أرشيف المقالات

لا تثريب عليكم اليوم - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
لا تثريب عليكم اليوم!
أأنت تقول هذا يا نبي الله يوسف؟
كيف استطعتها؟ 
كيف تحملتها؟ 
حتى اللوم والعتاب لن تفعله! 
لن تحاسبهم وتُبَكّتهم! 
ستكون خير آخذ وستختار الصفح الجميل!

أَوَ بعد كل ما لاقيت من جفوة الإخوة، وظُلْمَة الجُبّ، وألم الفراق، ورِبقة الأسر، ومرارة الرق، ووحشة الغربة، وفتنة المراودة، وضراوة السجن، وعلقم الظلم ؟!
أوبعد كل ذلك لم يحمل قلبك ضغينة ولم ولن ينطق لسانك إلا بالإحسان؟!
أي قلب هذا؟!
وأي عفو وأي صفح وأي تغافر وتسامح هذا؟!

لا تثريب عليهم..
لا لوم ولا عتاب..

وهل يُظَن بالكريم ابن الأكرمين إلا ذلك؟!
لن يعاتبهم ولن يُذكّرهم بما فعلوه به صغيرًا..
فقط سيقول عبارة هي من أعاجيب أدب الأنبياء في الصفح..

لن يزيد عن قول:
{وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ} [يوسف من الآية:100]
نزغ الشيطان ؟!
إنه الشيطان إذاً..
لقد وعد يوسف ووفّى..
لم يُثَرّب ولم يعتب وقد تابوا وأنابوا، فنسب كل ما فعلوه لنزغ الشيطان..
أمّا إخوته..
فالعفو،
والصفح.. 
ثم الإحسان بدعاء يُلَخّص احتياجهم واحتياج كل مخلوق..
دعاء بالمغفرة..
{يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف من الآية:92].
ما أحوجنا لمثل هذا القلب ..
وما أحوجنا للمغفرة.
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن