أرشيف المقالات

الاستعانة بالصلاة (2)

مدة قراءة المادة : 23 دقائق .
نتابع الحديث إن شاء الله عن أمور وغايات ، وكثير من النعم والخيرات يمكن بلوغها والوصول إليها بالاستعانة بالصلاة .
فمن ذلك : (أ) رعاية الله وحفظه لمن صلى الصحيح :
فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه في فضل صلاة الصبح : عن جندب بن عبد الله القسرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئ ، فإنه من يطلبه من ذمته بشئ يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم»  . 
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : " ومن صلى الصبح فهو في ذمة الله " أي في حفظه ورعايته .
وقد تضمن هذا الحديث أمرين عظيمين : تضمن وعداً ووعيداً أي ترغيبا وترهيبا : فيه ترغيب عظيم في المحافظة على صلاة الصبح ليكون المسلم في أمان الله وولايته وحفظه ورعايته .
وفيه تحذير شديد من التعرض بمكروه لمن صلى صلاة الصبح لأن الله عز وجل سينتقم له من المؤذى فيكبه على وجهه في نار جهنم . 
(ب) الزحزحة عن النار :
يقول الله عز وجل " {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغُرُورِ}  ([1]) .ويبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستعانة بالصلاة على الزحزحة عن النار .
فقد جاء في صحيح الإمام مسلم في باب فضل صلاة الصبح والعصر والمحافظة عليهما : عن أبى بكر بن عمارة بن رؤيبة عن أبية قال : سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول : « لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل طلوع الشمس وقبل غروبها»  .
يعنى الفجر والعصر .
قال رجل من البصرة : " أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " ؟ قال : " نعم " .
قال الرجل : " وأنا أشهد أنى سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته اذ نادى ووعاه قلبى " . 
(ج) الاستعانة بالصلاة على الصدقات وعلى الزحزحة عن النار كذلك:
جاء في صحيح الإمام مسلم من عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إنه خلق كل إنسان من بنى آدم على ستين وثلاثمائة مفصل ، فمن كبر الله وحمد الله وسبح الله وساتغفر الله وعزل حجراً عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى فإنه يمشى يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار»  ([2])
وجاء فيه كذلك في باب استحباب صلاة الضحى : عن أبى ذر عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : « يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهى عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى »  . 
( د) الاستعانة بالصلاة على رفع الدرجات وحط الخطايا :
عن معدان بن أبى طلحة اليعمرى رضى الله عنه قال : «لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ورضى الله عنه ) فقلت أخبرنى بعمل أعمله يدخلنى الله به الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله تعالى .
فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال : " سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة " قال معدان : " ثم أتيت أبا الدرداء فسألته فقال لى مثل ما قال ثوبان »  ([3])
(ﻫ) الاستعانة بالنوافل على مرافقة النبى صلى الله عليه وسلم في الجنة :
عن ربيعة بن كعب الأسلمى قال : «كنت أبيت مع النبى صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته فقال لى : " سلنى " قلت : " أسألك مرافقتك في الجنة " .
فقال : " أو غير ذلك " ؟ قلت : هو ذلك .
قال " فأعنى على نفسك بكثرة السجود »  ([4]) .
(و) الاستعانة بالنوافل على بناء بيوت في الجنة :
جاء في صحيح الإمام مسلم في باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن : عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة زوج النبى صلى الله عليه وسلم أنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما من عبد مسلم يصلى لله كل يوم ثنتى عشرة ركعة غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بنى له بيت في الجنة» . 
قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهم من أم حبيبه ، وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة ، وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس . 
( ز) الاستعانة بالصلوات فرضاً ونفلا على بلوغ محبة الله تعالى :
الصلاة أكثر الفرائض تكرارا ، وكذا نوافل الصلاة أكثر النوافل تكررا .
فيمكن المسلم الاستعانة بهما على بلوغ محبة الله كما جاء في الحديث القدسى.
ومن ثمرات محبة الله عز وجل لعبده معية الله له بالهداية والتوفيق والتأييد في كل شأن من شؤونه وكل عمل من أعماله .
فقد جاء في صحيح البخارى في كتاب الرقاق : عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله قال : من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلىّ عبدى بشئ أحب إلىّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشى بها ، ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذنى لأعيذنه»  .
ومن ثمرات هذه المحبة أن الله عز وجل يضع لعبده القبول في الأرض فيحبه أهل السماء وأهل الأرض .
فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : « إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله تعالى يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ، فينادى في أهل السماء إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض »  ([5])
ومن هذا الوادى – وادى الاستعانة بالصلاة لبلوغ محبة الله – أداء الصلاة في أول وقتها ، فذلك أحب الأعمال إلى الله عز وجل وأفضلها .
فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : سألت النبى صلى اله عليه وسلم : «أي العمل أحب إلى الله ؟ ( وفى رواية : أي العمل أفضل ؟ ) قال : الصلاة على وقتها .
قلت : ثم أي ؟ قال بر الوالدين .
قلت ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " .
قال : " حدثنى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادنى» ([6]) .
ومعنى حب الله عز وجل لهذه الأعمال أي يحب الذين يأتونها ويتصفون بها فإذا قلنا : إن الله يحب الصدق ويحب الخشوع في الصلاة أي أنه سبحانه يحب الصادقين ويحب الذين يخشعون في الصلاة . 
(ح) الاستعانة بالصلاة على دفع ما يلم بالنفس من ضيق وحرج :
يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " ([7]) .
أولا : ما هي الأقوال التي قالها المشركون للنبى صلى الله عليه وسلم فتألم منها في نفسه وضاق بها صدره ، والتي جعل الله عز وجل الصلاة علاجا ودواء لدفع آثارها السيئة ؟ ذكر القرآن الكريم كثيراص وكثيراص جدا من هذه الأقوال الكاذبة ، والكلمات السيئة ولا يتسع المقام لسرد الكثير منها ولكننا نجتزئ هنا بمثال .
في سورة الفرقان يسجل الله عز وجل على المشركين أقوالهم الباطلة وأكاذيبهم ومفترياتهم فيقول سبحانه : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا(4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا(6) وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا(7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا(8)}
ثم يمحق الله باطلهم وينذرهم عاقبة أمرهم وسوء مصيرهم فيقول سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم : {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا(9) تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا(10) بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا(11) } ([8]) .
هذا مثال من أقوال المشركين للنبى صلى الله عليه وسلم ضاق بها صدره .
لأن الحق واضح أبلج وهو إنما يريد لهم أن يخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد .
فلا يكتفون بتكذيبه والإعراض عنه وصد الناس عن دعوته بل لا تقف أخيلتهم عند حد من المفتريات والأباطيل وهم أدرى الناس بأكاذيبهم لأنهم يعرفون نبيهم حق المعرفة قبل الناس جميعا أنه أبعد ما يكون مما يرمونه به صلى الله عليه وسلم .
فهو كما وصفوه قبل النبوة " الصادق الأمين " وهو كما وصفه خالقه ومرسله في قرآن يتلى : " {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}  ([9]) .
إن بعض هذا – لا كله – ليبعث في النفس ألماً ويثير في القلب ضيقاً وحرجاً .
فما المخرج وما العلاج ؟ إنما يدفع هذا الضيق وهذا الحرج بالصلاة والمحافظة عليها كما قال له ربه سبحانه وتعالى : " {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ} ([10]).
والمراد بالتسبيح هنا الصلاة .
فالصلاة مفزع المضطرين وسكن المكروبين وراحة للنفس وشفاء للقلب .
هذا وإن كان الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم إلا أنه للمسلمين جميعاً ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. 
(ط) الصلاة وسيلة إلى الرضى :
وكما كانت الصلاة سببا في دفع الضيق والحرج كذلك كانت سبباً في جلب الرضا . 
فقد جاء في سورة ( طه ) قول الله عز وجل : {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} ([11]) .
في هذه الآية الكريمة يأمر المولى عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على صلاة الفجر وصلاة العصر وقيام الليل ، فإذا فعل ذلك ذهب عنه الهم والضيق وامتلأ قلبه رضا بأنعم الله عز وجل وفضله . 
وهنا كذلك يقال : إذا كان هذا خطابا وتكليفا للنبى صلى الله عليه وسلم إلا أنه تكليف للمسلمين جميعاً ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . 
(ى) الاستعانة بالصلاة على بلوغ درجة الاستقامة :
الاستقامة كلمة جامعة معناها لزوم طاعة الله عز وجل .
ويمكن أن نعرف أهميتها وقيمتها في حياة الفرد والأمم والجماعات في الدنيا والآخرة بما رتب الله عز وجل عليها من الأجر الكريم والثواب العظيم والخير الكثير في الدنيا والآخر فقد قال سبحانه : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ(31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ(32)} ([12]) .
وكذلك يقول الله سبحانه وجل شأنه : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(14)} ([13]).
ومرة ثالثة يبين الله لنا في القرآن الكريم ثمرة الاستقامة في حياتنا الدنيا وفى الآخرة فيقول سبحانه : {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} ([14])
الاستقامة على الطريقة : السلوك فيها بصبر وثبات ودوام .
والطريقة : هي طريقة الإسلام وطاعة الله .
والماء الغدق : الكثير النافع وذلك استعارة في توسيع الرزق ، لأنه مادة الحياة وأصل البركات وعلى غزارته وجودته تتوقف صحة الأجسام ورفاهة العيش وطيب الحياة ([15]) .
ولما كانت الاستقامة بهذه الأهمية وتلك المكانة السامية في الدنيا والآخرة وما يترتب عليها من الخبرات والبركات للأفراد والجماعات ، أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالاستقامة فقال سبحانه : [{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ(113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ(114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ(115)}  ([16]) .
في هذه الآيات يأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالاستقامة على شريعته ولزوم طاعته وعدم مجاوزة حدوده وعدم الركون إلى الظالمين . 
والصلة الوثيقة بين الآيات يفهم منها أن مجاوزة الحدود تنشأ من الركون إلى الظالمين .
فإذا حدث شئ من ذلك فإقامة الصلاة والمحافظة عليها تذهب السيئات ، كما يفهم من الصلة الوثيقة بين هذه الآيات وبين قوله تعالى: {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ}  أن الصبر على الاستقامة وعدم مجاوزة الحدود وعدم الركون إلى الظالمين والصبر على إقامة الصلاة ، كل ذلك من الإحسان ، لقوله تعالى بعد ذلك { فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ}  .
ونحن نعلم من أسئلة جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان وإجابة النبى صلى الله عليه وسلم عن الإحسان بقوله : أن تعبد الله كأنك تراه فإنه يراك " .----------------------([1])  الآية 185 من سورة آل عمران  .([2])  صحيح مسلم في كتاب الزكاة .([3])  أخرجه مسلم والترمذى والنسائى ( تيسير الوصول في كتاب الصلاة )([4])  أخرجه مسلم وأبو داود ( تيسير الوصول )([5])  كتاب رياض الصالحين في باب علامات حب الله تعالى ( متفق عليه ) .([6])  أخرجه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى – الحديث رقم 35 من كتاب الأدب النبوى للأستاذ محمد عبد العزيز الخولى . ([7])  الآيات من 97 – 99 من سورة الحجر .([8])  الآيتان 4 – 11 من سورة الفرقان .([9])  الآية الرابعة من سورة القلم .([10]) الآيات 97 – 99 من سورة الحجر .([11]) الآية 130 من سورة طه .([12]) الآيات من 30 - 32 من سورة فصلت .([13]) الآيتان 13 ، 14 من سورة الأحقاف .([14]) الآية 16 من سورة الجن .([15]) تفسير جزء تبارك للشيخ عبد القادر المغربى .([16]) الآيات من 112 - 115 من سورة هود .  


شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢