أمراض النفوس وعلاجها في الإسلام
مدة
قراءة المادة :
13 دقائق
.
أمراض النفوس وعلاجها في الإسلاميتعرض الإنسان في مراحل حياته إلى ضغوط ومصاعب قد توثر على نفسيته وتسبب له آلامًا ومشاكل، وقد لا يكون البعض قادارًا على تجاوزها فيقع فريسة للمرض والهم والحزن، وهو ما يؤثر سلبًا على نفسيته وعلى الأشخاص المحيطين به ويفقد القدرة على التعامل مع هذه المشاكل، والبعض يفقد طاقته وحيويته وينعزل عن الآخرين، وبما أن القرآن الكريم يحوي علوم الأولين والآخرين ويحمل الحقائق العلمية التي مازال الغرب هم أنفسهم يكتشفونها ويشهدون بأن كتاب المسلمين ـ القرآن ـ نزل بها قبل آلاف السنين، ولأن الله العظيم هو رب البشر وخالقهم فقد نَزّلَ كتابًا مبينًا ومفصلًا لكل شيء، ولم يترك النفس المريضة بغير علاج بل بين لها ما تسعد به وتشفى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82].
وجاءت سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم موضحة ذلك بأسلوب يتلاءم مع كل عصر ومفهوم لجميع الناس، وقد أمرنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالتداوي، فلم تترك النفس في الإسلام مريضة متألمة تنشر الحزن واليأس وتؤذي من حولها، ولم يُعتبر المرض النفسي عيبًا أو ذنبًا يجب إخفاءه، أو عدم التحدث به، بل عالج الإسلام ذلك بطرق رائعة ومشهود لها.
وقد سعى الإسلام إلى صياغة نفس إنسانية تليق بعبوديتها لله ومتزنة انفعاليًا في بيئتها الإجتماعية؛ فقد حرص الإسلام في البداية على خلق مجتمع سوي ومسالم يتعايش جميع أفراده متحابين متوادين متراحمين، وجعل ذلك من علامات الإيمان، وهذب التصرفات الإنسانية وخلّصها مما يشوبها من أخلاق وعرة وغير طيبة، ونزلت الآيات القرآنية تعلم الناس التصرف بأدب وتهذيب ومراعاة مشاعر الجماعة التي يعيش في وسطها الإنسان، ومن ذلك: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 17 - 19].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].
ومن الأمراض النفسية التي زاد التركيز عليها مؤخرًا أما لإنتشار الجريمة أو نتيجة لظروف العصر والمصاعب التي يواجهها الناس، أو للاهتمام المتزايد بالحالة النفسية وأثرها في المجتمع نتيجة الدراسات العلمية المتطورة، فقد تركز الاهتمام على جملة من أهم الأمراض التي يعاني منها الناس مثل: الوسواس والوسواس القهري، القلق، الاكتئاب أو الحزن الشديد، الصداع، الخوف من المرض أو الموت، الأرق، الحقد، اليأس، الحسد، الطمع، الإحباط، عدم الرضا بالواقع وعدم الرضا عن النفس، الخوف من المستقبل، الشعور بالذنب أو الأثم والخطيئة على اعمال مارسها الفرد، ومعظم هذه الأمراض ترجع إلى الأسباب التالية:
أولًا: إفتقاد الناس توجه ديني صحيح في الحياة، وذلك يرجع إلى انحراف العقيدة والإنحراف عن الصراط المستقيم الذي يتسبب عنه الضياع والتشتت النفسي والتذبذب: ﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].
ثانيًا: الضعف الأخلاقي وارتكاب الآثام والمعاصي، وإتباع الشهوات، فالمعاصي تجعل الفرد غير متزن سواء مع نفسه أو مع الآخرين، وبالتالي ينعدم السلام والطمأنينة والراحة النفسية.
ثالثًا: التعلق بالملذات وبزينة الحياة الدنيا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التغابن: 14].
رابعًا: عدم تحقيق الإنجازات وصعوبة الحصول على النجاح في الحياة.
ومعظم هذه الأسباب يمكن علاجها بخطوات بسيطة تساعد على التخلص من اليأس والإحباط والضياع ولكنها تتطلب الإرادة والإصرار والرغبة في التغيير، ومن هذه الخطوات:
أولًا: بناء علاقة صحيحة مع الله سبحانه وتعالى، وذلك يكون من خلال معرفة الله، ومعرفة النفس - نفس الشخص - ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [سورة لقمان: الآية 13].
ثانيًا: ضبط الإنفعالات والوصول إلى حالة من التوافق بين الجانب المادي والجانب الروحي للإنسان، حتى يتحقق التوازن واستقرار النفس، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [سورة لقمان: الآية 18]، ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 23]، فالله لا يحب لعباده الفرح الشديد ولا الحزن الشديد، وليس المقصود تحريم المشاعر ولكن يمنع فرح البطر والتكبر، وحزن اليأس والقنوط.
ثالثًا: معالجة الانحرافات السلوكية والاجتماعية كالجنس والسرقة والعدوان، يقول تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33]، ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32].
ويقول تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾[الحجرات: 13]، فالتقوى هي الخوف من الله وخشيته وتجنب ما نهى عنه، وأن يجدنا حيث أمرنا، ويفقدنا أينما نهانا، فلا نتجاوز حدود الله.
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2 - 3].
رابعًا: اكتساب سلوكيات جديدة وتقبل الآخرين على علاتهم فليس أحد كامل.
وتقبل طبيعتنا بأننا ضعفاء وأن الخطأ وارد: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28].
خامسًا: معالجة الوسواس في العقيدة عن طريق البحث والقراءة والوصول إلى الحقيقة من خلال إعمال الفكر وقراءة القرآن والإلتزام بالعبادات ومصاحبة الأخيار والصالحين وزيارة بيت الله الحرام.
سادسًا: ولمعالجة الضغط النفسي في العمل: تأكد بأن الرزق بيد الله وحده، حتى وإن تعثرت الأسباب فمصدر الرزق موجود وهو الله الذي تكفل بالرزق لكل المخلوقات، فلا تشغل نفسك بهذا الموضوع: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58].
سابعًا: الرضا بقضاء الله وقدره، ويؤدي الإيمان بالقضاء والقدر إلى الرضا والشعور بالأمن النفسي، والاستسلام لأمر الله: ﴿ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 22].
والإيمان بأن الله تعالى يختار لنا الخير فلا نجزع عند وقوع المصيبة لأن الموت والمرض بيد الله ولا نستطيع رد ذلك، ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، وفي الأثر أحبب حبيبك هونًا ما..فلا نتعلق بالأشخاص كثيرًا حتى لا ننهار عند فقدهم، إنما يكون حبنا الحقيقي وتعلقنا بالله فقط.
يقول تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ﴾ [سورة آل عمران: الآية 145]، على أن ذلك لا يعني إن الإنسان المهمل عندما يسبب مشكلة أو مصيبة لأحد آخر يقول قضاء وقدر، وينفي المسؤولية عن نفسه، لا، فالكل محاسب على أعماله.
ثامنًا: الإلتزام بالطاعات وإخلاص العبادة لله، وإشاعة روح الأمل والتفاؤل، والإقبال على الحياة ومحبة الناس، فاليأس محرم على المؤمنين: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، تأكد أن كل شيء في الحياة سيمضي وسيصبح الألم ذكرى، فلا تحزن، والأشخاص الذين سببوا لك الأذى قد لا تراهم غدًا أو أنهم سيذكرونك بخير بعد سنين.
تاسعًا: الرضى بحظ النفس وما حصلت عليه، مع السعي المتواصل لتحقيق النجاح، ﴿ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾[المطففين: 26]، فالفشل في شيء لا يعني بأننا سنفشل في كل شيء، علينا المحاولة وسننجح بإذن الله.
عاشرًا: العلاج بالعبادات ومنها الوضوء والمحافظة على الصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله بهن الخطايا]؛ متفق عليه.
الصبر: فأمر المؤمن كله خير لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: [عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له] [مسلم: ح 2999]، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تحث على الصبر: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]، والالتجاء إلى الله والطلب منه وحده أن يصرف عنك ما تعاني: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ﴾ [الذاريات: 50].
والتوجه إلى الله بالدعاء، وتحري الأوقات التي يقبل فيها: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، والرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار، والتوكل عليه وإحسان الظن به، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13].
الحادي عشر: الرقية الشرعية مع الحذر من الدجل والشعوذة والنصب: وقد تحتاج بعض الأمراض إلى أدوية وعلاج وتدخل طبي.
الثاني عشر: العمل الصالح، فالإيمان الصادق والعمل الصالح سبب راحة البال والطمأنينة ومصدر للسعادة، ويؤدي إلى ارتفاع السلام النفسي، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [سورة النحل: الآية 97]، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ﴾[هود: 114]، ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 10]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254].
الثالث عشر: الاعتراف بالذنوب والخطايا، ولنا في آدم وزوجه حواء عليهما السلام أسوة حسنة عند مخالفتهما أمر الله تعالى: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، ومحاولة تصحيح الخطأ، ورفع الأذى الذي تسببت به: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].
وبذلك نلاحظ أن المرض النفسي هو حالة مرضية شأنه شأن أي مرض عضوي آخر يحتاج إلى العلاج الروحي والعلاج المادي بالأدوية، ومساعدة المريض نفسه ومساعدة الناس له ليعبر هذه المرحلة ويتغلب على حزنه ويأسه.