بكى النارَ ستراً على الموقدِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بكى النارَ ستراً على الموقدِ | و غار يغالطُ في المنجدِ |
أحبَّ وصان فوري هوى ً | أضلَّ وخاف فلم ينشد |
بعيد الإضاحة عن عاذلٍ | غنيُّ التفردِ عن مسعدِ |
حمولٌ على القلب وهو الضعيفُ | صبورٌ عن الماء وهو الصدى |
وقورٌ وما الخرقُ من حازمٍ | متى ما يرحْ شيبهُ يغتدي |
و يا قلبُ إن قادك الغانياتُ | فكم رسنٍ فيك لم ينقدِ |
أفقً فكأني بها قد أمرَّ | بأفواهها العذبُ من موردي |
و سود َ ما ابيضَّ من ودها | بما بيض الدهرُ من أسودي |
و ما الشيبُ أولُ غذرِ الزمان | بلى من عوائده العودِ |
لحا اللهُ حظي كما لا يجودُ | بما أستحقّ وكم اجتدى |
و كم أتعللُ عيشَ السقيم | أذممُ يومي وأرجو غدي |
لئن نام دهريَ دون المنى | و أصبح عن نيلها مقعدي |
و لم أك أحمدُ أفعاله | فلي أسوة ٌ ببني أحمدِ |
بخير الورى وبني خيرهم | إذا ولدُ الخيرِ ولم يولدِ |
و أكرمِ حيّ على الأرض قام | و ميتٍ توسد في ملحدِ |
و بيتٍ تقاصرُ عنه البيوتُ | و طال عليا على الفرقدِ |
تحومُ الملائكُ من حولهِ | و يصبحُ للوحي دارَ الندى |
ألا سلْ قريشا ولمْ منهمُ | من استوجبَ اللومَ أو فندِ |
و قل ما لكم بعد طول الضلا | ل لم تشكروا نعمة المرشدِ |
أتاكم على فترة ٍ فاستقام | بكم جائرين عن المقصدِ |
و ولى حميدا إلى ربه | و من سنَّ ما سنهُ يحمدِ |
و قد جعلَ الأمرَ من بعده | لحيدرَ بالخبر المسندِ |
و سماه مولى بإقرارِ من | لو اتبعَ الحقَّ لم يجحدِ |
فملتم بها حسدَ الفضل عنه | و من يكُ خيرَ الورى يحسدِ |
و قلتم بذاك قضى الاجتماعُ | ألا إنما الحقُّ للمفردِ |
يعزُّ عل هاشمٍ و النبيَّ | تلاعبُ تيمٍ بها أو عدى |
و إرثُ عليًّ لأولاده | إذا آية ُ الإرثِ لم تفسد |
فمن قاعدٍ منهمُ خائف | و من ثائرٍ قامَ لم يسعدِ |
تسلطُ بغيا أكفُّ النفا | ق منهم على سيدٍ سيدِ |
و ما صرفوا عن مقام الصلاة ِ | و لا عنفوا في بني المسجدِ |
أبوهم وأمهمُ من علم | تَ فانقصْ مفاخرهم أو زدِ |
أرى الدينَ من بعد يومِ الحسين | عليلاً له الموتُ بالمرصدِ |
و ما الشرك لله من قبله | إذا أنت قستَ بمستبعدِ |
و ما آل حرب جنوا إنما | أعادوا الضلال على من بدى |
سيعلم من ناظمٌ خصمهُ | بأيّ نكالٍ غداً يرتدي |
و منْ ساءَ أحمدَ يا سبطهُ | فباءَ بقتلك ماذا يدي |
فداؤك نفسي ومنْ لي بذا | ك لو أن مولى ً بعبدٍ فدى |
و ليتَ دمي ما سقى الأرضَ منك | يقوتُ الردى وأكون الردى |
و ليتَ سبقتُ فكنتُ الشهيدَ | أمامك يا صاحبَ المشهدِ |
عسى الدهرُ يشفي غداً من عدا | ك قلبَ مغيظٍ بهم مكمدِ |
عسى سطوة ُ الحقّ تعلو المحالَ | عسى يغلبُ النقصُ بالسؤددِ |
و قد فعلَ اللهُ لكنني | أرى كبدي بعدُ لم تبردِ |
بسمعي لقائكم دعوة ٌ | يلبي لها كلُّ مستنجدِ |
أنا العبدُ والاكمُ عقدهُ | إذا القولُ بالقلبِ لم يعقدِ |
و فيكم ودادي وديني معاً | و إن كان في فارسٍ مولدي |
خصمتُ ضلالي بكم فاهتديتُ | و لولاكمُ لم أكن أهتدى |
و جرتموني وقد كنتُ في | يد الشرك كالصارم المغمدِ |
و لا زال شعريَ من نائجٍ | ينقل فيكم إلى منشدِ |
و ما فاتني نصركم باللسان | إذا فاتني نصركم باليدِ |