أصبتُ لو أحمدتُ أن أصيبا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أصبتُ لو أحمدتُ أن أصيبا | و فزتُ لو كان الحجا المطلوبا |
و راضَ منى الدهرُ ظهرا لم يكن | لو أنصفَ الحظُ له مركوبا |
أقسمَ لا ازددتُ به فضيلة ً | دهريَ إلا زادني تعذيبا |
فكلما آنستُ منه بأذى | بقاهُ واستأنف لي غريبا |
رميتُ حظي بوجوهِ حيلى | فلم أصبْ ولم أقعَ قريبا |
تنزهٌ يعابُ أو محاسنٌ | محسودة ٌ محسوبة ٌ ذنوبا |
انظر إلى الأقسام ما تأتي به | متى أردتَ أن ترى عجيبا |
تجمعُ بين الماءِ والنارِ يدٌ | و ما جمعتَ الرزقَ والأديبا |
ليتَ كفاني الدهرُ مع تخلصي | مكروههُ كما كفى المحبوبا |
أوليتَ أعدي خلقي جنونهُ | فكنتُ لا سمحا ولا لبيبا |
يا صاحبَ الزمانِ مغترا به | أنتَ دمٌ فاحذرْ عليك الذيبا |
تبعثُ ألحاظك من وفائه | بارقة ً صيفية ً خلوبا |
سلني به وقسْ عليَّ معهُ | فقد قتلتُ أهله تجريبا |
بعدَ عنائي واجتهادي كله | بالأرض حتى ولدتْ نجيبا |
جاءت به بعد التراخي غلطاً | ثم نوتْ من بعد أن تتوبا |
أبلجَ بسامَ العشى ّ واضحا | ريانَ مخضرّ الثرى رطيبا |
تصفو المدامُ وتروقُ ما انتمتْ | حسناً إلى أخلاقه وطيبا |
للمجد قومٌ وقليلٌ ما همُ | و في القليل تجدُ المطلوبا |
كالنجم للباعِ المديد بعدهُ | و للعيون أن يرى قريبا |
لا تشكرنَّ من فتى ً فضيلة ً | و ليس فيها معرقا نسيبا |
فإنما أعطى ابنَ أيوبَ المدى | في الشرف اقتفاؤه أيوبا |
يا لابسَ الكمال غيرَ معجبٍ | تركتَ كلَّ لابسٍ سليبا |
إن غادر الشكرُ لساناً ناكلا | و كان سيفا قبله مذروبا |
فقد عقدتَ لسني وقدتني | بالطولِ في حبالهِ جنيبا |
حسبتُ أعداد الحصى ولم أطقْ | عدَّ الذي أوليتني محسوبا |
في كلّ يومٍ شارقٍ معونة ٌ | تبردُ حرَّ جورهِ المشبوبا |
و نعمة ٌ تسير في نضوحها | خرقَ الجديب فيرى خصيبا |
يخجلني استقبالها فتحسب ال | عينُ ابتسامي نحوها قطوبا |
لو شئتُ لاسترحتُ من أثقالها | إن كنتُ من مكرمة ٍ متعوبا |
كنتُ أخاً فلم تزل تسبغني | باللطفِ حتى خلتني حبيبا |
فإن قضى الثناءُ حقَّ نعمة ٍ | أو كاد أن يقضيها تقريبا |
و أقنعَ الميسورُ فاحبسْ شرداً | تسألُ عنها الشمألُ الجنوبا |
يعلقُ بالعرضِ الكريم نشرها | و هي به طائرة ٌ هبوبا |
إذا بنيتُ البيتَ منه ودتِ ال | أسماعُ لو كانت له طنوبا |
يخلدُ مسموعا ويغني كلما | عوضتَ مهدى عنه أو موهوبا |
عدَّ السنينَ صومها وفطرها | تتحفُ مقروءا به مكتوبا |