إسقاط راية رأس السنة الشيطانية
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
لقد نصب الشيطان رايتَه بكل فخر واعتزاز، معلنًا انتصاره، وكأنه يقول: مَن مثلي اليوم؟! ومَن يستطيع فعل ما فعلتُه بهؤلاء المساكين؟!كيف لا يقول هذا، وأنا أرى الجموع تزحفُ زحفًا وتهرولُ للاحتفال برأس السنة الميلادية، فطاش بهم الشيطان أيَّما طيش، ولعب بعقولهم بعد أن سلَّموها له، وهو يأمر أقرانهم بأن يُوَسْوِسُوا لهم بفعل كل معصية في يوم واحد، ولعلك إن مررت بأماكن تجمعاتِهم لرأيت العجب العجاب، كما قال شاعرهم: (والناس اثنين اثنين)، وربما صدق شاعرهم في ذلك الوقت ، لكن اليوم يصبحون بعد 9 أشهر ثلاثة ثلاثة؛ وذلك لِمَا يحدث في هذا اليوم من فجورٍ وزنا، كما أشار كثير من الأطباء بحدوث حالات الحمل المحرَّمة في الشهر التاسع بالضبط؛ لذلك على شاعرهم أن يقول: أصبحوا (ثلاثة ثلاثة)، وربما تضاعف العدد لرقمٍ غير مسمى، والله المستعان!
لكن يبرزُ من هنا وهناك بعض من الدعاة الفضلاء وطلبة العلم ، يجوبون الأسواق وتجمعات هؤلاء المساكين، يحذرونهم ويذكرونهم بأمره تعالى ونهيه عن الاحتفال بمثل هذه الأعياد، وكأني بهم وهم يُرجَمون بالبيض والطماطم سفهًا منهم، وهم يقولون كما قال قدوتهم: «اللهم اغفر لقومي، فهم لا يعلمون» [صحيح البخاري :3477]، ويُكمِلون طريقهم رغمًا عن الشيطان الذي يستفزُّ أعوانه ومَن على شاكلتهم لإلحاق الضرر المعنوي قبل الجسدي، فيرمون تحتهم الأشواك وقطع الزجاج المكسرة، وهم يسيرون عليها بالرغم من الألم والدماء تسيل وهم لا يأبَهون بهم جميعًا، فقط همُّهم أن يعيدوهم من غيِّهم إلى رشدهم!
وهكذا إلى أن يصلوا إلى راية الشيطان العظمى، والتي تزداد حجمًا، كلما ارتكب هؤلاء كثيرًا من المعاصي، فيسقطها هؤلاءِ الدعاة بدعوتهم إلى الحق، فتزلزل أركان هذه الراية وتسقط بدويٍّ دامٍ يُقلِقُهم، فيولّي الشيطان وأعوانه الأدبار، حينها يفرح المؤمنون بنصر الله، ويُفِيق مَن كانوا في سَكْرتهم يعمهون، فينتصر الحق، وترتفع راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد حامد عمر