حمامَ اللوى رفقاً به فهو لبهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حمامَ اللوى رفقاً به فهو لبهُ | جوادا رهانٍ نوحكنّ ونحبهُ |
قراكنّ من لا ينقعُ الطير ماؤه | و لا يشبعُ النوقَ السواغبَ عشبهُ |
و طرتنَّ حيث القانصُ امتدّ حبلهُ | و طالت فلم تعدُ القوادمَ قضبهُ |
أعمداً تهيجن امرأً بان أنسه | و أسلمهُ حتى أخوه وصحبهُ |
أمرّ ومهري مغرمين على اللوى | فأسأله أو كاد ينطق تربهُ |
من الحيّ تستقُّ العرضنة َ عيسهُ | إزاءك حتى امتدّ كالسطر ركبهُ |
و في الظعنِ محسودُ الحواضر مترفٌ | تلاثُ على خدّ الغزالة نقبهُ |
تطولُ على الصواغِ حين يمدها | خلاخيلهُ الملأى وتقصرُ حقبهُ |
جهدنا فلم ندرك على أنَّ خيلنا | سواءٌ عليها سهلُ سيرٍ وصعبهُ |
و قد فطنتْ للشوق فهي تسرعا | تكاد تعدّ السير يومَ تغبهُ |
أكلُّ ظمائي غائضٌ ما يبله | و كلّ سقامي معوزٌ منْ يطبهُ |
تلاعبتَ بي يا دهرُ حتى تركتني | و سيانِ عندي جدّ خطبٍ ولعبهُ |
و أبعدتَ منْ أهوى فإن كنتَ مرمعا | لتسلبني عنهم فسعدٌ وقربهُ |
بودي وهل يغنى عن المرء وده | و أشياعهُ فيما يحاول حزبهُ |
سلكتُ مجازَ العزّ بيني وبينه | تحطُّ روابيه وتهتكُ حجبهُ |
و لو أنّ أرضا مهلكا هان قطعها | و لو أنّ ماءً من دمٍ ساغ شربهُ |
إلى قمرٍ طرفي تعللَ دونه | و كم قمرٍ غطته دونيَ سحبهُ |
أبا القاسم المرعى مريرٌ نباتهُ | يبيسٌ وحلوُ العيش عندك رطبهُ |
أقول وما داجتك زوراً محبتي | و قد يفرط الإنسانُ فيمن يحبهُ |
زكا غصنٌ من آل ضبة َ أصلهُ | أبوك له فرعٌ وإنك عقبهُ |
علاءٌ تملتْ منه بالودّ عجمهُ | لصحبها واستبقتِ العزَّ عربهُ |
رأى بك ما أنسى ابنَ غيلٍ شبولهُ | فخيرا بخيرٍ أو فشرا يذبهُ |
قليلا على حكم النجابة شبههُ | كثيراً على ما توجب السنُّ تربهُ |
لئن أخرتني عن فنائكما التي | عتبتُ لها دهري فلم يجدِ عتبهُ |
و ستوفني رؤياكما فألطَّ بي | فعادتهُ في أخذ حقيَ غصبهُ |
فيا ليته أدنى مزاريَ منكما | و أهلى َ مرعاه وداريَ نهبهُ |
و ما أنا من تصبيه أوطانُ بيته | لعاجلِ أمرٍ سرَّ والعارُ غبهُ |
إذا أنا أبغضتُ الهوانَ وداره | فأهونُ ما فارقتهُ من أحبهُ |
صلونا فإنا مجدبون بمنزلٍ | يضيق على الأيام بالحرّ رحبهُ |
سواءٌ به يا آل ضّة ليثهُ | إذا سار يبغي الرزق فيه وضبهُ |
و كانوا عياراً ربما جاد بعضهم | فأعدى صحاحَ السرحِ يا سعدُ جربهُ |
يعزّ عليكم كيف يرجعُ مرملا | غلامٌ من الآداب والمجد كسبهُ |
تقدمني قومٌ وما ذاك ضائري | لديكم إذا ما أخلص الزبدَ وطبهُ |
أبانهمُ تلفيقُ جهلٍ يربهم | و أخملني تحقيقُ فضلٍ أربهُ |
تحلَّ بها يا سعدُ فهي قلادة ٌ | يزينُ فيها فاخرَ الدرّ ثقبهُ |
هدية ُ خلًّ إن جعلتَ ودادك ال | صداقَ لها مع فقره فهو حسبهُ |
يرفعهُ عن بذلة البعد عتبهُ | و همته العليا إلى الناس ذنبهُ |
و لي أختها عند الوزير تلوح في | دجى الليل أو تبدو فتخجلُ شهبهُ |
يلذُّ لها مدُّ النشيد ولينه | و يزهى بها رفعُ الكلامِ ونصبهُ |
لها حسنها لكن أريدك شافعاً | و خيرُ شفيعٍ لي إلى الجسم قلبهُ |