أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا | شعراتٍ أرينني الأمرَ جدا |
لم يزلْ بي واشي الليالي إلى سم | ع معير الشباب حتى استردا |
صبغة ٌ كانت الحياة َ فما أف | رقُ أودي دهري بها أو أردى |
يا بياض المشيب بعني بأيا | مك ليلا نضوته مسودا |
يا لها سرحة ً تصاوحُ تنو | ماً وعهدي بها تفاوحُ رندا |
لم أقل قبلها لسوداءَ عطفاً | و اقترابا ولا لبيضاءَ بعدا |
عدتِ الأربعون سنَّ تمامي | و هي حلت عرايَ عقدا فعقدا |
بانَ نقصي بأن كملتُ وأحسس | ت بضعفي لما بلغتُ الأشدا |
رجعتْ عنيَ العيون كما تر | جعُ عن حاجب الغزالة رمدا |
ليت بيتا بالخيفِ أمس استضفنا | ه قرانا ولو غراما ووجدا |
و سقاة ً على القليب احتسابا | عوضونا اللمى شفاءً وبردا |
راح صحبي بفوزة الحجَّ يحدو | ن وعنسي باسم البخيلة ِ تحدى |
و لحاظي مقيداتٌ بسلعٍ | فكأني أضللتُ فيه المجدا |
ربَّ ليلٍ بين المحصب و الخي | ف لبسناه للخلاعة ِ بردا |
و خيامٍ بسفح أحدٍ على الأق | مار تبنى فحيَّ يا رب أحدا |
لا عدا الروحُ في تهامة َ أنفا | ساً إذا استروحتْ تمنيتُ نجدا |
و أعان الرقادُ حيرة َ طرفٍ | لم يجدْ في الطلاب يقظانَ رشدا |
نمتُ أرجو هندا فكلَّ مثالٍ | خيلتْ لي الأحلامُ إلاّ هندا |
عجبا لي ولابتغائي مودا | تِ ليالٍ طباعها ليَ أعدا |
نطقتْ في نفوسها وتعفف | تُ فما ودُّ من يرى بك صدا |
أجلبتْ عريكة ُ دهري | فرمى بي وقام أملس جلدا |
كل يومٍ أقولُ ذما لعيشي | فإذا فاتني غداً قلتُ حمدا |
زفراتٌ على الزمان إذا استب | ردتُ منها تنفسا زدن وقدا |
يا لحظي الأعمى أما يتلقى | قائدا يبتغي الثوابَ فيهدي . |
يا زمانَ النفاقِ ما لك زاد اللهُ | بيني وبين أهلك بعدا |
من عذيري من صحبة الناس ما أخ | فرها ذمة ً وأخبثَ عهدا |
كم أخٍ حائم معي واصل لي | فإذا خلفتْ به الحالُ صدا |
و صديقٍ سبطٍ وايامه وس | طى فلما انتهتْ تقلصَ جعدا |
ليته غيرَ منصفٍ ليَ إسعا | دا على الدهر منصفٌ ليَ ودا |
و إذا لم تجدْ من الصبر بدا | فتعزلْ وجدْ من الناس بدا |
يدفع اللهُ لي ويحمي عن الصا | حبِ فردا كما وفى ليَ فردا |
أجنتْ أوجهُ الرجالِ فما أن | كرتُ من بشر وجههِ العذبِ وردا |
كيفما خالفتْ عطاشُ أماني | نا إليه كان النميرَ العدا |
ملكَ الجودُ أمره فحديث ال | مال عن راحتيه أعطى وأجدى |
زذ لجاجا إذا سألتَ وإلحا | حا عليه يزدك صبرا ورفدا |
لا ترى والمياهُ تعطي وتكدي | حافراً قطّ في ثراه أكدي |
كلما عرضتْ له رغبة ُ الدن | يا تواني عنها عفافا وزهدا |
كثر الناسُ مالها واقتناها | سيرا تشرف الحديثَ وحمدا |
لحقته بغاية المجد نفسٌ | لم تحدد فضلا فتبلغ حدا |
عدت الفقر في المكارم ملكا | و فناءَ الأيام في العزّ خلدا |
و أبٌ حطَّ في السماء ولو شا | ء تخطى مكانها وتعدى |
من بهاليلَ أنبتوا ريشة الأر | ضِ وربوا عظامها والجلدا |
أرضعتها أيديهمُ درة الخص | ب فروت تلاعها والوهدا |
بين جمًّ منهمُو سابورَ أقيا | لٌ يعدون مولد الدهر عدا |
لهمُ حاضرُ الممالك إن فا | خر قومٌ منها بقفرٍ ومبدى |
أخذوا عذرة َ الزمان وسدوا | فرجَ الغيلِ يقنصون الأسدا |
سيرُ العدلِ في مآثرهم تر | وى وحسنُ التدبير عنهم يؤدي |
و إذا اغبرت السنونَ وأبدى | شعثُ الأرض وجهها المربدا |
طردوا الأزلَ بالثراء وقاموا | أثر المحلِ يخلفون الأندا |
توجوا مضغة ً وساد كهولَ ال | ناس أبناؤهم شبابا ومردا |
عدد الدهرُ سيداً من | هم وعدَّ الحسينُ جدا فجدا |
حبسَ الناسَ أن يجاورك في السؤ | ددِ تعريجهم وسيرك قصدا |
و وقى الملكَ زلة َ الرأي أن صر | تَ بتدبير أمرهِ مستبدا |
لك يومٌ عنه مراسٌ مع الحر | بِ يردُّ السوابقَ الشعرَ جردا |
تركبُ الدهرَ فيه ظهرا إلى النص | ر وتستصحبُ اللياليَ جندا |
و جدالٌ يوما ترى منك فيه | فقرُ الوافدين خصما ألدا |
كلّ عوصاءَ يسبق الكلمُ الهدَّ | ارُ في شوطها الجوادَ النهدا |
أنا ذاك الحرُّ الذي صيرته | لك أخلاقك السواحرُ عبدا |
معلقٌ من هواك كفى بحبلٍ | لم يزده البعادُ إلا عقدا |
ملكَ الشوقُ أمرَ قلبي عليه | مذ غدا البينُ بيننا ممتدا |
أشتكي البعدَ وهو ظلمٌ ولولا | لذة ُ القربِ ما ألمتُ البعدا |
ليت من يحملُ الضعيفَ على الأخ | طارِ ألقى َ رحلي اليك وأدى |
فتروت عيني ولو ساعة ً من | ك فإني من بعدها لا أصدى |
و على النأي فالقوافي تحيا | تك منيّ تسري مراجا ومغدي |
كلّ عذراء تفضح الشمسَ في الصب | ح وتوري في فحمة الليل زندا |
لم تدنس باللمس جسما ولم تص | بغْ لها غضة ُ اللواحظِ خدا |
أرجأتُ الأعطاف مهدى جناها | لك يهدى إلى الربيع الوردا |
فتلقَّ السلامَ والشوقَ منها | ذاك يشكي وذا يطيبُ فيهدى |
و احبُ جيدَ النيروز منها بطوقي | ن وفصل لليلة العيدِ عقدا |
و تسلم من الحوادث ما ك | رّ على عقبه الزمانُ وردا |
ما أبالي إذا وجدتك منْ تف | قدُ عيني لا أبصرتْ لك فقدا |