عنوان الفتوى : معنى مصطلح (حسن غريب)
السؤال
حسن غريب، هل نصدق الحديث الحسن الغريب، أم نعامله مثل الضعيف لا نصدق، ولا نكذب؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مصطلح (حسن غريب) من الاصطلاحات التي اشتهرت عن الإمام الترمذي في كتابه الجامع.
وهي في مجملها تدل على أن الحديث عنده في دائرة القبول.
وقد اجتهد العلماء في تحديد المعنى التفصيلي الذي يريده الإمام الترمذي بهذا الاصطلاح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولكن هؤلاء الذين طعنوا على الترمذي لم يفهموا مراده في كثير مما قاله؛ فإن أهل الحديث قد يقولون: هذا الحديث غريب أي: من هذا الوجه، وقد يصرحون بذلك فيقولون: غريب من هذا الوجه، فيكون الحديث عندهم صحيحا معروفا من طريق واحد، فإذا روي من طريق آخر كان غريبا من ذلك الوجه؛ وإن كان المتن صحيحا معروفا، فالترمذي إذا قال: حسن غريب قد يعني به أنه غريب من ذلك الطريق؛ ولكن المتن له شواهد صار بها من جملة الحسن. وبعض ما يصححه الترمذي ينازعه غيره فيه كما قد ينازعونه في بعض ما يضعفه ويحسنه، فقد يضعف حديثا، ويصححه البخاري. اهـ. من مجموع الفتاوى.
وقال ابن حجر: وأما الترمذي: فلا ينسب إلى الغفلة؛ لأنه يستعمل الحسن لذاته في المواضع التي يقول فيها: ((حسن غريب)) ونحو ذلك .اهـ. من النكت الوفية للبقاعي.
وقال الشيخ الألباني: جمع الترمذي بين لفظتي " غريب " و" حسن " إنما يعني في اصطلاحه أنه حسن لذاته؛ بخلاف ما لو قال: " حديث حسن " فقط، دون لفظة " غريب " فإنه يعين أنه حسن لغيره، وبخلاف ما لو قال: " حديث غريب " فقط، فإنما يعني أن إسناده ضعيف .اهـ. من سلسلة الأحاديث الضعيفة.
وقال أيضا: ممن لهم معرفة بهذا العلم فإنهم يعلمون أن الحديث الذي يقول فيه الترمذي: (حسن غريب) هو أقوى من الحديث الذي يقول هو فيه: (حسن فقط) ذلك لأن قوله الأول يعني حديث حسن لذاته، وقوله الآخر يعني حسن لغيره .اهـ. من كتابه: دفاع عن الحديث النبوي.
وعلى كل حال: فإن هذا مبحث تخصصي، قد لا يستفيد منه غير المتخصص، والمهم أن تعلمي أن عبارة "حسن غريب" عند الإمام الترمذي تدل على أن الحديث في دائر القبول والاحتجاج.
والله أعلم.