سلْ بالغويرِ السائقَ المغلِّسا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
سلْ بالغويرِ السائقَ المغلِّسا | هلْ يستطيعَ ساعة ً أنْ يحبسا |
فإنَّ في الدَّارِ رذايا لوعة ٍ | نوقاً ضعافاً وعيوناً نعَّسا |
وثملينَ ماأداروا بينهمْ | إلاَّ السُّهادَ والدُّموعَ أكؤسا |
ما علمتْ نفوسهمْ أنَّ الرَّدى | ميقاتهُ الصُّبحُ إذا تنفسا |
راخِ لهمْ فإنَّهم وفدُ هوى ً | يرضيهِ أنْ تروِدَ أوْ أنْ تسلسا |
تركتَ من خلفكَ أجسامهمُ | وسقتَ ما بينَ يديكَ الأنفسا |
اعطفْ لهمْ شيئاً فلو لمْ ينفسوا | على الشُّموسِ في الخدورِ منفسا |
لأغرقوكَ دمعة ً فدمعة ً | وحرَّقوكَ نفسا فنفسا |
أينَ تريدَ عنْ حياضِ حاجرٍ | أنْ تستجيزَ الخضمَ والتَّلسُّسا |
وهلْ على ماءِ النَّخيلِ مطعنٌ | إذا وردتَ مثلثاً أوْ محمسا |
وفي الحمول سمحة ٌ ضنينة ٌ | تبذلُ وجهاً وتصانُ ملمسا |
شنَّتْ على الكنَّاسِ حتّى لمْ تدعْ | للرِّيمِ إلاَّ حمشناً أوْ خنتسا |
تبسمَ عنْ أشنبَ في ضمانهِ | نطفة ُ مزنٍ لقبها اللعسا |
سلسالة ٌ إنْ لمْ أكنْ عرفتها | رشفاً فقدْ عرفتها تفرُّسا |
يا هلْ إلى ذاكَ اللمي وسيلة ٌ | تبلُّ لي هذا الغليلَ اليبسا |
أمْ هلْ إلى ذاكَ الهلالَ نظرة ٌ | إمَّا بملءِ العينِ أوْ مختلسا |
بلْ كلَّ ما بعد المشيبِ مسمحٌ | ماكسَ أوْ منجذبٌ تشمُّسا |
ومنْ عناءِ اليدِ أن تبغي الجنا | والسَّاقُ خاوٍ والقضيبُ قدْ عسا |
لامتْ على تعزُّلي إذْ أبصرتْ | جحفلَ شيبٍ هاجما ومحمسا |
تنَّكرتهُ مذْ رأتهُ بلجة ً | ضاحية ً أنْ عرفتهُ حندسا |
بيضاءَ أعشتْ في السَّوادِ عينها | فاشتبه الصُّبحُ عليها والمسا |
إذا تلفعتُ بها منصَّعاً | ماكنتُ منْ صبغتها مورَّسا |
منتبذاً نبذَ الحصى يردُّني | نقدُ العيونَ أخزرا وأشوسا |
فلمْ تكنْ أوَّلَ حالٍ غبطة ٍ | أحسنَ فيها زمني ثمَّ أسا |
هو الّذي ما جادَ أوْ ضنَّ ولا | رقَّ على مرة ٍ إلاَّ قسا |
وقدْ ألفتث خلقهُ تمرُّناً | بهِ على لونيهِ أو تمرُّسا |
حلفتُ بالحلقِ الطَّلاحِ صعبتْ | على الوجى سوقاً ولانتْ أرؤسا |
مثلَ القسيِّ كلُّ ظهرٍ فوقهُ | ظهرٌ بإدمانِ السُّرى قدْ قوِّسا |
منْ كلِّ فتلاءِ تطيعُ المرسَ ال | مثنى عليها أو تعودَ مرسا |
تقامرُ الأخطارُ في نفوسها | على لطُّلابِ غنْ زكاً وإنْ خسا |
يخبطنَ يطرحنَ الرُّبى عجرفة ً | في الوفدِ يطلبنَ العتيقَ الأملسا |
إذا فرقنَ الموتَ لمْ يفرقنَ ما | ديِّثَ منْ أرضٍ وما توعَّسا |
حتّى يؤدينَ الشخوصَ بمنى | مكبراًً للهِ أوْ مقدِّسا |
لاضاعَ منْ يعتمدُ الحظُّ بهِ | منْ قسمة ٍ على عميدِ الرؤسا |
أروعُ لاترعى الخطوبُ ما رعى | ولا تشلُّ غارة ٌ ما حرسا |
أبلجُ بسَّامُ العشيِّ ما غدا | وجهُ الجدوبِ في الثُّرى معبِّسا |
مباركُ الصَّفقة ِ يهتزُ الغنى | في كلِّ ما صافحَ أو ما لمسا |
يفرِّجُ التَّقبيلُ عنْ أناملٍ | لو قارعَ الصَّخرَ بهنَّ انبجسا |
جادّ على اليسرِ فلمّا أفلستْ | بهِ عطايا اليسرِ جادَ مفلسا |
لا يحسبُ المالَ يغطي عورة ً | عارية ً ما غطَّتِ العرى الكسا |
أرهفُ للأعراضِ منْ عزمتهِ | أصمعَ ما أنبلَ إلاَّ قرطسا |
إذا رمى غايتهُ بظنِّهِ | كفى يقينَ غيرهِ ما حدسا |
قالَ فأعدى الخرس بالنُّطقَكما | حسَّنَ عندَ النَّاطقينَ الخرسا |
وقامَ يبغيْ حقّهُ منْ العلا | حتّى إذا جازَ النُّجومَ جلسا |
موقّرُ المجلسِ إمَّا هوَ في ال | دستِ احتبى أو ركنُ ثهلانَ رسا |
إذا سطاهُ أوحشتْ جليسهُ | فاضَ عليها بشرهُ فأنّسا |
ذبَّ على الخليفتينِ رأيهُ ال | منصورُ ذؤبانَ الخلافِ الطُّلسا |
أصحرَ في إثرِ العدوِ عنهما | أغلبُ ما وافى إلاَّ فرساَ |
خلافة ُ اللهِ رقى مشيّداً | منها الّذي كانَ أبوهُ أسَّسا |
طهَّرها تدبيرهُ فلمْ يدعْ | إزاءها منْ العبادِ نجسا |
رقى منْ الأعداءِ كلَّ حيَّة ٍ | أصمَّ لو كانَ يحوهِ لنهسا |
كمْ قدْ جلوتَ الحقَّ عنْ بصيرة ٍ | عمياءَ فيها وكشفتَ لبسا |
أنفقتَ ميراثكَ في طاعتها | جناهُ أيُّوبُ الَّذي قدْ غرسا |
تمنعَ منْ قناتها منْ رامها | بالعجمِ أو أدردتْ عنها الأضرسا |
أنتَ الَّذي أحيا الزَّمانَ راعياً | منْ سننِ المجدِ بهِ مادرسا |
قومكَ كنتَ في اقتفاءِ سعيهمْ | زرارة ٌ في الفخرِ تتلو عدسا |
قدْ كبَّرتْ لكَ العلا وشكرتْ | نشركَ ذاكَ الكرمَ المرمَّسا |
بكَ اعتلتْ ناري وهبَّتْ عاصفا | ريحيَ والتفَّ قضيبي واكتسى |
وطمعتْ في زمني فضائلي | وكنتُ منْ إنصافهِ مستيئسا |
إنْ أجدبتْ أرضي صبتُ مزنة ً | أوْ ادجنتْ حالي لحتَ قبسا |
ساهمتني يسركَ والعسرَ ترى | بخسَ العلا وغبنها أنْ أبخسا |
لا تذخرِ الأنزرَ تضطرَّ لهُ | ولا تضنُّ ما وجدتَ الأنفساَ |
فلا تصبني فيكَ يدُ حادثٍ | أومضَ أو بارقُ خطبٍ أربسا |
ولا تزلْ تلينَ لي منْ عنقِ ال | أيَّامِ فظَّاً في مقادي شرسا |
وعاودتني بادئاتُ نعمٍ | منكَ إذا استوحشتُ كانتْ أنسا |
ضافية ٌ تفضلُ عنْ ذلاذلي | لا أنزعُ الحلَّة َ حتّى ألبسا |
قدْ راعني العامَ افتقادُ رسمها | وأنْ إرى مطلقهُ محتبسا |
حاشاكَ منْ تطيُّري على العدا | منْ سطرها الثابتِ لي أنْ يطمسا |
ديني وفي الشِّتاءِ بعدُ فضلة ٌ | يوضحُ منها المشكلَ الملتبسا |
فسمحْ بها واسمعْ لها قواطنا | شواردا ملايناتٍ شُمسا |
تطوي الفجاج لمْ ترحِّلْ ناقة ً | لها ولمْ تسرجْ إليها فرسا |
لا ترهبَ الجنَّة َ في غريفها | إنْ أعتمتْ لا تخافُ العسسا |
عذائراً تكونُ ما شئتَ بها | كلّ ضحى ً تهنئهُ معرِّسا |
قدْ أمنتْ بحصنها وصونها | عندَ الرِّجالِ كلَّ ما تخشى النِّسا |
ما كتبتْ أوْ قرئتْ لمْ تترك | لغيرها مخطة ً أو مدرسا |
تشفعُ للنيروزِ فيما جاءَ منْ | قبولكمْ مبتغياً ملتمسا |
ثمَّ يعودُ مثلها عليكمُ | بألفِ عيدٍ عربا وفرسا |
في نعمٍ يقينها وحقُّها | يغني الليالِ عنْ لعلَ وعسى |