدِ |
جمعتَ الغريبينْ الشجاعة َ والندى | و ما كلُّ مردٍ للكماة ِ بمرفدِ |
و قمتَ بإحكام السيادة ِ ناظما | عراها فما فاتتك حلة ُ سيدِ |
أتاني من الأنباء أنك مغرمٌ | بفضلِ مديحي عارفٌ بتوحدي |
حبيبٌ إليك أن تزفَّ عرائسي | عليك تهادى بين شادٍ ومنشدِ |
متى ما تجدْ لي عند غيرك غادة ً | مخدرة ً تغبطْ عليها وتحسدِ |
فقلتُ كريمٌ هزه طيبُ أصله | و واحدُ قومٍ شاقه مدحُ أوحدِ |
و ليس عجيبا مثلها عند مثلهِ | إذا هبَّ يقظانا لها بين رقدِ |
فأرسلتها تلقى إليك عنانها | و غيرك أعيته فلم تتقودِ |
لها فارسٌ من وصفِ مجدك دائسٌ | بأرساغها ما بين طودٍ وفدفدِ |
يرى كلَّ شيء فانيا ورداؤه | على عنقِ باقٍ في الزمان مخلدِ |
متى تجزها الحسنى بحقَّ ابتدائها | تزركَ بعينٍ تملأ السمعَ عودِ |
فوفرْ على عجز البعول صداقها | و عرسْ بها أمَّ البنين وأولدِ |
و صنها وكرمْ نزلها إنّ بيتها | كبيتك في أفق السماء المشيدِ |
و كن كعليًّ أو فكن لي كثابتٍ | وفاءً وإعطاءً وإنْ شئتَ فازددِ |