لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ} : الهداية بيد الله وحده , وما على الرسول إلا البلاغ , فمن تحرك قلبه واتقى فقد نجا وفاز أما من عاند واستكبر وأصر على ابتعاده عن الله وكلماته فالنار موعده.
أعد الله لأهل الاستجابة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, غرف عاليات يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها تجري من تحتها الأنهار , مزدانة بأجمل الحوريات , أعدها الله لأهل التقوى و الإيمان ,أولئك الذين باعدوا انفسهم عن حرمات الله فلم ينتهكوها وبادروا وسارعوا في إجابة أوامر الله فأطاعوها.
قال تعالى:
{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ } [ الزمر 19 – 20]
قال السعدي في تفسيره:
أي: أفمن وجبت عليه كلمة العذاب باستمراره على غيه وعناده وكفره، فإنه لا حيلة لك في هدايته، ولا تقدر تنقذ من في النار لا محالة.
لكن الغنى كل الغنى، والفوز كل الفوز، للمتقين الذين أعد لهم من الكرامة وأنواع النعيم، ما لا يقادر قدره.
{ {لَهُمْ غُرَفٌ} } أي: منازل عالية مزخرفة، من حسنها وبهائها وصفائها، أنه يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، ومن علوها وارتفاعها، أنها ترى كما يرى الكوكب الغابر في الأفق الشرقي أو الغربي، ولهذا قال: { {مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ } } أي: بعضها فوق بعض "مَبْنِيَّةٌ" بذهب وفضة، وملاطها المسك الأذفر.
{ {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } } المتدفقة، المسقية للبساتين الزاهرة والأشجار الطاهرة، فتغل بأنواع الثمار اللذيذة، والفاكهة النضيجة.
{ {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ } } وقد وعد المتقين هذا الثواب، فلا بد من الوفاء به، فليوفوا بخصال التقوى، ليوفيهم أجورهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن