أجيراننابالغور والركبُ متهمُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أجيراننابالغور والركبُ متهمُ | أيعلمُ خالٍ كيف بات المتيَّمُ |
رحلتم وعمرُ الليل فينا وفيكمُ | سواءٌ وفيكم ساهرون نوَّمُ |
بنا أنتمُ من ظاعنين وخلَّفوا | قلوبا أبت أن تعرف الصبر عنهمُ |
يقون الوجوه الشمسَ والشمسُ فيهمُ | ويسترشدون النجمَ والنجمُ منهمُ |
أناشدُ نعمانَ الأخابيرَ عنهمُ | كفى خبرة ً مستفصحٌ وهو أعجمُ |
وأحلمُ إشفاقا وللبين أنّة ٌ | يبينُ عليها الطائشُ المتحلِّمُ |
ولمّا جلا التوديع عما عهدته | ولم يبقَ إلا نظرة ٌ تتغنَّمُ |
بكيتُ على الوادي فحرَّمتُ ماءه | وكيف يحلّ الماءُ أكثره دمُ |
ونفَّرت بالأنفاس عنّى حدوجهم | كأنّ مطاياهم بهنّ توسَّمُ |
أعاذلَ إن كان السلوّ لغدرة ٍ | فأصدقُ ما حدَّثتَ أنى مغرمُ |
وددتُ الهوى يومين وصلا وهجرة ً | به اليومَ يشقى من به أمسِ ينعمِ |
وأن ملوكا في بروجرد كرِّمتْ | بهم بذلوا الإنصافَ فيما تكرَّموا |
فمُيِّز من أعدائهم أولياؤهم | إذا انتقموا يوم الجزاءِ وأنعموا |
ولكنّهم والجور من دين غيرهم | طريقا بسهم الجور في الناس قسَّموا |
فلا ماءَ إلا في الحسود مرقرقٌ | ولا نارَ إلا في المحبِّ تضرَّمُ |
ألا راكبٌ بين الجبال سبيله | يظنُّ نشاطا مسهلا وهو محزمُ |
يبلغُ من بعدِ السلام رسالة ً | عساه على أخطارها بي يسلمُ |
يحطُّ بضبِّيِّينَ جمرة ُ فخرهم | بحيثُ انتموا وملكهم حيثُ خيَّموا |
فيطرقُ أسماعا تصمُّ عن الخنا | وتصغي إلى داعي الندى فتصمِّمُ |
إلام وكان البرُّ منكم سجيَّة | تواصلنا يخفى وكم نتظلَّمُ |
وما بالُ غصنِ فيكمُ طاب أصلهُ | فرعتم له الهجرانَ فيما فرعتمُ |
فطبَّقتم الآفاق وقفا بصيته | فلمّا نمى سوئلتمُ فمسكتمُ |
أواشٍ دهاني عندكم أم خيانة ٌ | جنتها يدٌ حاشايَ من ذاك أو فمُ |
أراجعُ نفسي أيُّ ذنب رمى بها | إلى السخط منكم والظنونُ ترجِّمُ |
فلا جرما ما ناصفتْ في حسابها | سوى أن مللتم والملالُ تجرُّمُ |
وأن حسودا ربّما كان غاظه | على حظّه بالعجزِ حظِّي منكمُ |
تخلَّتْ لما أسداه بعدي وجوهكمُ | فظلَّ وللخالي الشجاعة ِ يلحمُ |
وبي ما به من غيظه بمحاسني | لأن كنتُ فيكم واقفا حيثُ يرغمُ |
وما أنا ممّن يستغرُّ بخدعة ٍ | يعود على أعقابها يتندَّمُ |
أسادتنا والجودُ صيَّرنا لكم | عبيدا وعن قومٍ نعزُّ ونكرمُ |
بأيّ المساعي تكتبون عدوَّكم | إذا أنتمُ أغريتمُ فقبلتمُ |
وفي أيّما حكمٍ تظنّون زلَّة ً | فيظهرُ من تأديبكم إن حرمتمُ |
ومغريكمُ بي أن تكفُّوا نوالكم | بمجدكمُ أغراكمُ لو علمتمُ |
أعيذكم من مذنبٍ في عقوبة ٍ | بقيتم له عذرا ويقدحُ فيكمُ |
ولو أنكم لمّا وجدتم عتبتمُ | وأعطيتمُ أصلحتمُ وشكرتمُ |
نقصتم بحذفِ اسمي صحيفة َ رفدكم | فما زاد في أموالكم ما نقصتمُ |
وما الفقرُ إذ أغفلتمُ ما منعتمُ | وليس الغنى لو جدتمُ ما بذلتمُ |
ولا كان قدرُ المال قدر انتقامكم | ألا بئس فتكاتُ الملوك فتكتمُ |
ووالله ما لله فيما حفظتم | ولا للعلا حقٌّ وحقِّي أضعتمُ |
ولا بيَ ميزانُ العطاءِ وإنه | ليصغرُ عندي وهو في الدهر يعظمُ |
ولا ذلَّة عاما فعاما تجدُّ لي | على صعدة ٍ من عطفكم ليس تعجمُ |
وإني لأرضى من كثير طريقة ِ اب | تذالي قليلا بالعفاف يتمِّمُ |
وحسبي فيما أدّعيه بعلمكم | متى قلتمُ في عفّتي ما عرفتمُ |
ولكن مودَّاتٌ عذارى نكحتها | وإني من تطليقها أتذمَّمُ |
ونفسٌ قضتْ فيكم زمانَ شبابها | رجتْ أنَّها فيكم تشيبُ وتهرمُ |
ويخجلني أن ينشرَ الناسُ أنكم | طويتم من التنويه ما بي نشرتمُ |
إذا صور الإشفاقُ لي كيفَ أنتمُ | وكيف إذا ما عنّ ذكريَ صرتمُ |
تنفستُ عن عتبٍ فؤاديَ مفصحٌ | به ولساني للحفاظ مجمجمُ |
وفى فيَّ ماءُ من بقايا ودادكم | كثيرا به من ماء وجهي أرقتمُ |
أضمّ فمي صمتا عليه وبينه | وبين انكسابٍ ريثما أتكلّمُ |
لمن يذخر المالَ الفتى وهو قادرٌ | به أن يحوزَ الحمدَ وهو مذمَّمُ |
ألمِّظُ نفسي عتبكم وهو حنظلٌ | وأوردُ ما استطيبتمُ وهو علقمُ |
فلا مات عرض المرء وهو ابن حرّة ٍ | وفي الأرض دينارٌ يعيش ودرهمُ |
أأربابُ نعماي التي مذ عدمتها | علمتُ وقد أثريتُ أنّي معدمُ |
وخُطَّابَ أفكاري التي ولدتْ لهم | ذكورا كراما والقرائحُ تعقمُ |
متى اعتضتمُ منّى خطيبا بفضلكم | وهل مثلُ شعري عن علاكم مترجمُ |
وما غيرُ مدحي طبَّق الأرض فيكمُ | وإن كان ملءَ الأرض ما قد مدحتمُ |
سواءٌ إذا لم تسر قبلُ أوانسي | وشاعرُ ما لم يروه الناسُ مفحمُ |
فما بالُ عامي هجركم لي جفاهما | جديبين عامُ الهجرة ِ المتقدِّمُ |
أثقَّلتُ أم كنتُ المعيديّ عندكم | سمعتم به غيرَ الذي قد نظرتمُ |
فلا شكروا فضلَ العتاب فإنه | فضالاتُ داء الصدر والداءُ يكظمُ |
وما فاضَ حتى ضاق عنه إناؤه | وقد يملأ القطرُ الإناءَ فيفعمُ |
صبرت لكم حولين تلوينْ راجيا | أخيبُ ووقعُ الجرح في الجرح مؤلمُ |
وأشهد إن لم تغنني العامَ هذه | فلا ريع ممنوعٌ ولا جاد منعمِ |
إذا شئتمُ أن تنظروا كيف يبتني ال | علاءَ الثناءُ فانظروا كيف أنتمُ |