أنذرتني أمُّ سعدٍ أنَّ سعدا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أنذرتني أمُّ سعدٍ أنَّ سعدا | دونها ينهدُ لي بالشرَّ نهدا |
غيرة ً أن تسمعَ الشربَ تغنى َّ | باسمها في الشعر والأظعانَ تحدى |
قلت يا للحبَّ من ظبيٍ رخيم | صدته فاهتجتُ ذؤبانا وأسدا |
ما على قومكِ أن صار لهم | أحدُ الأحرار من أجلكِ عبدا . |
و على ذي نظرة ٍ غائرة ٍ | بعثتْ سقما إلى القلب تعدى . |
قتلتْ حين أصابت خطأً | و قصاصُ القتلِ للقاتلِ عمدا |
أتراني طائعاً أضرمتها | حرقاً تأكلُ كلُ أضلاعي ووجدا . |
سببتْ لي فيك أضغانَ العدا | نظرة ٌ أرسلتها تطلبُ ودا |
و على ما صفحوا أو نقموا | ما أرى لي منك يا ظبية ُ بدا |
أجتلي البدرَ فلا أنساكِ وجها | و أرى الغصنَ فلا أسلاكِ قدا |
فإذا هبتْ صبا أرضكمُ | حملتْ تربَ العضا باناو رندا |
لامَ في نجدٍ وما استنصحتهُ | بابليٌّ لا أراه الله نجدا . |
لو تصدى رشأُ السفحِ له | لم يلمُ فيه ولو جارَ وصدا |
يصلُ الحولُ على العهد وما | أنكرَ التذكارُ من قلبيَ عهدا |
أفيروى عندكم ذو غلة ٍ | عدمَ الظلمَ فما يشربُ بردا |
ردَّ لي يوما على كاظمة ٍ | إن قضى الله لأمرٍ فات ردا |
و حماني من زمانٍ خابطٍ | أبدا في عطني شلاًّ وطردا |
كلما أبصر لي تامكة ً | كدها أو ردها عظما وجلدا |
يصطفى الأكرمَ فالأكرمَ من | نخبي أنفسَ ما كنتُ معدا |
كلما شدتْ بظهري هجمة ٌ | ركب الشر لها ركضا وشدا |
واقعا في كلّ من كثرني | بيدٍ خرقاءَ أو أصبحتُ فردا |
أكلة َ الصعلوكِ لا أسندُ ظهرا | في الملماتِ ولا أشدُّ عضدا |
غاب أنصاري فمن شاء اتقاني | حذر الإثمِ ومن شاء تعدى |
شقيتْ من بعدهم نفسي وهم | أيّ برجٍ نزلوه كان سعدا |
قل لأملاكٍ نأى عنيّ بهم | ناقلُ الأقمار قربا ثمَّ بعدا |
يا سيوفي يوم لا أملك عزا | و عيوني يوم لا أورد عدا |
و شبابي إن دنوتم كان غضا | و إذا رحتم مع البين استردا |
عجبا لي كيف أبقى بعدكم | غير أن قد خلقَ الإنسان جلدا . |
غلبَ الشوقُ فما أحملُ صبرا | و جفا الناسُ فما أسألُ رفدا |
أنا من أغراسكم فانتصروا لي | قبل أن تهشمني الأيام حصدا |
يا رسولي ومتى تبلغْ فقلْ | خيرَ ما حمل مأمونٌ فأدى |
يا كمالَ الملكِ يا أكرمَ من | يممته ظعنُ الآمالِ تحدى |
يا شهابا كلما قال العدا | كاد يخبو زاده الرحمنُ وقدا |
يا حساما كلما ثلمه الض | ربُ راق العينَ إرهافا وحدا |
ما براك اللهُ إلا آية ً | فتن الناسَ بها غياً ورشدا |
و ثباتُ الليثِ إن أنكر في | شدة ٍ كان مع الأخرى أشدا |
كلما عاند فيها حاسدٌ | ظهرتْ باهرة ً من يتحدى |
و لكمْ أنشرتَ إعجازا بها | من فعالٍ طويتْ لحدا فلحدا |
و بخيلٍ خاملٍ أعديته | كرما نال به الحمدَ ومجدا |
و زليقٍ منتهى شاهقة ٍ | حيثُ لا يصعدَ إلا من تردى |
طأمنَ الجوُّ لها وانحدرت | قلل الأجبال حتى كنّ وهدا |
حرصَ الكوكبُ أن يطلعها | فهوى عنها وما سدّ مسداً |
و إذا الكيدُ مشى يسمتها | طامعاً عاد وقد خاب وأكدى |
خفَّ من خطوك فيها ناهضٌ | لم يسرْ في التيه إلا سار قصدا |
يأخذ المجلسَ من ذروتها | مالكا تدبيرها حلاًّ وعقدا |
طرتَ فيها والعدا واقعة ٌ | تأكل الأيدي لها غيظا وحقدا |
يلعنُ الناسُ على عجزهمُ | و تحيا بالمساعي وتفدى |
فرعت للمجد منكم دوحة ٌ | كنتَ من أنضرها عودا وأندى |
تربة ٌ بورك في صلصالها | أنجبتكم والدا طاب وولدا |
طينة ٌ أعجبْ بها مجبولة ٌ | أخرجتْ سلمى وثهلانَ وأحدا |
يا عيونَ الدهرِ لا زالتْ بكم | قذياتٍ أعينُ الحساد رمدا |
و تقاضى الملكُ عنكم بسيوفٍ | منذ سلتْ لم تكن تشتاقُ غمدا |
كلما سوندِ منكم بأخيهِ | صارمٌ يممَ أمضى وأحدا |
و بقيتم لبقايا كرمٍ | بكمُ يلحمُ في الناس ويسدى |
لم تكن لولاكمُ أرماقها | أثرا يخفى ولا عينا تبدى |
يا نجومي لا يرعني منكمُ | غائرٌ باخَ ولا حيدانُ ندا |
نوروا لي واسرجوا في طرقي | أقطعِ الأرضَ بكم جمزاً ووخدوا |
أجمع الحصباء في مدحكمُ | بلساني وأعدُّ الرمل عدا |
و كما أرغمتُ من قبلُ بكم | آنفاً آبية ً أجدعُ بعدا |
أبدا أنصبُ نفسي دونكم | علما فردا وخصاما ألدا |
غير أني منك يا بحرَ الندى | أشتكي حظي فقد خاب وأكدى |
عادة ٌ تمنعُ أو تقطع بتا | و حقوقٌ وجبتْ تهملُ جدا |
و وعودٌ يجمح المطلُ بها | أن يرى ميقاتها عندك حدا |
بعد أن قد كنتَ أحفاهم وفاءً | لي وأوفاهم لما أسلفتَ عهدا |
حاش للسحبِ التي عودتها | منك أن يروى بها الناسُ وأصدى |
نفثة ٌ من مذكرٍ لم يألُ في الص | بر للحاجة ِ والأوطارِ جهدا |
بعث النيروزُ يستعجلكم | سائلا في الوعد أن يجعلَ نقدا |
و هوَ اليومُ الذي من بعده | سوف تفنون مدى الأيام مدا |
فاقبلوه شافعا وارضوا به | زائرا عنيَ بالشعرِ ووفدا |
أنتمُ أكرمُ من يهدى له | و القوافي خيرُ ما يحبى ويهدى |