أقريشُ لا لفمٍ أراك ولا يدِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أقريشُ لا لفمٍ أراك ولا يدِ | فتوا كلى غاض الندى وخلا الندى |
خولستِ فالفتي بأوقصَ واسئلي | من بزَّ ظهرك وانظري من أرمدِ |
وهبي الذحولَ فلستِ رائدَ حاجة ٍ | تقضي بمطرورٍ ولا بمنهدِ |
خلاكِ ذو الحسين أنقاضا متى | تجذبْ على حبل المذلة ِ تنقدِ |
قمرُ الدنا أضحت سماؤكِ بعده | أرضا تداسُ بحائرٍ وبمهتدى |
فإذا تشادقت الخصومُ فلجلجي | و إذا تصادمت الكماة ُ فعردي |
يا ناشدَ الحسناتِ طوف فاليا | عنها وعاد كأنه لم ينشد |
اهبطِ إلى مضرٍ فسلْ حمراءها | منَ ضاح بالبطحاء يا نارُ اخمدي |
بكرَ النعيُّ فقال أرديَ خيرها | إن كان يصدقُ فالرضيُّ هو الردي |
عادت أراكة ُ هاشم من بعده | خورا لفأسِ الحاطبِ المتوقدِ |
فجعتْ بمعجزِ آية ٍ مشهودة ٍ | و لربَّ آياتٍ لها لم تشهدِ |
كانت إذا هي في الإمامة ِ نوزعتْ | ثم ادعت بك حقها لم تجحدِ |
رضيَ الموافقُ والمخالفُ رغبة ً | بك واقتدى الغاوي برأي المرشدِ |
ما أحرزت قصباتها وتراهنتْ | إلا وظهرتَ بفضلة ٍ من سؤددِ |
تبعتكَ عاقدة ً عليك أمورها | و عرى تميمك بعدُ لما تعقدِ |
و رآكَ طفلا شيبها وكهولها | فتزحزحوا لك عن مكان السيدِ |
أنفقتَ عمرك ضائعا في حفظها | و عققت عيشك في صلاح المفسدِ |
كالنار للساري الهداية ُ والقرى | من ضوئها ودخانها للموقدِ |
من راكبٌ يسع الهمومَ فؤادهُ | و تناط منه بقارحٍ متعودِ |
ألف التطوح فهو ما هددته | يفري فيافي البيدِ غيرَ مهددِ |
يطوي المياهَ على الظما وكأنه | عنها يضلّ وإنه للمهتدي |
صلبُ الحصاة يثورُ غير مودع | عن أهله ويسير غير مزودِ |
عدلت جويتهُ على ابن مفازة ٍ | مستقربٍ أممَ الطريق الأبعدِ |
يجري على أثرِ الرابِ كأنه | يمشي على صرحٍ بهنّ ممردِ |
يغشى الوهادَ بمثلها من مهبطٍ | و ربا الهضابِ بمثلها من مصعدِ |
قربْ قربتَ من التلاع فإنها | أمّ المناسك مثلها لم يقصدِ |
دأبا به حتى تريحَ بيثربٍ | فتنيخه نقضاً بباب المسجدِ |
و احثُ التراب على شحوبك حاسرا | و انزلْ فعزَّ محمدا بمحمدِ |
و قل انطوى حتى كأنك لم تلدْ | منه الهدى وكأنه لم يولدِ |
نزلت بأمتك المضاعة في ابنك ال | مفقودِ بنتُ العنقفير المؤيدِ |
طرقته تأخذُ ما اطفته ولا ترى | مكرا وتقتلُ من نحته ولا تدى |
نشكو إليك وقود جاحمها وإن | كانت تخصك بالملظَّ المكمدِ |
بكت السماءُ له وودت أنها | فقدت غزالتها ولما يفقدِ |
و الأرضُ وابن الحاج سدتْ سبلهُ | و المجدُ ضيم فما له من منجدِ |
و بكاك يومك إذ جرتْ أخبارهُ | ترحا وسميَ بالعبوس الأنكدِ |
صبغتْ وفاتك فيه أبيضَ فجره | با للعيون من الصباح الأسودِ |
إن تمسِ بعد تزاحمِ الغاشين مه | جورا بمطرحة ِ الغريبِ المفردِ |
فالدهرُ ألأمُ ما علمتَ وأهلهُ | من أن تروحَ عشيرهم أو تغتدي |
و لئن غمرت من الزمان بلينٍ | عن عجمِ مثلكَ أو عضضت بأدردِ |
فالسيفُ يأخذُ حكمهُ من مغفر | و طلى ً ويأخذُ منه سنُّ المبردِ |
لو كان يعقلُ لم تنلك له يدٌ | لكن أصابك منه مجنونُ اليدِ |
قد كان لي بطريفِ مجدكِ سلوة ٌ | عن سالفٍ من مجدِ قومكِ متلدِ |
فكأنكم ومدى بعيدٌ بينكم | يومَ افتقدتكَ زلتمُ عن موعدِ |
يا مثكلا أمَّ الفضائلِ مورثا | يتماً بناتِ القاطناتِ الشردِ |
خلفتهنَّ بما رضينك ناظما | ما بين كلّ مرجزٍ ومقصدِ |
فتحتْ بهنّ وقد عدمتكَ ناقدا | أفواهُ زائفة ِ اللهى لم تنقدِ |
ورثيتَ حتى لو فرقتَ مميزا | راثيك من هاجيك لم تستبعدِ |
غادرتني فيهم بما أبغضتهُ | أدعو البيوعَ إلى متاعٍ مكسدِ |
أشكو انفراد الواحدِ الساري بلا | أنسٍ وإن أحرزتُ سبقَ الأوحدِ |
و إذا حفظتك باكيا ومؤنبا | عابوا عليك تفجعي وتلددي |
أحسنتُ فيك فساءهم تقصيرهمُ | ذنبُ المصيبِ إلى المغيرِ المعضدِ |
كانوا الصديقَ رددتهم لي حسداً | صليَّ الإلهُ على مكثرَّ حسدي |
يغيرُّ فيك الشامتون وإنه | يومٌ همُ رهنٌ عليه إلى غدِ |
و سيسبروني كيف قطعُ مجردي | إن كان حزَّ ولم يعمقْ مغمدي |
و تثير عارمة ُ الرياح سحابتي | من مبرقٍ في فضل وصفك مرعدِ |
فتقتْ بذكركِ فأرها فتفاوحت | نعما تأرجُ لي بطيب المولدِ |
تزداد طولا ما استرحت فإنني | أرثيك بعدُ وحرقتي لم تبردِ |
ماء الأسى متصبب لي لم يغضْ | في صحن خدًّ بالبكاء مخددِ |
لو قد رأيتَ مع الدموع جدوبهُ | فرطَ الزفيرِ عجبتَ للراوي الصدى |
لا غيرتكَ جنائبٌ تحت البلى | و كساك طيبُ البيت طيبَ الملحدِ |
و قربتَ لا تبعدْ ؛ وإن علالة ً | للنفس زورا قولتي لا تبعدِ |