تركتك يا زمانُ قلى ً فدعني
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
تركتك يا زمانُ قلى ً فدعني | إذا أنا لم أُردك فلا تردني |
أأنفِر عنك ممتعضا أبيّاً | وتصحبني بقلبٍ مطمئنِّ |
وكان الذلَّ أن ترضى وآبى | وأهدم في هواك وأنت تبني |
رواؤك بالجمال لغير عيني | ووعدك بالجميل لغير أذني |
وهبتك للحريص عليك لمّا | بلوتك في القساوة والتجنّي |
وكنتَ الذئبَ مأكولا أخوه | على ما كان من حذرٍ وأمنِ |
أقلني عثرتي في حسن ظني | بأهلك أو برعيك لي أقلني |
كفرتَ صحابتي وخفرتَ سلمي | فنحرك والسِّنانَ وأنت قرني |
تحُدُّ لي النيوبَ إن افترقنا | متى ما كنتُ مأكولا فكلني |
ومنِّ بنيك بالأرحام قطعا | فأُمُّ بنيك أمٌّلم تلدني |
بعاد بيننا أبدا وفوتٌ | بعادَ الفضل من خرقٍ وأفنِ |
أذلَّهم الطِّلابُ وعزَّ وجهي | وضامهم الثَّراء ولم يضِمني |
أحبُّوا المالَ فاعتبدوا ملوكا | وما كل العبيد عبيد قنِّ |
تنفَّخت الحظوظ لهم فظنّوا | ورامَ البطنِ يسمنُ وهو يُضني |
وما وأبي زخارفها ثناني | لها ذلٌّ يشوقُ ولا تثنِّي |
ولا قدرت على نفسي ولحظي | على ما نمَّ من طيبٍ وحسنِ |
ولو أني خُدعتُ بشارتيها | خُدعتُ بمقلة الرشإ الأغنِّ |
ولاستلبت على إضم فؤادي | حماماتٌ تنوح كما تغنِّي |
وبيضٌ في خيامِ بني سليم | تكنُّ خدورها بيضاتِ كِنِّ |
حملن على القدود مخمَّراتٍ | هلالا طالعا في كلّ غصنِ |
ولانسربتْ تغلغلُ في عظامي | سبيئة ُ راهبٍ ماءٌ كدهنِ |
منصَّرة ُ القرى رأسٌ أبوها | يدين ضلالة ً بأبٍ وإبنِ |
إذا نصلت من الراووق بثت | نجوما والغداة ُ غداة ُ دجنِ |
يساومني بها ثمنا فيُغلى | وأمنحه بلا سوم فأسني |
ولم أغبنُكمن يُعطى سروري | ويأخذُ طائعا همّي وحزني |
وقبلي شرَّدتْ حلمابنِ حجرٍ | لغير ضياعة ولغير رهنِ |
حباها بكرة زقاً رويّاً | وقال لخيله روحي فشنِّي |
فيوما بين غائرة ونقع | ويوما بين باطية ٍ ودنِّ |
ولكنَّ المطاربَ لم ترقني | كما أنّ النوائب لم ترعني |
ولما كان بعضُ النوم عارا | ملكت على النوى أهداب جفني |
يلوم على العزوفأبو بغيض | لك الويلاتُ سلني ثم لمني |
يظنّ بجلستي فشلا وبهرا | وقد أنضبتُ أفراسي وبدني |
ودست الجمر لم أخفِ احتراقا | وراء الرزق وهو يشطُّ عنّي |
ورُضتُ الآبيات العوصَ حتى | سهلن لكلّ جعدِ السمع حزنِ |
موسمة بعمرو أوببكر | تصرِّح تارة بهمُ وتكني |
تواصلهم وصالَ الغيثِ آلي | متى ما يبدِ عارفة ً يُثنِّ |
فلم تعلقَ على الحرمان منهم | يدي بسوى الملالة ِ والتجنِّي |
أدال الله منّى للقوافي | بما هانت عليّ ولم تهنِّي |
أطرِّد سرحها في كلِّ يوم | شلالا بين رابية ٍ ورعنِ |
على وادٍ ولمَّا يزكُ عشبٌ | إلى قلبٍ ولمّا يسنِ مسني |
دعت برغائها أحرارَ كسرى | فلم يفصح لمعجمهم بلحنِ |
أحبُّوها وما طلعوا بنوءٍ | يبلِّلها ولا سنحوا بيُمنِ |
ولا قسموا لها الإنصاف يوما | بكيلٍ في السماح ولا بوزنِ |
وجُرَّت في القياصر من معاها | إلى درِد عدمنَ اللَّسنَ حجنِ |
تضاغى بينهم متعرياتٍ | وما نفعُ الصرائح بين هجنِ |
وداخنها على ميسانَ مورٌ | فلم ينهض لقرَّتها بسُخنِ |
حداها بالمطامع فاشرأبَّتْ | وما نزلت مفاقرها بمغني |
وراقصها ببابلضوءُ نارٍ | لحيّ من بني أسدٍ مبنِّ |
من الجذعات لم تُرفعْ لضيفٍ | ولم تلحمْ ولم تقترْ لسمنِ |
وأطناب طوال خادعتها | فأمكنَ من صلائفها التظني |
ولم يك ضبُّ عوف من قراها | ولا من حرشها لولا التعنّي |
ولا القرويّ عرِّبَ بالتسمّي | وأُمِّرَ بالتلقُّبِ والتكنِّي |
وعلج الجنبمن أنباطِ سورا | تمضَّر أو تنزَّر بالتمنِّي |
أرادتهم لتحمي أو لتُحبى | على الحالين في مننٍ ومنِّ |
فما دفعوا العدوَّ بمدِّ صوتٍ | ولا نقعوا الأوامَ برشح شنِّ |
فإن يكُ في جعيلِ بني عفيفٍ | وجروِ الغاضريَّة خابَ ظني |
فلستُ بأوّلِ الرُّوّاد جاشتْ | به خضراءُ نبتُ سفاً ودمنِ |
وغرَّتها مخيِّلة ُ لقاحا | فلم تنتجْ ولم تكُ أمَّ مزنِ |
وناشدني الحقوقَ مزرّعيٌّ | ليأخذَ ذمّتي لهمُ وأمني |
وقال هبِالجزيرة َ لي وإلا | فهذا السيف فاسمح لي وهبني |
أأنت تردُ عنهم بسطَ كفِّي | وصفقك جرَّ يومَ البيع غبني |
ولو لم يكفهم سيفي ورمحي | رأوا بالغيب ما ضربي وطعني |
فآه عليهمُ يا كفُّ لولا | فتى ً أعطيته بالودّ رهني |
تخوّن من خزيمة عرضتيها | لنبلي فاحتمت بالأزد مني |
وجنّ الدهرُ في وغلِ ضليع | به للخنزوانة ِ طيفُ جنِّ |
أتاه الحظ مختاراً وولَّى | نصولَ السهمِ عن ظهرِ المجنِّ |
توسَّط من قرى الزيتونِ بيتا | أقيم على محاريثٍ وفدنِ |
دفئُ الليل لم يسهر لرأي | ولم يتعبْ بليتي أو لو أنّي |
فراودها وزاحم يبتغيها | بمنفوخين عثنونٍ وبطنِ |
وقال لحقتُ وارتفعت وهادي | فمالك ترفع الأشعارَ عنّي |
وهل أنا دون قومٍ سربلوها | فجرُّوا الفخرَ من ذيلٍ وردنِ |
ورُضتُ لجاجه فإذا حرونٌ | متى أمنعه طوعا يقتسرني |
ففاز بعذرها وأوتْ أيامي | إلى كنفين من بخلٍ وجبنِ |
وما علمَ ابنُ عصرِ الزيتِ أني | إذا أثنيت أعلمُ كيف أُثني |
وأنى يومَ أمدحه احتسابا | وإن أسميته فسواه أعني |
سمحتُ بها وما حليتْ بسمح | فقدها الآنَ من كرمٍ وقدني |
ولم أك قبلها لأذمَّ جودى | على أمرٍ وأحمدَ فيه ضنّي |
فحتام المقام بعقرِ دارٍ | بساطٍ فسحتي فيها كسجني |
على ترباء أرض لم تقلها | مدارجها الخباثُ ولم تلقني |
ولو ذهبتْ وراءَ الشمس غربا | شفتْ أكبادها من كلِّ ضغنِ |
وشعشع في ترائبها وميضٌ | على تلك الربا مُطْرٍ ومثني |
ولو نُشرَ الكرامُ بنو عليّ | لها وفدتْ على المعطي المهنّي |
إذن لحمى حماها كلُّ شختٍ | كصدر السمهريِّ أمقَّ لدنِ |
قليلِ النوم في رعي المعالي | إذا خاط التواكلُ كلَّ جفنِ |
ومدَّ لها الحسينُ فذبَّ عنها | براثنَ أصمعِ الكفَّين شثنِ |
ولانهمرت سحابة راحتيه | بهطلٍ من سحائبها وهتنِ |
ومرَّ على عوائده كريم | قليلاً ما دعوتُ فلم يجبني |
رأى فضلي فقدَّمني وأولى | غرائسِ ما ترون اليومَ يجنى |
ولكنَّ الحمامَ أغاض بحري | عشيَّة يومهِ وهوى بركني |
وخلَّفني درئية َ صرفِ دهرٍ | متى ما يرمِ عن عرض يصبني |
فلا يرمالجزيرة مستطيرٌ | يقعقعُ في كثيفٍ مرجحنِّ |
شفيقُ الحفر مأمون التذرِّي | على فقر الثرى يغني ويُقني |
يروح ويغتدي سقيا قليبٍ | طوى ذاك التسرُّعَ والتأنّي |
فتى لولاه لم أجزع لثاوٍ | ولم أقرعْ على ما فات سنّي |