مالي ولم أسبق إلى الغنمِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مالي ولم أسبق إلى الغنمِ | قسمَ الرجالُ وأغفلوا سهمي |
الحقّ لي والحظّ عندهمُ | أظما ويروى معشرٌ باسمي |
ما هذه أولى مغابنة ٍ | وقضيّة ٍ للدهر في ظلمي |
ليت الهوى عدلتْ حكومته | إذ جارت الأيّام في الحكمِ |
بل كلُّ مصطحبينْ قد رضيا | بالغدر واصطلحا على الغشمِ |
فرأيتُ طرْفي جالبا سهَري | ووجدتُ قلبي مسقما جسمي |
وجنت عليَّ الحبَّ مترفة ٌ | تصمي المقاتلَ قبل أن ترمي |
برزتْ هلالا واختفت قمرا | ربّيتُ فيها الحبَّ لليُتمِ |
لا تخدعنَّكَ قولة ٌ عذبتْ | فالماءُ بين حجارة ٍ صمِّ |
وخن الأمانة َ وانجُ مغتبطا | إن الوفاءَ مطيَّة ُ الهمِّ |
يا رُبَّ مبتسم بكيتُ له | ما كلُّ ثغرٍ فضَّ للّثمِ |
وأخٍ وصلتُ وعدتُ أصرمه | لو كنتُ أسلمُ منه بالصُّرمِ |
ينهى البعوضَ أذا رآني عن | جلدي ويأكلُ غائبا لحمي |
لولا ابن أيّوبلما وصلتْ | بداوى حيلته إلى سُقمي |
يعلو وحظُّك من خلائقه | لينُ العصا وسهولة ُ العجمِ |
مثل السلافة ِ كلّما عتقتْ | كفتِ اقتراحَ الذوق والشمِّ |
لم ينسَ قدرته العفافُ ولا | نشزت حداثته على الحزمِ |
وتحثُّهُ فتزيده جلدا | والجبرُ زيَّدَ في قوى العظمِ |
بلغتْ محمداً الإرادة ُ بي | غرضا وفاز بوده سهمي |
وقنعتُ من قسمِ الزمان به | مذ صار من أبنائه قسمي |
فالآنَ ألقاه بلا أربٍ | يبغى ويلقاني بلا جُرمِ |
وسعَ المنى ووفى أخو كرم | عصرتْ خلائقه من الكرمِ |
وبني وشاد على أبيه وقد | تلدُ الرجالُ بنينَ للهدمِ |
وأغاثني والحبلُ منتشرٌ | والسلك منظوم على خرمِ |
خلِّصهُ لي يا دهرُ وامضِ بمن | يقتادُ واخلصْ أنتَ من ذمِّي |
وأعن ضميري فيه يا لسني | بغرائبٍ يفصحنَ بالعجمِ |
وبما ألنتَ وكنتَ ممتنعا | وولدتَ بين خواطرٍ عقمِ |
ينكرنَ بالحدثان في زمني | لولا تعرُّفهنَّ بالوسمِ |
يُلحقنَ بالأنساب مثلثة ً | ما بين بنت الخالِ والعمِّ |
تأتيه بالأعياد راكبة ً | منها ظهورَ الشُّهب والدّهمِ |
في كل بيتٍ حكمُ تهنئة ٍ | من فضِّ أوَّلها إلى الختمِ |