أرشيف المقالات

موعظة في التفريط في الأعمال الصالحة

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
موعظة في التفريط في الأعمال الصالحة


إخْوَانِي أَيْنَ أَحْبَابُكُمْ الذين سَلَفُوا؟
أَيْنَ أَتْرَابُكم الذين رحَلُوا وَانْصَرَفُوا؟ أَيْنَ أَصْحَابُ الأَمْوَالِ وَمَا خَلَّفُوا؟ نَدَمُوا وَاللهِ عَلَى التَّفْرِيط، يَا لَيْتَهُمْ عَرَفُوا هَوْلَ مَقَامِ يَشِيبُ منه الوليد، إذا ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ [ق: 19].
 
فَوَاعَجَبًا لَكَ كُلَّمَا دُعِيتَ إِلى اللهِ تَوَانَيْت، وَكُلَّمَا حَرَّكَتْكَ الْمَوَاعظُ إِلى الخيراتِ أَبُيت، وعلى غَيَّكَ وَجَهْلِكَ تَمَادَيْت، وَكَمْ حُذِّرت مَن الْمَنُون، فما التَفَتَّ إلى قول الناصِحِ وَتَركْتَهُ وما بَالَيْت!
يا مَنْ جَسَدُهُ حَيٌ وَلَكِنْ قلبه مَيْت، سُتَعَاين عند قُدُومِ هَادِم اللَّذاتِ مَا لا تَشْتَهِي وَتُرِيد ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ [ق: 19].
 
كم أَزْعَجَ الْمَوتُ نُفُوسًا مِنْ دِيَارِهَا، وَكَمْ أَتَلَفَ البَلَى من أجسادٍ مُنَعَّمَةٍ لَمْ يُدَارِهَا، وَكَمْ أَذَلَّ في التُّرَابِ وَجُوهًا نَاعِمَةً بَعْدَ رِفْعَتِهَا وَاسْتَقْرَارِهَا.
 
انتبه يا أخي، فالدنيا أَضْغَاثُ أحلام، ودارُ فَنَاءٍِ لَيْسَتْ بدَارِ مَقَام، سَتَعْرِفُ وتفهم نُصْحِي لَكَ بعدَ أيام، وما غابَ عَنْكَ سَتَراه على التمام إذا كُشفَ الغِطاء عَنْكَ وَصَارَ بَصرُكَ حَديدًا، وهناك تَنْدَمُ ولاتَ ساعَة ندم.
شِعْرًا:

قُلْ للَّذِي أَلِفَ الذَّنُوبَ وَأَجْرَمَا
وَغَدَا عَلَى زَلاتِهِ مُتَنَدِّمًا

لا تَيْأَسَنْ واطْلُبْ كَرِيمًا دَائِمًا
يُولِي الجَمِيلِ تَفْضُّلا وَتَكَرُّمَا

يَا مَعْشَرَ العَاصِينَ جُودٌ وَاسِعٌ
عِنْدَ الإِله لِمَنْ يَتُوبَ وَيَنْدَمَا

يَا أَيُّهَا العَبْدُ الْمُسِيء إلى مَتَى
تُفْنِي زَمَانَكَ فِي عَسَى وَلَرُبَّمَا

بَادِرْ إِلى مَوْلاكَ يَا مَنْ عُمْرُهُ
قَدْ ضَاعَ فِي عِصْيَانِهِ وَتَصَرَّمَا

وَاسْأَلَهُ توفِيقًا وَعَفْوًا ثَم قُلْ
يَا رَبَّ بَصِّرْنِي وَزِلْ عَنِّي العَمَا

ثُمَّ الصلاةُ على النبي أَجَلُّ مِنْ
قَدْ خَصَّ بالتَّقْرِيبِ مِنْ رَب السَّمَا

وَعَلى صَحَابتِهِ الأفاضَلِ كُلِّهِم
مَا سَبَّحَ الدَّاعِي الإِلهَ وَعَظَّمَا

اللَّهُمَّ انْظِمْنَا فِي سِلكِ حَزبِكَ الْمُفْلِحِينَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عَبِادَكِ الْمُخْلِصِينَ النَّبِيينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهداء والصالِحِينَ، وَاغْفِرَ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ والْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١