أقامتْ على قلبي كفيلا من العهدِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أقامتْ على قلبي كفيلا من العهدِ | يذكرني بالقربِ في دولة البعدِ |
فقولا لواشيها وإن كان صادقا | وفائي لها أحظى ولو غدرتْ عندي |
خليليَّ ما للريح هبت مريضة ً | هل اجتدتِ البخالَ أم حملتْ وجدي |
ضمنتُ من الداءين ما لا تقلهُ | على طرحها الشمُّ الهضابُ من الصلدِ |
حنينٌ ولكن من لشملي بجامع | و مدُّ يدٍ لكن من الرجلُ المجدي |
فلا حبَّ بل لاحظَّ نالك حظه | قد اشترك الأحبابُ والحظ في الصدَّ |
و سمى زماني طولَ صبري تجلدا | عدمتك ما أبقيتَ بعدي للجلدِ |
كما ذمَّ منْ قبلي ذممتك عالما | بأنك موقوفٌ على الذمَّ من بعدي |
و لكن تجاوزْ لي بصرفك ماجدا | إليه إذا جارتْ صروفك أستعدي |
إذا الصاحبَ استنجدتهُ فوجدتهُ | فرعني فيمن غيره شئتَ بالفقدِ |
و إن مرَّ في الأحباب عيشٌ بغيره | فحسبي بعلم الله في ذاك والحمدِ |
و ما أعرفُ الممدوحَ لم يجزني به | إذا قلتُ خيرا إنَّ ذلك بالضدَّ |
أحقهمُ عندي بما قمتُ مثليا | أعدده منْ فات إحسانه عدي |
فإن تكن الأيام أجدبن مرتعي | لديه وكدرن الزلالة من وردي |
أقولُ لآمالي وأخشى قنوطها | ركوبكِ ظهرَ الصبر أدنى إلى الرشدِ |
تطار فلولا وجهُ سعدك لم يكن | سراجك في الظلماء نجمَ بني سعدِ |
أبا القاسم امنحني سمعتَ استماعة ً | وقفْ بي من استبطاء حظي على حدَّ |
سخوتُ بشعري قبلَ مدحك لاقيا | بسبط كلامي كلَّ ذي نائلٍ جعدِ |
إذا قلتُ أين الجودُ أنشد بخله | محا الدهرُ ربعاً بالمشقرِ من هندِ |
تعابُ لديه الشمسُ بالنور حجة ً | على منعه والماءُ في القيظ من بردِ |
و فاضت وهم يبس بحارك بينهم | فيا ليت شعري ما لجودك ما يعدى |
و قد كان لي في الشعر عندك دولة ٌ | و لكن قليلٌ مكثها دولة ُ الوردِ |
أظلُّ وما في عاشقيك محققٌ | سواي أقاسي الهجرَ من بينهم وحدي |
فلمْ أنت راضٍ وللمجد وقفة ً | تزاحمَ دمع اليأس فيها على خديَّ |
و ما غيرُ تأميلي بديني قضاؤه | فكم أتقاضاه وأنحتُ من جلدي |
عسى يقف الإنجاز بي عند غاية ٍ | تريح فلي حولٌ أجرُّ على الوعدِ |
تساويفُ وفاها المطالُ حدوده | فعجل لها الإنجازَ أو جبهة َ الردَّ |