العلاقة بين بيبرس وقطز ونتائجها الكبرى
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
كان الفارس أقطاي الجمدار يرأس عددا كبيرا من المماليك البحرية منهم بيبرس. وبعد مقتل أقطاي على يد قطز هرب زملاؤه إلى الشام بقيادة بيبرس ودخلوا في علاقات متشابكة ومعقدة مع بقايا ملوك الأيوبيين وعملوا لديهم كجنود مرتزقة يناصرون من يدفع لهم أكثر كما خاضوا عدة معارك مع قطز وقد غزو مصر لكن قطز هزمهم.
وبعد سقوط بغداد شعر بيبرس بخطر المغول فراسل قطز وتصالح معه وعاد بمعظم زملائه إلى مصر وأصبح قائد مقدمة جيش قطز الذي نهض لصد المغول في عين جالوت سنة ٦٥٨ هجرية.
وكان بيبرس يريد أن يوليه قطز ولاية حلب بعد هزيمتهم للمغول لكن قطز لم يحقق طلبه فقتله واستولى على الحكم.
ولكن بيبرس أصبح رجل الساعة وحقق لأمة الإسلام انتصارات كبرى لا تمحى عبر مرور الزمن، فقد مزق قوات المغول في معركة البستان (ابلستين) في جنوب آسيا الصغرى سنة ٦٧٥هجرية ولم يجرؤ المغول على عبور الفرات إلى الشام طوال عهده الذي دام من سنة ٦٥٨ هجرية حتى وفاته سنة ٦٧٦ هجرية.كما دمًر سنة٦٦٤ مملكة الأرمن (أرمينية الصغرى) تدميرا ما بعده دمار، ومن بقي منهم أصبح يدفع له الجزية صاغرا.
لأن ملك الأرمن هيثوم هو الذي استثار حملة هولاكو ضد المسلمين وشارك المغول بقواته الأرمنية في اقتحام بغداد وتدميرها بل وفاق الأرمن المغول في وحشيتهم ضد المسلمين داخل بغداد كما شاركوهم في اقتحام حلب وتدميرها، وأحرق الملك هيثوم الأرمني جامع حلب الكبير بيديه الآثمتين، فنال الأرمن عقابهم الصارم على يد بيبرس الذي دمر مملكتهم أثناء غياب هيثوم في بلاط المغول وقتل بيبرس أحد إبنيه وأسر الآخر.ولما عاد هيثوم وجد مملكته قاعا صفصفا، فراسل بيبرس يطلب العفو وإطلاق سراح ابنه فاشترط عليه بيبرس أن يتنازل عن مملكته المدمرة لابنه الأسير ويعتزل في أحد الأديرة فوافق هيثوم وأصبح إبنه تابعا لبيبرس يدفع له الجزية السنوية.
وفي سنة ٦٦٦ محا بيبرس دولة أنطاكية الصليبية من الوجود( وهذا موضوع شرحته في مقال مستقل).
أما الباطنية الذين تحالفوا مع الصليبيين ضد المسلمين وقتلوا عددا من زعماء الجهاد ووقفوا ضد عماد الدين ونور الدين، وحاولوا اغتيال صلاح الدين عدة مرات وجرحوه في رأسه في إحداها.
فقد هاجم بيبرس قلاع الباطنية في بلاد الشام واستولى عليها جميعها وقتل معظم الباطنية.
ومن بقي منهم حيا استعبدهم بحيث ينفذون أوامره ولا يخرجون عنها قيد أنملة.
هذا هو بيبرس ولا يقدح فيه قتله قطز فالعبرة بما حققه لأمة الاسلام.
كتبه أ.د/ علي بن محمد عودة الغامدي.