تمدُّ بالآذانِ والمناخرِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
تمدُّ بالآذانِ والمناخرِ | لحاجرٍ ومنْ لها بحاجرِ |
تغرُّها منهُ أحاديثُ الصِّبا | ولا معاتٌ في السَّحابِ الباكرِ |
وأعينٌ موكَّلاتٌ بالحمى | منْ مستقيمِ اللَّحظِ أوْ مخازرِ |
تودُّ لو أنَّ ثراهُ عوضٌ | منْ دمعها يستافُ بالمحاجرِ |
أرضٌ بها السَّابغُ منْ ربيعها | وشوقها المكنونُ في الضَّمائرِ |
مشاربٌ تخرُّ تحتَ سوقها | وعشبٌ يضفو على المشافرِ |
وحيثُ دبَّتْ وربتْ فصالها | وبركتْ تفحصُ بالكراكرِ |
وأمنتْ ساربة ً سروحها | شلَّة َ كلِّ مطاردٍ مغاورِ |
تمنعها سيوفُ بكرٍ أنْ ترى | بؤساً وتحميها رياحُ عامرِ |
فهل لها وهلْ لمنْ تحملهُ | منْ عائفٍ بحاجرٍ أوْ زاجرِ |
سارتْ يمينا والغرامُ شأمَّة ٌ | ياسرْ بها يابنَ رواحٍ ياسرِ |
فإنَّها منْ حبِّها نجداً ترى | بكثبِ الغورِ شفارَ الجازرِ |
وبالحمى أفئدة ٌ منْ شجوها | خالية ٌ سالمة ُ الضَّمائرِ |
وأعينٌ تحسبها قريرة ً | نائمة ً عنْ أعينٍ سواهرِ |
يرمينَ كلَّ ساهرٍ بمزعجٍ | وكلَّ مجبورِ الحشا بكاسرِ |
كفَّلهنَّ السُّقمُ بقلوبنا | فكلُّ قلبٍ في ضمانِ ناظرِ |
ياليتَ شعري والمنى تعلَّة ٌ | هلْ بمنى ً لعهدنا منْ ذاكرِ |
أمْ هلْ على بعدِ النَّوى إلى التي | لها الهوى منْ راكبٍ مخاطرِ |
لعلَّهُ يحملْ منْ سلامنا | نخبة َ زادِ الرجلِ المسافرِ |
ألوكة ً خفَّتْ ومنْ ورائها | بلابلٌ تعقرُ بالأباعرِ |
إذا رأيتَ الشَّمسَ في أترابها | فاحبسْ وقلْ عنِّي غير صاغرِ |
اللهُ يا ذاتَ اللمى في أدمعٍ | قوائرٍ وأدمعٍ فواترِ |
وفي عهودٍ كتبها مبلولة ٌ | وهي لديكَ في النَّسيِّ الدَّاثرِ |
فإنَّ منْ دينكمْ في يعربٍ | أنْ تأنفوا منْ الذَّمامِ الفاجرِ |
وفي الضُّيوفِ الغرباءِ عندكمْ | قلبٌ يضامُ مالهُ منْ ناصرِ |
فقرِّبوا صحبتهُ واحتفظوا | فيهِ بحقِّ البائعِ المهاجرِ |
إمّا قرى النَّادي الكريمِ أو فر | دُّوهُ على أربابهِ بالخاطرِ |
أكلَّ كفٍّ ظفرتْ لئيمة ٌ | وكلُّ عقدٍ في بنانِ غادرُ |
منْ لكَ بالنّاسِ ولا ناسُ همُ | إلاّ كلامُ المحرجِ المكاشرِ |
نفسكَ صنْ ليسَ أخوكَ غيرها | فقاللِ النّاسَ ولا تكاثرْ |
واعلمْ بأنَّ عزَّها قنوعها | برزقها الميسورِ في المعاسرِ |
وإنْ وصلتَ أو سألتَ فأخاً | صحَّ على التّجريبِ والمخابرِ |
أخاً ترى لوجههِ قبلَ الجدا | أسرَّة ً تلقاكَ بالبشائرِ |
مثلَ ابنُ أيُّوبٍ وأينَ مثلهُ | مثِّلَ للأشباهِ والنَّظائرِ |
منْ طينة ِ المجدِ الّتي فروعها | تنبيكَ عنْ طهارة ِ العناصرِ |
الطَّيِّبينَ أنفساً باقية ً | وأرمساً في ظلمِ الحفائرِ |
يدلُّكَ المجدُ على الأوائلِ ال | ماضينِ منهمْ بعلا الأواخرِ |
داسوا ثرى المجدِ القديمِ ومشوا | خطراً على خدِّ الزَّمانِ الغابرِ |
وأنطقوا بالخرسِ منْ أقلامهمْ | ألسنة َ الدَّسوتِ والمنابرِ |
كلَّ كريمٍ لاسمهِ في مجدها | مالأسانيدِ الحديثِ السَّائرِ |
ولابنهُ منْ بعدهِ ما يرثُ ال | شُّبولُ في الغابِ عنِ القساورِ |
شهادة ٌ صدَّقها محمَّدٌ | صدقَ الربى عنِ الغمامِ الماطرِ |
قامَ فأدَّى ثمَّ مرَّ زائدا | تجاوزَ الذِّراعِ شبرَ الشَّابرِ |
قضى لهُ قاضي السَّماحَ والنَّدى | يومَ تحورُ حجَّة ُ المفاخرِ |
قضيَّة ٌ شقَّتْ على الهضبة ِ منْ | رضوى وأزرتْ بالفراتِ الزَّاخرِ |
رأى الكمالَ حلَّة ً فاحتلَّها | وربعها مقوٍ بغيرِ عامرِ |
ونهضَ الفضلُ لهُ في مزلقٍ | مسَّنمٍ يكسرُ بالعوابرِ |
جرى ففاتَ والعلا منْ خلفهِ | تقولُ قاصرْ منْ خطاكَ قاصرِ |
حتّى أرانا العجزُ في قولهمُ | طالبُ شأوِ المجدِ غيرُ ظافرِ |
للهِ أنتَ منْ جمالٍ ظاهرٍ | وخلقٍ صافي الغديرِ طاهرِ |
وعدَّة ٍ ليومٍ لا يغني أخا ال | حاجة ِ إلاَّ أنفس الذّخائرِ |
عهدٌ كملمومِ الصّفاة ِ متعبٌ | جانبها لنْ يبتغى لفاطرِ |
وخلَّة ٌ لا يهتدي لنقضها | على الزَّمانِ ناقضُ المرائرِ |
أحرزَمنْ كنتَ وراءَ ظهرهِ | حصنا لهُ منْ جولة ِ الدَّوائرِ |
يحسدكَ النَّاسُ وأيُّ عاجزٍ | لمْ تدوهِ شقاوة ٌ بقادرِ |
وإنَّني معْ بغضِ كلِّ حاسدٍ | أقضي لحسَّادكِ بالمعاذرِ |
يفديكِ كلُّ ساكتٍ مدامجٍ | بغلَّة ٍ وبائحٍ مظاهرِ |
وشامتٍ إنْ رفعتْ لعينهِ | صيفية ٌ منَ السَّحابِ العابرِ |
جهامة ٌ يفتحُ فاهُ نحوها | يحسبها جهلاً منَ المواطرِ |
يسرّهُ العاجلُ منْ أظلالها | وهي غداً مهتوكة ُ السَّتائرِ |
وربَّما عادتْ بذي حواصبٍ | عليهِ واجتاحتْ وذي صراصرِ |
كمنْ جنى البغيُ على أمثالهِ | منْ غامطٍ نعماءَ كمْ وكافرِ |
وأنتمُ في معزلٍ منْ شرِّها | وجانبٍ منَ النَّجاءِ وافرِ |
عوائدٌ للهِ فيكمْ ضمنتْ | لمَّ الشَّتيتِوجبورِ الكاسرِ |
كمْ مثلها قدْ غلطََ الدَّهرُ بها | ثمتَ لاذّ منكمُ بغافرِ |
دجتْ ولكنْ أقشعتْ عنء أنفسٍ | سواكنِ وأعينٍ قرائرِ |
وكمْ تعيَّفتُ لكمْ سفورها | منْ قبلِ أنْ يبرزَ وجهُ السَّافرِ |
فلمْ تكذَّبْ فيكمُ زاجرتي | قطُّ ولا خُيِّبَ يمنُ طائري |
فانتظروها ويدي رهنٌ بها | فربما كانتْ كرجعِ النَّاظرِ |
بكَ استجابَ الدَّهرُ لي ودعوتي | تجولُ منُ حولَ سمعٍ واقرِ |
وأبصرَ الحظُّ الطَّريقَ فاهتدى | إليَّ وهو أبلهُ البصائرِ |
حصَّنتَ وجهي وحقنتَ ماءهُ | فليسَ مذْ حقنتهُ بقاطرِ |
ولمْ تدعْ لي منذُ أولدتَ المنى | مشقَّة ً إلى لقاحِ العاقرِ |
كمْ أربٍ كنتُ إليهِ سببي | فتلتهُ بمحصدِ المرائرِ |
وخلَّة ٍ أعضلني شفاؤها | شفيتني منْ دائها المخامرِ |
ملكتني ملكَ الوفاءِ بيدٍ | تطلبُ بعضي فتحوزُ سائري |
فصارَ يرضيني بما ترضاهُ لي | منذُ عرفتُ نافعي منْ ضائري |
فلا تخفْ فيكَ اللَّيالي جانبي | بقاصدِ السَّهمِ ولا بغائرِ |
ولا يزلْ عزُّكَ لي ذخيرة ً | لأوَّلٍ منْ عيشتي وآخرِ |
مالاحَ صبح بضحى أضاءَ لي | وشوّقَ الواردُ ريُّ الصَّادرِ |
وحسرَ النيروزَ منْ قناعهِ | طلعتهُ على الرَّبيعِ النَّاضرِ |
وزاركمْ يرفلُ في وشائعٍ | منْ حللِ الرَّوضِ وفي حبائرِ |
بكلِّ عذراءَ لها في خدرها | صرامة ً ما للهصورِ الخادرِ |
حاطمة ٍ تنحى على معاشرٍ | وتحفة ٍ تهدى إلى معاشرِ |
إقذاعها على عداكمْ ولكمْ | منها يدُ الرَّاضي ولفظُ الشَّاكرِ |
تطربُ للحادي إذا غنَّى بها | فيكمْ وتستقصرُ ليلَ السَّامرِ |
كأنَّهمْ لمْ يسمعوا منْ قبلكمْ | في ماجدٍ مقالة ً منْ شاعرِ |