حرم عليها نزهاتِ الوادي
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
حرم عليها نزهاتِ الوادي | و ولها جوانبَ البلادِ |
و غنها إنْ طربتْ لصافرٍ | آذانها برهجِ الجلادِ |
و اسبقْ بها إلأى العلا شوطَ الصبا | لعلها تعدُّ في الجيادِ |
قد لفظتكَ هاجدا وقاعدا | مكاسرُ البيتِ وحجرُ النادي |
كم التمادي تطلب العفوَ به | قد بلغَ الجهدَ بك التمادي |
لا بد إن عفت تخاليطَ القذي | ان تخلطَ الأرجلُ بالهوادي |
ما العزُّ بين الحجراتِ كامنا | و لا الغني في الطنبِ والعمادِ |
تفسحي يا نفسُ أو تطوحي | إما الردى أو دركُ المرادِ |
إن النفوس فاعلمي إن حملتْ | مسجونة ٌ في هذه الأجسادِ |
خيرٌ من الزاد الوثيرِ والأذى | أن أنفضَ الأرضَ بغير زادِ |
قد ملني حتى أخي وأنكرتْ | كلابُ بيتي في الدجى سوادي |
كم أحملُ الناسَ على علاتهم | قد جلبَ الظهرُ وجبَّ الهادي |
في كل دارٍ ناعقٌ يخبطُ في | جنبيّ وهو خاطبٌ ودادي |
و حالمٌ لي فإذا استسعدتهُ | في يوم روعٍ مال بالرقاد |
يعجبهُ قربي لغير حاجة ٍ | فإن عرتْ طارَ مع البعادِ |
إذا عدمتُ عددي ضحكتُ من | تبجحي بكثرة ِ الأعدادِ |
أنسا على ما خبلت وخلبتْ | بروقها بوحشة ِ انفرادي |
ما أنا والحزمُ معي بآمنِ | شريحتى ْ صدري على فؤادي |
قد شمتَ النقصانُ بالفضلِ وقد | تسلط العجزُ على السدادِ |
فاجفُ الوصولَ واهجُ من مدحهُ | فربما تصلحُ بالفسادِ |
و لا تخلْ ودَّ العميد منحة ً | سيقتْ بقصدٍ أو عن اعتمادِ |
لكنها جوهرة ٌ يتيمة ٌ | تقذفها البحارُ في الآحادِ |
جاءت بها والوالدات عقمٌ | مقبلة ٌ غريبة ُ الولادِ |
خلَّ له الناسَ وبعهم غانيا | به على كثرتهم وفادِ |
و حكم المجدَ التليد فيهم | و فيه واسأل ألسنَ الروادِ |
بالأقربينَ الحاضرين منهمُ | ما غاب من ذاك البعيدُ النادي |
و حبذا بين بيوتِ أسدٍ | بيتٌ إذا ضلَّ الضيوفُ هادي |
أتلعُ طال كرما ما حوله | تشرفَ الربوِ على الوهادِ |
موضحة ٌ على ثلاثٍ نارهُ | إن سرفوا النيرانَ في الرمادِ |
بيتٌ وسيعُ الباب مبلولُ الثرى | ممهد المجلسِ رخصُ الزاد |
إنْ قوضَ البيوتَ أصلٌ حائرٌ | طنبَ بالآباءِ والأجدادِ |
ترفعُ عن محمدٍ سجوفهُ | جوانبَ الظلماء عن زنادِ |
أبلج يورى في الدجى جبينه | على خبوّ الكوكب الوقادِ |
ساد وما حلتْ عرى تميمه | بالأطيبين النفسِ والميلادِ |
و جاد حتى صاحت المزنُ به | أكرمتَ يا مبخلَ الأجوادِ |
من غلمة ٍ تحاشدوا على الندى | تحاشدَ الإبلِ على الأورادِ |
و دبروا المجدَ فسدوا ما ولوا | سدَّ السيوف ثغرَ الأغمادِ |
مشوا على الدارس من طرق العلا | و يقتفي الرائحُ إثرَ الغادي |
يعتقبون درجا ذروتها | تعاقبَ العقودِ في الصعادِ |
مثنى ووحداناً إلى أن أحدقوا | بهالة ِ البدرِ على ميعادِ |
للكلمِ المعتاصِ من سلطانهم | عليه ما للجفل المنقادِ |
فهم قلوبُ الخيل مثلُ ما همُ | إن خطبوا ألسنة ُ الأعوادِ |
هل راكبٌ وضمنتْ حاجتهُ | غضبيَ القماصِ سمحة ُ القيادِ |
مطلقة ُ الباعِ إذا تقيدتْ | من الكلالِ السوقُ بالأعضادِ |
تدرُّ قبل البوّ أو تطربُ من | مراحها قبل غناء الحادي |
لا يتهمُ الليلُ عليها فجرهُ | و لا يخافُ عدوة َ العوادي |
لها من الجوّ العريضِ ما اشتهتْ | همك في السرعة ِ والإبعادِ |
تصدقها واللحظاتُ كذبٌ | عينا قطاميًّ على مرصادِ |
بلغ وفي عتابك الخيرُ إذن | تحية ً من كلفِ الفؤادِ |
ينفثُ فيها شجوه كما اشتفى ال | مدنفُ بالشكوى إلى العوادِ |
قلْ لعميدِ الحيّ بين بابلٍ | و الطفَّ جادت ربعك الغوادي |
ما اعتضتُ أو نمتُ على البين فلا | بقلقي بتَّ ولا سهادي |
أشرقني الشوقُ إليك ظامئا | بالعذب من أحبابيَ البرادِ |
ما زارني طيفُ حبيبٍ هاجرٍ | إلا اعترضتُ فثنى وسادي |
و لا نسمتُ البانَ تفليه الصبا | إلا تضوعتك من أبرادي |
و البدرُ يحكيك فيشقى َ ناظري | حتى كأنّ بيضه دآدي |
فهل على ماء اللقاء بلة ٌمالك لا تسمحُ بالقربِ كما تسمحُ بالمالِ وبالإرفادِ | يروي بها هذا النزاعُ الصادي سقط بيت ص |
أنت جوادٌ والنوى مبخلة ٌ | ما أعجبَ البخلَ من الجوادِ . |
ملكتني بالودّ والرفدِ معا | و الرفدُ من جوالبِ الودادِ |
و قاد عنقي لك خلقٌ سلسُ ال | حبل على صعوبة انقيادي |
حملتُ منك اليدَ بعدَ أختها | بكاهلٍ لا يحمل الأيادي |
و لم يكن قبلكَ من مآربي | لمسُ يدِ المجدي ولا من عادي |
موافقا أعطيتَ فيها مسرفا | و البحرُ يعطيني على اقتصادِ |
فما أذمُّ الحظَّ إلا قمتَ لي | بمنة ٍ تكسبه أحمادي |
و لا أنادي الناسّ إلا خلتني | إياك من بينهمُ أنادي |
و لم تكن كخلبيًّ برقهُ | لا للحيا اعتنَّ ولا الإرشادِ |
يجلبُ مدحي بلسانٍ ذائبٍ | مع النفاق ويدٍ جمادِ |
ما عرفتْ فيه الندى طيٌّ ولا | أغناه شيخُ البيتِ في إيادِ |
يدخلُ في مجدِ الكرام زائدا | غبينة َ الأنسابِ في زيادِ |
تلسطَ البخلُ على جنابهِ | تسلطَ الخلفِ على الميعادِ |
لتعلمني شاكرا مجتهدا | إن هو كافا عفوك اجتهادي |
بكل مغبوطٍ بها سامعها | كثيرة الأحبابِ والحسادِ |
مصمت لها النديُّ واسع | نصيبها الضخمَ فمُ الإنشادِ |
غريبة حتى كأنْ ما طبعتْ | من طيبِ هذا الكلمِ المعتادِ |
ترفعها عنايتي عن كلفة ِ ال | لفظِ ومعنى الغارة المعادِ |
تغشاك إما بالتهاني بالعلا | أو التهادي بكرة َ الأعيادِ |