تروَّح من وجرة َ الظاعنونا
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
تروَّح من وجرة َ الظاعنونا | فكان الذي ساءني أن يكونا |
يميناً لعزَّ مرامُ السل | وِّ أن تتركوا جنبَ خبتٍ يمينا |
هوى ً بعدهم أمم لا يري | م يسألُ عنهم مزارا شطونا |
رميتُ بطرفي ومن مثل ما | جنى تتشكَّى القلوبُ العيونا |
وراءَ الحمولُ إلى أن قتل | تُ شكَّ الفراقِ بعيني يقينا |
وقد مات إنسانها حيرة ً | فغادرته في دموعي دفينا |
وفي الركب معرفة ُ الإنتساب | إذا ما القدود ادَّعين الغصونا |
إذا شعشعتْ قبسى وجهها | عنت لهما بقرُالرمل عينا |
تشير إليَّ بأسروعة ٍ | تكاد وما أفصحتْ أن تُبينا |
إذا خشيتْ ظمأً لم يزل | لها مددٌ من دمِ العاشقينا |
أناملُ يبسطنَ رسلَ الوفاءِ | إليَّ ويقبضنَ للكاشحينا |
فتاة ٌ رأت خطلاً في القناة | فألقتْ عليها اعتدالا ولينا |
تنغَّصُ بالوردِ في خدّها | إذا لم تجدني في المجتنينا |
إذا قلَّبتْ قدما أو يداً | تمنت يدي قلباً أو برينا |
وتحت الرحالِ صعابُ الخطا | يدسنَ سهولَ الفيافي حزونا |
سواءٌ عليهن يومَ الوداع | حذينَ دماً أو لبينٍ حدينا |
إذا ما افتلين جمام الريا | ض أجممنها واجتررن البطونا |
ذوى البقلُ من حرِّ أنفاسهنَّ | كأنِّي أعديتهنّ الحنينا |
حمى اللهُ والعربيُّ الذما | مِ عهدا على وجرة ٍ أن يمينا |
وحيّا وجوها تميميَّة ً | صرائحَ ما كان حسنٌ هجينا |
مزجنَ الجمالَ بماء الحيا | ءِ لو رفق المزجُ بالشاربينا |
وأرهفنَ قبلُ نصولَ العيون | فقدّتْ ولم تتخاذلْ طعينا |
ألا طرباً يا مغنِّي القلاصِ | بهم وهى تصعبُ حتى تلينا |
أعدْ إنّ ذكرهمُ عوذة ٌ | ولا تحسب الحبَّ إلا جنونا |
حنتنى الخطوبُ فما لي ألوم | على سرعة الهرمِ الأربعينا |
وأعجبُ من قبلها كيف شب | تُ والشيبُ لا يستشير السنينا |
لئن أكثرتْ عثراتُ الخطوب | بحظِّي جرائحها والوهونا |
فقد فرَّ منّى لجاجَ الزما | نِ قارحُ عشرٍ أبيّاً حرونا |
سلِ الحادثاتِ على ما غمز | نَ جنبي هل وجدَ الغمز لينا |
وهل سمعتْ لي إلى أن بعث | تُ في أهل ودِّي لشكوى أنينا |
فيا ليتها قنعتْ في الخطوب | بنفسي ورفَّهت الآخرينا |
ويا ليتها حين لم تنتفع | بحربي تجنحُ للسّلم حينا |
وقد جرَّبتني قرنا فما | وفتْ بي فهلاّ اجتبتني قرينا |
وفيتُ بدهري وأيامه | ولكن عجزتُ عن الحاسدينا |
وكيف يصحُّ بياضُ الوفا | ءِ يوما على كثرة الصابغينا |
إذا كشفَ الخبْرُ عيبَ الرجال | فدامجْ ودعْ كلَّ عيبٍ ظنونا |
لحا الله كلَّ أجبِّ الحفاظ | بعيدا من الرشد عقلا ودينا |
يُعدُّ الكرامة َ وجهَ النفاق | ويرضى بأفعاله أن يهونا |
تكلَّم حلوا وتحت الضلو | عِ حنظلة ُ الشرِّ للماضغينا |
إذا بتَّ تأمنُ وثباته | لقاءً خبا لك خبئا كمينا |
كصلِّ الحماطة يطوى الحما | مَ صعبا ويُعطيك باللمس هونا |
يبيتُ يراقبُ أنَّى تعنُّ | له هفوة ٌ منك حتى يخونا |
تعلَّمتُ من غدره باسما | بأنّ الوفاءَ مع القاطبينا |
عقاربُ أطمعها لسبها ال | حفاة َ فدبَّتْ إلى الناعلينا |
علا حظُّهم ووهى مجدهم | فقد وألوا من فمي سالمينا |
ولم أكُ مع غضبي إن غضبتُ | لأهتكَ إلاّ حريما مصونا |
وقد كنتُ أمضغهم بالهجا | ء لو أكلَ الشعرُ منهم سمينا |
أصون لساني عن الغادري | ن صونَ طلابي عن الباخلينا |
حرامٌ عليَّ اجتداءُ الرجا | ل لا مانعين ولا باذلينا |
إذا أنا يوما سألتُ الجوادَ | حرصتُ غداً فسألتُ الضنينا |
بلى إنَّ في آلعبد الرحيم | مكارمَ تفسحُ للراغبينا |
وبينَ بيوتهمُ للضيوفِ | جفاناً عماقا وسرحا لبونا |
وأندية ً تسعُ السامعين | قرى ً وجوها تضيف العيونا |
وسيبا يبرُّ له المقسمو | ن لا وردوا الماءَ إلا معينا |
ذعرتُ زماني بأسمائهم | فكنَّ من الدهر دونى حصونا |
وفرَّق عزُّهمُ النائبا | تِ عنّى وقد بتنَ حولى عزينا |
وحمَّلتُ ثقليعميدَ الكفا | ة ِ منهم فكان القويَّ الأمينا |
من القومِ تشرق نيرانهم | على النجم إن طامن الموقدونا |
وتأرجُ أرواحُ أبياتهم | رسائلَ عنهم إلى الطارقينا |
إذا ما رأيتَ ازدحامَ الحقوق | عليهم عجبتَ لهم ثابتينا |
ومن أذكيتْ نارهُ باليفا | عِ في القُرِّ زاحمه المصطلونا |
مساميحُ لم يعرُقوا بالعضا | ضِ أيديهم في ندى ً نادمينا |
ولم يدفعوا في صدورِ الحقوق | بعذرٍ وإن كان عذرا مبينا |
يبيتون يعتلكون السيا | ط غرثى وهم يطردون السنينا |
طوالُ الحمائلِ شمُّ الأنوفِ | يهابون رؤيا ويستحسنونا |
إذا ركبوا مسحوا بالسحاب | وإن نزلوا خلتهم راكبينا |
تفرَّعَ من شرفَيْ عيصهم | مصابيحُ مجد تضئ الدجونا |
وكلُّ غلامٍ له حكمه | على الناس راضين أو كارهينا |
إذا سكتَ انتظروا ما يقولُ | وإن قال دانَ له الناطقونا |
تألَّقَ ينعتُ حسنا أباه | وميضَ السيوف يصفن القيونا |
عميم الحياكعميدِ الكفاة ِ | ولا يسمُ الأرضَ إلا هتونا |
لك اللهُ مبتدئا سؤدداً | تراجعَ عن شأوه المنتهونا |
ومقتبل السِّنِّ فاق الكهولَ | فجاءوا على عقبه يحتذونا |
فدى ً لك كلُّ قصير الفخا | رِ يهرب من ألسن الناسبينا |
له حسبٌ في العلا أكمة ٌ | أضلّتْ محجَّته المهتدينا |
إذا أيتم البخلُ سؤَّاله | فيكفيك فينا أبو السائلينا |
وكلُّ ابنِ نقصٍ تمنَّى أبو | ه أنّ البنات له بالبنينا |
إذا ما رأى منك ملءَ العيون | رأى منه ملءَ منى الشامتينا |
لئن دبَّ دهرٌ إلى مجدكم | بنقصٍ يخافُ على الفاضلينا |
ومدَّ إليكم غداة َ الصِّفاح | شمالا وكان يمدّ اليمينا |
ونازعكم عن مقرّ العلا | ء غصباً وأنتم له مالكونا |
فقدماً رآكم لأخلاقه | بحسن خلائقكم فاضحينا |
يصيب فتجبرُ أيمانكم | مصابَ إساءته محسنينا |
ويأخذ منّا وتعطوننا | ويجلبُ فينا فتستنجدونا |
ولا بدّ للمجدِ من عوذة ٍ | إذا تمَّ تطرفُ عنه العيونا |
وقد يُغمد السيفُ حتى يُشام | ويستتر البدرُ حتى يبينا |
يظنُّ العدا أنكم تخشعون | وقد كذَّب اللهُ فيك الظنونا |
ولا أبعد الله غيرَ التّلاد | إذا العرضُ أضحى منيعا مصونا |
لئن سرَّ حاسدكم أن يرى | وفودكمُ مرَّة ً مخفقينا |
فكم ليلة ٍ دونكم أنقبت | خوافي المناسم حتّى دمينا |
ويوم سمومٍ يردّ القطا | على الماء كُدرا وقد كُنَّ جونا |
حملنا إليكم على الكره فيه | جوادا أقبّ وعنسا أمونا |
فردّ نوالكم اليعملا | تِ تعيى كراكرُهن المتونا |
مواقرَ من جودكم لا تكاد | تقلُّ قلائدها والعهونا |
كأنّا إذا أشرعت للورود | نحطُّ إلى الماء منها سفينا |
فتلتُ من الناس حبلي بكم | وقلت لنفسي هم العالمونا |
وبعتكمُ مهجتي طائعا | فو المجدِ ما كان بيعا غبينا |
ولم أك حاشاي في الغادرين | بكمإن نبا الدهرُ والمارقينا |
لساني لكم ذاك والنفسُ تلك | مضيقين في المال أو موسعينا |
وأعلمُ أنّى لكم سالمٌ | وأعلمُ أنكمُ تعلمونا |
وكم ليَ من مثلٍ سائرٍ | تظلُّ العداة ُ له آذنينا |
لكم منه داعية ٌ في البلادِ | ويعطيكمُ إمرة َ المؤمنينا |
أقومُ لكم بقوانينه | وأنطقُ ما دمتمُ تسمعونا |
فلا عدم الوفدُ ناديكمُ | ولا استوحشتْ سبُلُ الرائدينا |
وكان لكمْ من عثار الزمانِ | لعاً يومَ يعثر بالغافلينا |
ولا راعنا قدرٌ فيكمُ | فإنَّ بكم نعمة َ الله فينا |