مطلَ الدِّينَ ولو شاءَ قضى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مطلَ الدِّينَ ولو شاءَ قضى | فاسقُ الذِّمة ِ ينسى ما مضى |
كيفَ يرجى النَّصحُ منْ محتكمٍ | يكثرُ السَّخطَ ولا يرضي الرِّضا |
سرَّني يومَ منى ً معترضا | ملءَ عيني وشجاني معرضا |
وجدّ الوجدَ كمّا خلَّفهُ | بعدَ حول مابرا ما أمرضا |
أيُّها الرَّامي وما أجرى دماً | لا تحصِّبْ قدْ بلغتَ الغرضا |
قسمَ الحبُّ فما أنصفني | جورَ ما نفّلَ لي وافترضا |
ما على ساقيَّ دمعي مغدقاً | في رضابٍ لو سقاهُ مبرضا |
قدْ سلبتمْ حسداً جوهرهُ | فاستحلُّوه وبقُّوا العرضا |
شقيَ السَّائقِ في تبليغهِ | أدرى أيُّ طريقٍ نفضا |
الغضا إنَّ الحشا منْ ذكرهِ | ربما استبردتُ منها بالغضا |
اطلبوا للعينِ في أبياتهِ | نظرة ً تكحلها أو غُمُضا |
وبنفسي هاجرٌ لمْ يعتمدْ | قبضوا منْ أنسهِ فانقبضا |
لمُ فيهِ وقلتمْ رقبة ً | رمتمُ صعباً وقدتمْ ريِّضا |
إنْ تفتكَ اليومَ شمسٌ حجبتْ | فغداً ما كلَّ يومٍ أبيضا |
منْ أمرَّ الليلَ والصُّبحَ بهِ | أظلمَ الحظُّ عليهِ وأضا |
خلِّ يا دهرُ ابنَ أيُّوبَ وخذْ | كلَّ شيءٍ إنَّ فيهِ عوضا |
هبْ لي الواحدَ إنِّي اخترتهُ | وهنيئاً لكَ ما ضمَّ الفضا |
بكَ أفدي وبهمْ منكَ أخاً | حينَ أمذقتمْ ودادي محضا |
ناصلاً منْ صدإ العارِ كما | خلَّص القينُ الحسامَ المنتضى |
لبسَ المجدَ فما أوحشهُ | أيُّ ثوبٍ في هوى المجدِ نضا |
سوددُ حلُّ تراثٍ ونرى | كرمَ القومِ معاراً مقرضا |
شرفٌ با آلَ أيُّوبَ مشى | معرقاً فيكمْ مطبلاً معرضا |
نرتعي اودية ً مهشمة ً | وترودونَ ربيعاً محمضا |
وقفَ الحبَّ على دوحتكم | غصنٌ منها لقلبي قبضا |
نجتني منهُ خياراً لكمْ | حلوُ ما لاكَ فمٌّ أوْ قرضا |
مدحاً تنشرُ اعراضكمُ | نشرَ حسناءٍ لعرسٍ معرضا |
سائراتٍ تحتَ أوصافكمُ | شاهدات لا يذقنَ الغمضا |
ماسعى للبيتِ يمشي حاسراً | راجلٌ وابنُ ركابٍ ركضا |
وجرتْ أوداجها قائمة ً | يومَ جمعٍ وتلوَّتْ ربضا |