لا تصفو له طاعة ولا يهنأ بتوبة، ولا يتلذذ بعبادة
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
لا تصفو له طاعةٌ ولا يهنأُ بتوبةٍ، ولا يتلذذُ بعبادةٍقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 155]، تأملْ قولَ اللهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا﴾، لتعلم خطر الذنوب والمعاصي!
مكمنُ الخطر في الذنوب والمعاصي أنها من أعظم أسباب تحقيق مآرب الشيطان، ومن أنجح وسائله في إغواء بني آدم لاسيما الصالحين منهم، والشيطان أعدى أعداء بني آدم كما أخبر الله تعالى؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 27]، وَقَالَ: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]، وَقَالَ: ﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ﴾ [الكهف: 50]، يزيِّن للعبد الذنب، ويدعوه إليه فإذا واقعه، وذهبت عنه سكرته، وحلت عليه حسرته، وأراد أن يتوب، وأقبل على طاعة رَبِّهِ وشرح الله تعالى لها صدره، أتاه الشيطان فذكَّره بذنبه وعيَّرَه به، وقنَّطَه من رحمة ربه، وقطع رجاءه في الله تعالى قائلًا له: أتذكر ذنب كذا وكذا، أتحسب الله يقبل منك عملك، وقد فعلت ما فعلت؟ وإمعانًا في تكديره، ومبالغةً في حسرته، يتبرأ منه الشيطان؛ كما قال اللهُ تَعَالَى: ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الحشر: 16].
فلا تصفو له طاعة ولا يهنأ بتوبة، ولا يتلذذ بعبادة، فلا تجعلوا للشيطان عليكم سبيلًا؛ ﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾ [الأعراف: 27].