نوازعُ الشوق والغليلِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
نوازعُ الشوق والغليلِ | عليَّ أحنى من العذولِ |
لام على بابلٍ سهادي | ونام عن ليلي الطويلِ |
فمرَّ لا راحماً ضلالي | فيها ولا سالكا سبيلي |
ينفض طرقَ الكرى بصيرا | بها وطرقي بلا دليلِ |
تحلَّ لا سرَّك التخلِّي | وذمّك الودُّ من خليل |
يا راكبَ الليل مستطيلا | يرجلكَ الصبحُ عن قليلِ |
أمامك الظُّعنُ رائحات | فكيف ترتاح للنزولِ |
انظر فإن الدموع حالت | جفنيَ عن ناظرٍ كليلِ |
أبارقٌ ما تشيمُ عيني | أم المصابيحُ في الحمولِ |
تسابق الشمسَ جنبَ سليع | حتى سبقن الدجى بميلِ |
ينقلنَ وخداً بيضا....كنٍّ | نحضنَ بالشدِّ والذميلِ |
أهدى استتارُ الشموسِ فيها | لغبطها صبغة َ الأصيلِ |
يا صاحبي والردى منيخٌ | ينظرني ساعة َ الرحيلِ |
خذ بدمي طرفَ أمّ عمرو | إن أخذ السيفُ بالقتيلِ |
واستروح الريحَ من سليمى | مرّاً على ربعها المحيلِ |
ولم أخلْ قبلها شفائي | عند نسيم الصَّبا العليلِ |
وأقتضي أذرعَ المطايا | ما استصحبتْ من ثرى الطلول |
دارُك والركبُ مستقيمٌ | تعلمُ يا سلم ما عدولي |
وكيف ظلُّ الرداءِ فيها | إذا همُ هجَّروا مقيلي |
أنصلَ كرُّ السّقامِ شلواً | منّي ومنها كرَّ السيولِ |
تعلّم الوبلُ من دموعي | فغادر الربعَ في محولِ |
ما منجزاتُ الوعودِ عندي | أكرمُ من وعدكِ المطولِ |
ولا الحبيبُ الوصولُ أحظى | لديّ من طيفكِ البخيلِ |
ربّ سميرٍ سقاطُ فيه | للهمِّ أنفى من الشَّمولِ |
أهوى له أن يطولَ ليلي | ولو على سقمي الدخيلِ |
قد أخذَ الحزمُ بي وأعطى | وشفَّ عن ماطري مخيلي |
وجرّب الدهرُ كيف يمضي | غربى فيه على فلولِ |
إن سفَّه الجدبُ رأى قومٍ | عاد حليمي على جهولي |
أو أغنت السنُّ عن رجالٍ | أربتْ فصالي على الفحولِ |
ما خضعتْ للخمول نفسي | وصونُ عرضي مع الخمولِ |
ولا استكانت يدي لفقرٍ | والمالُ في جانبٍ ذليلِ |
في بلغ العيش لي كفافٌ | فما التفاتي إلى الفضولِ |
ما أنصف الرزقَ لو أدرّت | مزنته بُرقة َ العقولِ |
وكم فتى ً شاكلتْ علاه | خلقي على قلّة الشُّكولِ |
منازلٌ كالهلالِ تذكي | قدحته في الدجى سبيلي |
يطير بي رائشا جناحي | والدهرُ يقتصُّ من نسيلي |
من آل عبد الرحيم وافٍ | كأنه بالمنى كفيلي |
من الميامين لم تخذِّلْ | فروعهم عزّة َ الأصولِ |
ولا استماحوا العموم فخرا | سدّوا به ثلمة الخؤولِ |
الغررُ الواضحاتُ فيهم | مجتمعاتٌ إلى الحجولِ |
ترطبُ أيدهمُ سمانا | في لهواتِ العام الهزيلِ |
إذا الحيا أخلف استغاثت | أيمانهم ألسنُ المحولِ |
همْ قشروا العار عن عصاهم | بكلِّ عاري الظُّبا صقيلِ |
واستيقظوا للتِّراتِ لمّا | نامت عيونٌ على الذُّحولِ |
كلّ غلامٍ يسدُّ مجدا | بنفسه ثغرة َ القبيلِ |
يحتشم البحرُ من يديه | والبدرُ من وجهه الجميلِ |
تقلص عن ساقه قصارا | ذيولُ سرباله الطويلِ |
يذرع طولَ القناة قدّاً | وهي تنافيه في الذُّبولِ |
تنمى العلا من أبي المعالي | إلى عريق الثرى أصيلِ |
ويحمل الخطبَ يومَ يعرو | منه على كاهلٍ حمولِ |
أبلج يجري الجمال منه | في سنّتي واضح أسيلِ |
يردُّ خزرَ العيون قبلا | إليه من شدّة القبولِ |
لا فترة ُ العاجز المروِّي | فيه ولا طيشة ُ العجولِ |
يستند الوعدُ والعطايا | منه إلى قائلٍ فعولِ |
معتدل الشيمتين حلو ال | طعمين في الصعبِ والذَّلولِ |
يزيده النَّيلُ لينَ مسٍّ | إن لعب العجبُ بالمنيلِ |
للفقرِ المشكلاتِ منه | عارضة ُ البارقِ الهطولِ |
إذا لهاة البليغ جفَّتْ | أرسلها من فمٍ بليلِ |
يفديك مسروقة ٌ علاه | راضٍ من المجد بالغلولِ |
مؤتنفٌ غير مستزيدٍ | وعاثرٌ غير مستقيلِ |
أمواله ضرَّة العطايا | وزادهُ غصَّة ُ الأكيلِ |
يا موردي والفراتُ ملحٌ | نميرَ ودٍّ أرضى غليلي |
أسرتني بالوفاء لمّا | رأيته وهو من كبولي |
وقمتَ لمّا وليتَ نصري | والناسُ من قاعدٍ خذولِ |
أمرٌ وإن خفَّ كان عندي | في زنة ِ المهبط الثقيلِ |
إذا حملتَ الدقيقَ عنّى | ولست تعيا عن الجليلِ |
لم يرتجعك الجفاءُ منّى | عن كرم العاطفِ الوصولِ |
ولم تؤاخذ قديم عجزي | عنك ولم تعتقب نكولي |
فلتوفينك الجزاء عنّى | قاسطة ُ الوزن والكيولِ |
إن أتى الشعرُ من قصورٍ | صدرن من معرضٍ مطيلِ |
أوانسٌ ما عرفن صونا | قبلك ما لمسة ُ البعولُ |
تغشاك حتّى أخشى عليها | حاشاك من فترة الملولِ |
إذا خلوتم بها أقامت | لكم على مخبرى دليلي |
من عربيّ الطباع فيها | تخطر مجرورة َ الذيولِ |
قد كنتُ أعددتها ليومٍ | يبلغني المجدُ فيه سولي |
أزفُّها فيه تحت ظلٍّ | من سحبِ نعمائكم ظليلِ |
مصطفياً مهرها بحكمى | من فيض أيديكم الجزيلِ |
فعدلتْ بي الأيّام عنه | لا عرفتْ حيرة َ العدولِ |
إن ينبُ دهرٌ بكم فقدما | لم يخلُ من غدرة ٍ وغولِ |
وكم أدبّ الصدا فسادا | إلى ظبا الصارمِ الصقيلِ |
وأرسلت أملٌ لواها ال | ظنُّ على عهده المحيلِ |
ما خلص الرأيُ من فسادٍ | يقدحُ والعرضُ من خمولِ |
فالمالُ إن أمحلت رباه | خضَّرها الغيثُ عن قليلِ |
لا بد للشمس من كسوفٍ | والقمرِ التِّمِّ من أفولِ |
ثم يعودان لم يزالا | بنقص نورٍ ولا نقولِ |
وكالة الله فيكمُ لي | حسبي رعتكم عينُ الوكيلِ |
بكم أطال الزمانُ درعي | وأبرم الحظ من سحيلي |
كم حاسدٍ عندكم مكاني | يدعو سهيلا إلى النزولِ |
وغائبٍ ذنبكم إليه | أنّكمُ قد فطنتمُ لي |