أرشيف الشعر العربي

لها كلَّ يومٍ نشطة ٌ وعقالُ

لها كلَّ يومٍ نشطة ٌ وعقالُ

مدة قراءة القصيدة : 6 دقائق .
لها كلَّ يومٍ نشطة ٌ وعقالُ وفي كلّ دار حلّة ٌ وزيالُ
فلا شوقَ إلا بالزيارة يشتفى ولا بعدَ إلا باللقاء يزالُ
إذا العيسُ حنّت للمعاطن لم يصحْ بأعناقها إلفٌ عليه يمالُ
سفا البيد مرعاها الجميمُ ووردها ال زلالُ سرابٌ بالفلاة وآلُ
فمن حاكمٌ بين الدؤوبِ وبينها إذا ما تقاضت أظهرٌ ورحالُ
ومنصفُ أيديها إذا ما تقاصرت خطاها وبوعُ الليل بعدُ طوالُ
يرامى بها الأخطارَ كلُّ ممرَّنٍ بحمل خطوب الدهر وهي ثقالُ
بصيرٌ بكيد الليل لا يعتشي به ظلامٌ وأبصارُ النجوم ذبالُ
أخو قفرة ٍ لا يؤنسُ الذئبَ ريحها فما هي إلا خابطٌ وضلالُ
وأسهمَ ذاوى الشخص خافٍ كأنه مع الصبح في خدّ السَّماوة ِ خالُ
يرى الوطنَ المحبوبَ حيث تفيّأتْ عليه العلا لا قلَّة ٌ وظلالُ
ويبدنهُ عرقُ الهواجرِ لحمهُ وأسمنُ مجدٍ ما اقتناه هزالُ
جبِ الأرضَ ما دامت عليها نشيطة ٌ وفيها لسارٍ مسرحٌ ومجالُ
فإما ذرى أفقٍ مسحتَ هلاله وإما ثرى أرض عليك يهالُ
يخوِّفني فيما أطوِّف بالردى كأنى إن قايلتُ منه أقالُ
وهل يئل الإنسانُ مما وراءهُ وقدامهُ مفضى ً له ومآلُ
وللموتُ خيرٌ من حياة ٍ مضيمة ٍ ومن عيشة ٍ أعلى بها وأطالُ
ورزقُ يد السئول مفتاحُ بابه وشرُّ نوالٍ ما جناه سؤالُ
دعيني أعادي الدهرَ إن صديقه يكاد ينادى ودُّه ويغالُ
وأنضو قناعَ السلم بيني وبينه كفاحا وسلم الغادرين قتالُ
فلو كان حرّاً نفسه ووفاؤه لما كان حرُّ العرض منه يذالُ
ولو كرمت أخلاقه الهجنُ لم تحلْ لديه لأبناء المكارم حالُ
وعزَّ بنو عبد الرحيم ونالهم فما كان بالأيدي القصارِ ينالُ
ولم يتغوّر كوكبٌ من سمائهم ولم يتخمّر بالسَّرار هلالُ
ومن موقهِ لم يدَّرئهم بصرفه وهم جننٌ من صرفه ونصالُ
ولن تشظَّى شقّة ٌ من عصاهمُ لها قوّة ٌ من كفّه وصيالُ
بمن وتعرَّت دولة ٌ من جمالهم يكون عليها شارة ٌ وجمالُ
ومن ظلّ تستأسى الملوكُ برأيه ويحسم داءَ الملك وهو عضالُ
تهاوت سلوكُ العقدِ فهي بدائدٌ وأرخيت الأمراسُ فهي سحالُ
فكيف يبين الخرتُ والعينُ عورة ٌ ويبرمُ أمرٌ واليمين شمالُ
يريدون أن تستنهضوا بوسوقها مطايا خطاها بالحمول ثقالُ
وقد علقوا البزلَ القرومَ وقرِّنت بكارٌ تضاغى تحتها وفصالُ
فأوشك سارٍ أن يقيِّده الونى وأوثقَ أقتادَ المطيِّ كلالُ
سيقصم ظهرٌ بالحويّة نافرٌ وتسقطُ حتى أنسعٌ وجلالُ
قضاءٌ سقيمٌ ثم يعقبُ صحة ً وإن طال من داء السِّقام مطالُ
وسقيا قليبٍ ما صفت وتكدَّرت تداولها بين الرجال سجالُ
وكم زحمتكم قبلهامن ملمة ٍ فطاحت رفاتا والجبالُ جبالُ
وجادلكم في حقكم متكبّرٌ بباطله ثمَّ المجالُ مجالُ
ينوِّر قدحا من زنيدٍ ورى له من الظن لا مرخٌ ولا هو ضالُ
تلاعا شفوفا للعيون ومالها إذا احتلبت فوق التراب بلالُ
وستة ُ أيام الدوامِ بهائمٌ منصَّفة ٌ إلقاحهن حيالُ
على الله فاحملها وثق بعوائد لها في عداكم عثرة ٌ ونكالُ
فإن ولغتْ في نعمة ٍ بعد نكبة فقد تيبسَ الغدرانُ ثم تسألُ
وللشرّ أيامٌ تمرّ وتنقضي كما لمسرات النعيم زوالُ
إذا سلمت أعيانكم وأصولكم فكل الذي فوق التراب جفالُ
كأنك بالإقبال قد قام عنكمُ يرامي وأبراجُ السعود نبالُ
وقد خفقت تهفو برايات نصركم رياحُ العلا منها صبّاً وشمالُ
فما عزلكم إلا خديعة ُ ليلة ٍ وما سرّ منه الشامتين خيالُ
فلا يفرح الباغي عليكم بسعيه فما كل عثراتِ السُّعاة ِ تقالُ
فإن كان بعض الصلح أغراه مرّة ً فسوف بما قد كال بعدُ يكالُ
وما مبتغ نقل الوزارة عنكمُ سوى سائلٍ بالطَّود كيف يشالُ
يدرّون منها غيرَ جارٍ وإنها رحى ً بيتكم قطبٌ لها وثفالُ
لها بينهم ذلّ الغريب وأنتمُ قبيلٌ لها دون الأنام وآلُ
إذا فارقتكم لم تكن عن خيانة ٍ نواها ولا جرّ الفراقَ ملالُ
فيعطفها شوق إليكم وصبوة ٌ ويصرفها عنكم صباً ودلالُ
وأنت الذي لا الخوف يسطو بصبره ولا بتهاويل الزمان يهالُ
تجرّبك الأحداث لا السيف يلتوي هزيما ولا الهضبُ الأشمُّ يزالُ
سموت فما يسمو سموَّك شارقٌ كأنك علوٌ والنجوم سفالُ
وأعطيتَ في المعروف مالك كلَّه فما لك في دفع النوائب مالُ
وصدَّقتَ وصف المادحين فإن غلوا فلا قولَ إلا وهو منك فعالُ
خلقتَ كما سرَّ العلا وشجا العدا فأنت صلاحٌ مرة ً ووبالُ
قسائمُ ماءُ المنع منها محرّمٌ وكفٌّ نباتُ الرزق منه حلالُ
فلا تفجع الدنيا بمجدك إنه لمجدِ بنيها قبلة ٌ ومثالُ
ولا برحت تشقى وتندم دولة ٌ لها عوضٌ من غيركم وبدالُ
لقد عكسوا ألقابهم وسماتها إلى أن وهى ركنٌ وذلَّ جلالُ
وليدة ُ ناديكم وغرسُ أكفّكم تربُّ بتدبيراتكم وتعالُ
فعادت بكم أيامكم مثلما بدت وسعدكمُ عالٍ فليس يطالُ
يراضعكم كأسَ المودّة شربها رضاعَ دوامٍ ليس عنه فصالُ
ولاح لعين الملك وجهُ صباحهِ فإن السُّرى تحت الظلام ضلالُ
لقد نزعته من أخيك إذا انتدى ومنك مقامٌ في العلا ومقالُ
فهل في تميم نهضة ٌ بمفاخرٍ إذا بزَّ منها صاحبٌ وعقالُ
وزادتك حفظا للعهود خرائدٌ لها الفمُ حالٍ والفؤادُ حجالُ
تعوذُ بمهديها وبالله أن ترى أواصرُ منها قطِّعت وحبالُ
وأن تتبعَ الأقلامَ في مدح غيركم وذلك عارٌ عندها وخبالُ
بقاؤك يغنيها وودُّك مهرها متى فاتها رفدٌ لكم ونوالُ
لها منك كفؤ لا تقرُّ لغيره إذا كان مما تشتهيه بعالُ
يسوِّم فيها المهرجانُ طريرة ً لها يومَ هجر العاشقين وصالُ
تعودُ بها بشرى بعودِ زمانكم له عائفٌ جربتموه وفالُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (مهيار الديلمي) .

أيها العاتبُ ما ذا

ليتها إذ منعتْ ماعونها

منْ طالبٌ بي في الظباءِ العين

و كالرقمِ يحسبه من قرا

أقريشُ لا لفمٍ أراك ولا يدِ


المرئيات-١