ذكرتُ وما وفايَ بحيثُ أنسى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ذكرتُ وما وفايَ بحيثُ أنسى | بدجلة َ كمْ صباحٍ لي وممسى |
بقلبي منْ مبانيها مغانٍ | بنى فيها السُّرورَ فصارَ حلسا |
مغانٍ تجتني منها نعيماً | ولمْ نغرسْ بفعلِ الخيرِ غرسا |
تركتُ خلالها ورحلتُ قلبي | فلو عذَّبتُ قلبي ما أحسّا |
شريتُ عراصها نقداً بدينٍ | فلولا ما شريتُ شكوتُ وكسا |
وبكرٍ منْ ذخائرِ رأسِ عينٍ | تعودُ بمجلسِ النَّدمانِ عرسا |
يضنُّ بها يهودٌ أو نصارى | وقدْ كرمتْ وإنْ لؤماً وخسَّا |
خطبناها فقامَ القسُّ عنها | يخاطبنا فخلتُ القسَّ قسَّا |
يحدُّثُ معرباً ما شاءَ عنها | ويعهدُ معجماً لكناً وجنسا |
وصارَ بمهرها ثمناً يغالي | بهِ في ظنِّهِ ونراهُ بخسا |
أسلْ ذهباً تزنْ ذهباً فإنَّا | نرى في حبِّها الدِّينارَ فلسا |
وخافقة ُ الفؤادِ مشينَ عجلى | بها الأترابُ وهي تدبُّ همسا |
تعثرَ دهشة ً بالبينِ حتى | يقلنَ لعاً لها فتقولُ تعسا |
تغوِّثُ منْ نواي بمخطفاتٍ | حلينَ عواطلاً ونطقنَ خرسا |
إذا فجعَ الفراقُ قبضنَ عشرا | وإنْ فجأ اللِّقاءُ بسطنَ خمسا |
تقولُ عدمتُ مدَّعياً هواكمْ | وأصبحَ يومَ بينكمُ فأمسى |
أقيمي غيرَ جازعة ٍ فإنِّي | أراها وحشة ً ستجرُّ أنسا |
ذريني والتَّطرحُ إنَّ بيتاً | إذا هو صارَ إلفاً صارَ حبسا |
أجزُ جبلاً وراءَ الرزقِ قالت | وتتركنا فؤادكَ منهُ أقٌسى |
ألا من مبلغُ الأيَّامَ عنِّي | وإنْ خجلتْ فما تستطيعُ نبسا |
متابي بعدها منْ كلِّ ذنبٍ | أناخَ بساحتي ثقلاً وأرسى |
وكانتْ سكرة ٌ أقلعتُ منها | على صحوٍ وذنبُ السُّكرِ ينسى |
وما اجتمعت بروجردٌ وفقر | ولا أحدٌ رأى سعداً ونحسا |
فتى أحيتْ بهِ الأيَّامُ ذكري | وكانَ موسَّداً منهنَّ رمسا |
وقدْ ردَّت نيوبَ الدَّهرِ دردا | يداهُ وقدْ فغرنَ إليَّ نهسا |
وذادَ سماحهُ الفيَّاضُ عنِّي | ذئاباً منْ صروفِ الدَّهرِ طلسا |
وأعطى ظاهراً سرفَ العطايا | فلما عوتبَ استخفى ودسَّا |
أيا سعدُ بنُ أحمدَ ما تسمَّي | ويا رضوى إذا انتسبَ ابنُ قدسا |
نمتْ أعراقهُ فنماكَ غصناً | فطبتَ الفرعَ لما طابَ أسَّاً |
وأشرقَ فاستفدتْ النَّورَ منهُ | فكنتَ البدرَ لما كانَ شمسا |
عظمتْ ندى فلو لويتْ خطوبٌ | بجودكَ لالتوينَ وكنَّ شُمسا |
وطبتَ يداً فلو لُثمتْ شفاهٌ | تقبِّلُ راحتيكَ لثمنَ لعسا |
بنائلُ آلِ إبراهيمَ عاشَ ال | سماحُ وقدْ محاهُ الدَّهرُ درسا |
وهبَّ الرِّيحُ في روحِ المعالي | فطرنَ وطالما ردِّدنَ قعسا |
عرانينُ مع الجوزاءِ شمٌّ | تشمُّ عداتها الإرغامَ فطسا |
وأعراضٌ تصافحُ لامسيها | غداة َ تضرَّسُ الأعراضَ ملسا |
يموتُ حسودها منها بداءٍ | إذا استشفاهُ عاودَ منهُ نكسا |
دعاني الشَّوقُ يزأرُ بي إليكمُ | فسرتُ ملبياً والدَّهرُ يخسى |
لأدركَ معجزاتكمُ بعيني | فيصبحَ منظراً ما كانَ حسَّا |
وكمْ بمديحكمْ بددتْ درَّاً | على القرطاسِ ما استمددتُ نقسا |
وقد كانَ البنانُ ينوبُ خطَّاً | فقدْ حضرَ اللِّسانُ يهدُّ درسا |
رعيتُ هشيمَ طرقكمُ لماظاً | فردوني ألسُّ الحمضَ لسَّا |
وروَّوا منْ نميركمْ غليلاً | وردتُ بهِ القذى خمساً فخمسا |
فإنَّ اللهَ أوجبها فروضاً | عليكمْ لا تزالُ الدَّهرَ حبسا |
صلاحُ بلادهِ شرقاً وغرباً | ورزقُ عبادهِ عرباً وفرسا |