لعلَّ الركبَ أن خلصوا نجيَّا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
لعلَّ الركبَ أن خلصوا نجيَّا | يرون الحزمِ أن يقفوا المطيَّا |
فإنّ على المشارف من رُسيسٍ | هوى ً يستنظر السيرَ الوحيَّا |
بُلهنية ٌ من الدنيا وظلٌّ | وروضٌ أرضه يصفُ السميَّا |
وسارحة تعجِّجُ عن أداوى | مواقرَ عفوها يسعُ العشيَّا |
وكالظبيات أعطافاً عطاشا | إذا ضمَّتْ وأردافا وريَّا |
يناضلن القلوبَ بصائبات | يُرقنَ وإن قتلنَ بها الرميَّا |
مكايدُ إن نجا غلطاً عليها | سقيمُ هوى ً أخذن به البريَّا |
أطورُ بهنّ أستجدي ضنينا | وأستعدي على شجوى خليَّا |
فيا بأبي وعزَّ أبي فداء | لغيري الحبُّ يبذلُ أو إليَّا |
نواعمُ من وجوهٍ بينجمع | إلى البطحاء رحتُ بها شقيَّا |
وشماءُ الغدائر من سُليمٍ | يعلِّم عدلُ قامتها القنيَّا |
تناصعُ عقدها الشّفافَ عنقٌ | لها وقصاءُ تنتهبُ الحليَّا |
توحَّشُ يومَ تطلب سامريّاً | وتأنس يومَ تجلبُ بابليَّا |
إذا استرشفتَ أنقعَ شربتيها | سقنك مصرَّدا وحمتك ريَّا |
تعدُّ الشيبَ نعتا من ذنوبي | فرُدِّي الوصلَ أو عُدِّي سنيَّا |
وعاب العاذلون بها جنوني | أهان الله أعقلَ عاذليَّا |
وهبتُ لخُرقها في الحبِّ حلمي | فمرَّت بي رشيدا أو غويَّا |
ولم أك في العكوف على هواها | بأوّلِ محسنٍ يهوى مسيَّا |
ألا يا صاحبيالنهضانَ إني | أحبُّك لا الجثومَ ولا العييَّا |
خليلي أنت ما طالعتَ عزمي | وسرّاً في المطالب لي خفيَّا |
عذيري منك تزعمني أميرا | عليك وتنتحيني خارجيَّا |
تنفّلنى البليَّة والرَّذايا | وتغتصب النشائطَ والصفيَّا |
فلا أرينكَ تسأل بي قريبا | وتسأل إن نأيتُك بي حفيَّا |
وكايلني بغير يدى زماني | فلم أعرف له صاعا سويَّا |
أخو وجهين تخبره وقاحا | وتبصره بظاهره حييَّا |
وهوباًسالباً وأخاً عدوّا | بفطرته ومنقادا أبيَّا |
فطنتُ لخلقه فزهدتُ فيه | وبعضُ القوم يحسبني غبيَّا |
لحا الله العراق وزهرتيها | حمى ً يسترعفُ الأنفَ الحميَّا |
بلادٌ ما اشتهت خصبا ولكن | يكون على العدى مرعى ً وبِيَّا |
مونّثة ُ الثرى والماءُ يُعدي | بحسن طباعها القدرَ الجريَّا |
أرى إبلي على الخيرات فيها | تلسُّ التُّربَ تحسبه النَّصيَّا |
منخّسة ً على الأعطانِ طردا | ولا جربي طُردنَ ولا سبيَّا |
إذا ورد الغرائبُ أقحمتها | على الإقراب خيفتها العصيَّا |
حماها الوردَ كلُّ بخيلِ قومٍ | يكون بعرِضه فيها سخيَّا |
إذا نسب الفضائلَ من أبيه | ومنه نزعن عنه أجنبيَّا |
أقوم وصاحبي فأثيرُ عنه | بواركها البوازلَ والثنيَّا |
فما ندري أثرناها مطايا | نواحلَ أو بريناها قسيَّا |
فحنَّت أو فقطَّعها صداها | صباحَ الذلِّ إن شربت مريَّا |
ولا حملت بلادٌ لم تلقني | وإيَّاها العهادَ ولا الوليَّا |
دعوتُ لها العريبَ ورهطَ كسرى | فلا القربى حمدتُ ولا القصيَّا |
ونامتْ نُصرة الأنباط عنها | فنبّهتُ الغلام القيصريَّا |
فهبَّ فقام يلقى الضيمَ عنها | كريمَ العودِ أروعَ شمَّريَّا |
يعارض دونها فيسدُّ عنها | طريقَ البغى أرقمَ عالجيَّا |
أصمّ إذا رقوه عن وداد | عصى الحاوين والتقط الرُّقيَّا |
لقد راودتُ ناشزة الأماني | على رجلٍ تكون له هديا |
تقرُّ لديه ساكنة ً حشاها | وتألفُ عنده الأمر العصيَّا |
ورضتُ صعابها لجما وخزما | مطيعَ الرأسَ فيها والعصيَّا |
فما اختارت سوى المختارِ خدناً | كفيلا في الصّعاب لها كفيَّا |
أهبتُ به فلم أهززُ كهاما | إلى غرضي ولم أزجر بطيَّا |
وكان أخي وقد عرضتْ هناتٌ | وفى فيها وليس أخي وفيَّا |
وقام بنصر حسن الظنّ فيه | مقاما يُزلق البطلَ الكميَّا |
حظيتُ به أثيثَ النبتِ كهلا | بآية ِ يومَ أعرفه فتيَّا |
وكنتُ ذخرتهُ لصباحِ يومٍ | فقيرٍ أن أكون به غنيَّا |
فما كذبتْ تباشيرُ ارتيادي | به قدما ولا كانت فريَّا |
كأني إذ بعثتُ وراءَ حاجي | به أطررتُ نصلا فارسيَّا |
رعى سلفَ المودّة لم يخنها | ولم يك مع تقادمها نسيَّا |
وبات يضمُّها من جانبيها | وذئبُ الغدر يرصدها ضريَّا |
وقد عادَ الوفاءُ يُعدُّ عجزا | وذكرُ العهد ديناً جاهليَّا |
وجاهدَ أعزلا وقضى ديونا | يماطلني الزمانُ بها مليَّا |
أبا الحسن انبلجتَ بها شهابا | على ظلمات إخواني مضيَّا |
خبرتهمُ فكنتُ بهم قليلا | وهم كثرٌ فكنتُ بك الثريَّا |
همُ نسلوا الخوافيَ والقدامى | فطرتُ بها أزيرقَ مضرحيَّا |
حططتُ عليك أوساقى وظهري | بهنّ موقَّعٌ عرّاً وعيَّا |
فكنتُ العودَ لا متناً شديدا | عزمتُ به ولا قلبا جريَّا |
كأنّ مآربي بسواك تبغي | ولاءَ القيظِ يختبطُ الرُّكيَّا |
فلا زالت بك الدنيا تريني | طريقَ إصابتي وضحاً جليَّا |
وتقسم من بقائك لي زماني | على نقصانه الحظَّ السنيَّا |
متى تتعنّس الدنيا عجوزا | موقَّصة ً وتتركهُ صبيَّا |
وطارت طائراتُ رضاي تسري | بوصفك رائحاتٍ أو غديَّا |
حبائرُ يحسبُ اليمنيُّ منها | يذارعك الرداءَ العبقريَّا |
تسُدُّ مطالعَ البيضا علوّاً | وتنفذُ تحتَ مغربها هويَّا |
يحدِّث حاضرا عنهنّ بادٍ | ويطربُ مشرقيّ مغربيَّا |
صوادرُ عن مواردَ صافياتٍ | أبحتك حوضها فاشرب هنيَّا |
لأقضي فيك حقَّ الشكر شيئاً | كما قضَّيتَ حقَّ الودِّ فيَّا |