سل عن فؤادك بين منعقد اللوى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سل عن فؤادك بين منعقد اللوى | والنَّعفِ قبلَ تشعُّب الأظعانِ |
واخلط أنينك إن تسمَّع كاشحٌ | برغاءِ كلِّ مجرجرٍ حنَّانِ |
فلربَّما طارت مناسمها غداً | بحشاك وهي مناسرُ العقبانِ |
لله أنت محدِّثا أنَّ النوى | ممسى غدٍ من والهٍ حرّانِ |
ناهٍ دموعك بالبنانِ تجمُّلا | نهياً مشقَّته على الأجفانِ |
نبذوا عهودك في الحصا وتأوَّلوا | دينَ النساءِ عليك في الأديانِ |
وتلبّسوا لك في النِّفاق صبائغا | قبلَ الفراق كثيرة َ الألوانِ |
غادون أو متروِّحون لشأنهم | فلا شرقنّ لهم بجمَّة ِ شاني |
ولقد حملتُ حديثهم في أضلعٍ | للسرِّ مشرجة ٍ على الكتمانِ |
وربطتُ صدري باليدينِ مخافة ً | من كثرة الزفراتِ والخفقانِ |
يا سائلي بوفائهم لك ذمّة ٌ | من أن يراني الحبُّ حيث نهاني |
خذ وجهيَ الراضي إليك ولا تسلْ | بعدَ النوى عن قلبيَ الغضبانِ |
هل في البروقِ على الكثيبِدلالة ٌ | إن أعوزتك دلالة ُ النيرانِ |
أو فى الصَّبا لك مخبرٌ عن مقلتي | هادي الضلوعِ وموقظٍ وسنانِ |
أشكو ظماي وبلَّة ٌ من ريقه | تشفى فليتَ سقى وليت شفاني |
لما تواقفناوكم من لهفة ٍ | بحشاً هناك وعضّة ٍ ببنانِ |
أذكرته العهدَ القديمَ فما قضى | لي حاجة ً إذكارُ من ينساني |
قم نادِ بين حمولهم فلربما | كنتَ الطليقَ غدا وكنتُ العاني |
عيني جنت يا ظالمين فما لكم | جورَ القضاء تعاقبون جناني |
ما هذه يا قلبُ أوّلُ عثرة ٍ | أخذَ البرئُ لها بذنب الجاني |
أشكو زماني في دماءٍ طلَّها | عنتاً وثأري عند أهل زماني |
وسيوفُ أيامي التي أنحي بها | مسلولة ٌ في أيدي الإخوانِ |
يا صاحبيَّ كم القناعة ُ بالمنى | والنومُ تحت ظلائلِ الحرمانِ |
وزعمتما أن المغرَّر عاثرٌ | تعدُ العلا غيرَ الذي تعدانِ |
لا بدّ منها وثبة ٌ عربيّة ٌ | يرضى القعودُ بها عن النّهضانِ |
تدجو الخطوبُ وليلها مستصبحٌ | بالغرّة البيضاءِ من عدنانِ |
تبغي ديونا من بني عوفٍ لها | عقدتْ بغير المطل واللَّيانِ |
حتى تبيتَ مع الظلام نزيلة ً | لأغرَّ كابن أبي الأغرِّهجانِ |
واها لها هدياً وحسنَ بصيرة ٍ | في السعي إن بلغتْ أبا حسَّانِ |
تلقى عصاها في بيوتمقلَّدٍ | بندى ً يحلُّ قلائدَ الأرسانِ |
حيثُ الفخارُ العدُّ أبيضُ سافرٌ | والجودُ أخضرُ ناعمُ الأغصانِ |
ومع العشيِّ مراحة ٌ هدَّارة ٌ | آجالها في قبضة ِ الضيفانِ |
تفدي سواه سوقها بضروعها | ودماؤها معه فدى الألبانِ |
في كلِّ بيتٍ جفنة ٌ فهَّاقة ٌ | وفحيصُ معقورٍ ونقعُ دخانِ |
ونفيسة ٌ من ماله موهوبة ٌ | لم تحصَ في كيلٍ ولا ميزانِ |
يا قاتلَ الأزمات في أعوامها | بالجود بل يا قاتل الأقرانِ |
سمُّوك أكرمهم فإن هم فزِّعوا | بالصَّبحِ فاسمك فارسُ الفرسانِ |
كم موقفٍ لك والقنا يزعُ القنا | عن أن يكونَ اليومُ يومَ طعانِ |
والموتُ ما بين الكميِّ وقرنه | يتعاوران عليهِ أو يقعانِ |
ما زلَّ عن زلقاتهِ لك أخمصٌ | ولقد تزلُّ بغيرك القدمانِ |
أعطاكَ فيه النصرَ توثقة ً وما | وقفت قناة ُ مغامسٍ بسنانِ |
ورجعتَ تنثو حسن ما أبليته | ثلمُ الظُّبا وقصائدُ الخُرصانِ |
وسخيمة أغضيتَ عنها واهبا | للحلم فيها سورة الأضغانِ |
أطَّتْ بك الرحمُ البليلة ُ دونها | حتى طويتَ الذنبَ بالغفرانِ |
وضممتَ قومك تابعا في ضمِّهم | أمرَ العلا وحقيقة َ الإيمانِ |
وإذا الكريمُ تناكرتْ أعمامهُ | أخواله بسقت به العرقانِ |
أعطيت حتى كلُّ عافٍ قائلٌ | أفقرتهُ بالجودِ أو أغناني |
وأجرتَ حتى ودَّ قومك أنّهم | مع عزِّهم لك موضعُ الجيرانِ |
مرَّتْ صفاتك بي فهزَّتْ أضلعي | شوقا إليكَ وهيَّجتْ أشجاني |
وخجلتُ من مدحي لقومك والعلا | في ترك مدحك وحده تلحاني |
وعلمتُ أنك خيرُ من علقتْ به | منِّي حبائلُ بغية ٍ وأماني |
فبعثتها سيّارة ً لك ركبها | في الأرض لا الواني ولا المتواني |
حمّالة ً من طيب نشرك في الملا | سلفَ الحيا وبواكرَ الرَّيحانِ |
ودَّتْ لها لو أنّها أسديَّة ٌ | عليا تميمٍ أو بني شيبانِ |
تحيى محاسنَ مزيدٍ إحياءكم | باقى علاه على الزمان الفاني |
تعطيك في النادي أوائلَ فخره | والقومُ بعدك تابعٌ أو ثاني |
وإذا تلاهما المنشدون تمنَّت ال | أبصارُ فيها موضعَ الآذانِ |
لم يبقَ غيري من يقومُ بمثلها | لكمُ ولا من كان قبلَ زماني |
فُقتُ الورى قولا وفقتمُ نائلا | فالمجدُ بين أكفّكم ولساني |