دعاها معقَّلة ً بالعراقِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
دعاها معقَّلة ً بالعراقِ | إلى أهلِ نجدٍ هوى ً مطلقُ |
فباتتْ تماكسُ ثنا الحبا | لِ منها الكراكرُ والأسؤقُ |
فيأبى عليها المريرُ الفتيلُ | ويسمحُ والرِّمَّة ِ المخلقُ |
تحنُّة يا عجباً أنْ تحنَّ | لو أنَّها سائلُ يرزقُ |
وما هي إلاَّ بروقُ المنى | خلاباً وما السَّفحُ والأبرقُ |
فهلْ لمجعجعها أنْ يروحَ | لو أنَّ الرَّواحَ بها أرفقُ |
مراتعها أمسِ أمرى لها | وتربُ معاطنها أرفقُ |
أتتْ بابلاً ونبتْ بابلٌ | بها وبكى المشئمُ المعرقُ |
فخلِّ لها طرقها والظَّلا | مَ تحلمُ في السَّيرِ أو تخرقُ |
وإنْ كذبتْهادياتُ النَّجومِ | فإنَّ لها مقلاً تصدقُ |
عسى رقًّها في ديارِ الخمولِ | إذا شارفتْ عزَّها يعتقُ |
وقمْ أنتَ فاسبقْ بها المدلجينَ | فعفو المياهِ لمنْ يسبقُ |
فإمَّا اعتذرتَ وإمّا بلغتَ | فحظُّكَ غاية ُ منْ يلحقُ |
كمْ النومُ تحتَ ظلالِ القنوعِ | وفوقَ القذى جفنكَ المطبقُ |
تهبُّ عليكَ رياحُ المنى | فتروى بما أنتَ مستنشقُ |
وخلفُ العلا وأفاويقها | لغيركَ يصبحُ أو يغبقُ |
وكمْ تستقيمُ فتمشى الحظوظُ | وحظُّكَ اعمى الخطا مزلقُ |
تخفَّضُ منْ حيثُ تبغي العلا | وتحرمُ منْ حيثُ تسترزقُ |
ترودُ لنفسكَ غيرَ المرادِ | فرجلٌ سعتْ ويدٌ تخفقُ |
مطالبُ تنفقُ فيها الزَّمانَ | ومنْ صلبِ عمركَ ما تنفقُ |
وحولكَ حيثُ ترى راعياكَ | ثرى ً منبتُ وحياً مغدقُ |
ودارٌ تعزُّ على أهلها | ولمْ تتقلقلْ بكَ الأينقُ |
وأسماعُ أبناءِ عبدِ الرَّحي | مِ تصغى وأبوابهمْ تطرقُ |
وأنجمهمْ لكَ رعيا تضيءُ | فتورى وشمسهمْ تشرقُ |
وباسمِ الوزيرِ فعذْ بالوزي | رِ يفتحُ بابُ النَّدى المغلقُ |
ألمْ ترى للنَّاسِ في فترة ٍ | وقدْ أكلَ الأحلمَ الأخرقُ |
ومنْ ركبَ الشَّرَّ طالتْ يداهُ | وطارتْ وخودٌ بهِ معنقُ |
وفي كلِّ سرحٍ أبو جعدة ٍ | مكانُ الرُّعاة ِ بهِ يعنقُ |
تجشِّمهُ رحضُ ما دنَّسوا | وإحسانهُ جمعُ ما فرَّقوا |
وكنتَ تغيبُ فتشرى الأمو | رُ ثمَّ تعودُ فتستوسقُ |
حمى شرفُ الدِّينِ أطرافها | ومنْ خلفها طاردٌ مرهقُ |
وأضغاثُ أرسانها في الرِّقابِ | نواصلُ بالكفِّ لا تعلقُ |
فقوَّمَ والذِّئبُ مستأسدٌ | وعدَّلَ والفحلُ مستنوقُ |
كريمٌ تصلصلَ منْ طينة ٍ | أعانَ المطيبَ بها المعبقُ |
رأتْ عينُ ساسانَ فيها النموَّ | وهي على كفِّهِ تشرقُ |
فشجَّرها شرفاً لاحقاً | إذا هجَّنَ التنَّسبَ الملصقُ |
تلألأَ في أفقها أنجمٌ | بحاشيتن بدرها تحدقُ |
تودّ البحارُ لأصدافه | نَّ لو هي عنْ مثلها تغلقُ |
رعاكَ مليكٌ رعى الملكَ منكَ | بعينٍ على الضَّيمِ لا تطرقُ |
وأنقذهُ بكَ فانتاشَ وه | و محترشٌ ما لهُ منفقُ |
حملتَ الوزارة َ حملَ المخفَّ | وقدْ اثقلتْ غيركَ الأوسقُ |
وكمْ عالجوها بخرقِ الأكفِّ | ورأيكَ في طبِّها أحذقُ |
وسعتَ بصبركَ إصلاحها | وصدرُ الزَّمانَِ بها ضيِّقُ |
وأخَّرهمْ عنكَ إذ قدَّمو | كَ أنَّكَ تفري الذي تخلقُ |
وتزنقُ ما فتقتهُ الرّجالُ | ولا يرتقونَ كما ترتقُ |
فكونوا لها كلَّما عطِّلتْ | حلى ً منكمُ القلبُ والأطوقُ |
وزدْ شرفاً أنتَ يا تاجها | ولا افترقَ التَّاجُ والمفرقُ |
يريدُ سواكمْ ثناءً بها | فتأبى عليهِ وتستطلقُ |
ويستروحُ النَّاسُ أثوابها | وأردانها بكمْ أعبقُ |
علوتَ فما تنحيكَ الصِّفاتُ | بسهمٍ ولو أنَّهُ مغرقُ |
فسيَّانَ في مدحكَ النَّاجمِ ال | معذَّرُ والمنتهى المفلقُ |
إذا جدتَ أنطقتَ منْ لا يدين | وإنْ قلتَ أخرستَ منْ ينطقُ |
فقدْ شكَّ ربُّ الكلامِ البليغُ | أيكسدُ عندكَ امْ ينفقُ |
فداكَ وكيفَ لهُ لو فداكَ | طليقٌ بروعتهِ موثقُ |
تكنَّفهُ مانعاتِ البلا | دِ وهو على أمنها يفرقُ |
يخالُ سيوفكَ يخطفنهُ | ومنْ دونهِ البابُ والخندقُ |
ويعلمُ أنَّ القنا في يديكَ | يراهُ على البعدِ أو يرمقُ |
وكيفَ تحيلُ خفايا الشُّخوصِ | على أسمرٍ لحظهُ ازرقُ |
تسمَّعْ لها تستحفُّ الحلي | مَ منها الطلاوة ُ والرونقُ |
وهادُ الكلامِ وأجبالهُ | طريقٌ بحافرها يطرقُ |
نوافثُ في عقدِ المانعين | فكلُّ يبيسٍ بها مورقُ |
سوائرُ بالعرضِ سيرَ النُّجومِ | لها مغربٌ ولها مشرقُ |
دعاة ٌ بحمدكَ في الخافقينَ | لها بكَ ألوية ٌ تخفقُ |
لكَ السَّكبُ منْ سحبها والعهادُ | وعندَ العدا الحصبُ المصعقُ |
يكيسُ بها والدٌ منجبٌ | إذا ولدَ الشَّاعرُ المحمقُ |
بقيتْ وقدْ فنى القائلونَ | عليها وما حزني لو بقوا |
تذكِّركمْ فيَّ حفظُ العهودِ | وإنْ لمْ يضعْ عندكمْ موثقُ |
تحاشيكمُ أنْ أرى ظامئاً | أحومُ وواديكمُ متأقُ |
ويوحشها أنَّ ربعي على | تجدُّدِ دولتكمْ مخلقُ |
وأنَّى بمضيعة ٍ مثلكمْ | على الفضلِ منْ مثلها يشفقُ |
ترى النَّاسَ لمْ يسلفوا مثلَ ما | لها وهي تهبطُ قدْ حلَّقوا |
وفي الحقِّ والحكمُ العدلُ أنتَ | إذا لحقوا أنَّها تلحقُ |
أمنتُ عليكَ صروفَ الزَّمانِ | وأخطأكَ القدرُ الموبقُ |
ودارتْ لكَ السبعة ُ الجاريات | بما تستحبُّ وتستوفقُ |
وعدَّ ألوفاً لكَ المهرجان | يجدُّ السنينَ كما يخلقُ |
يزوركَ مسترفداً سائلاً | فيغمرهُ سيبكَ المغدقُ |
ويذهلهُ وجهكَ المستنيرُ | عليهِ ومجلسكَ المونقُ |