أمنك خيالٌ ضوَّع الركبَ موهنا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أمنك خيالٌ ضوَّع الركبَ موهنا | وقد قيَّد التأويبُ سوقا وأجفنا |
توغَّلَ من غربيِّ وجرة َراكبا | قنى َّ العدا حتى أناف على قنا |
ألمَّ بمخدوعين عن كل راحة ٍ | بما طلبوا العليا مناخا ومظعنا |
إذا هدموا الأشخاص لم ينتقصهمُ | ضؤولٌ لها من حيث ما المجدُ يبتنى |
فحيَّا فبلَّ الوجد بل شبَّ ناره | فلله منه ما أساء وأحسنا |
عجبتُ له كيف اقترى الجوَّ فافضا | وكيف طوى وادي الغضا متبطِّنا |
شجاعا وفي أمثالها كان مثله | جريُّ الفؤاد أن يخورَ ويجبنا |
أرتنا به ظمياءُ وصلا ممّوها | على سفهِ المسرى وزورا مميَّنا |
وفاءً بأضغاثِ الكرى وخيانة ً | متى ذكرت يقظى بنا وتلوُّنا |
تسائل وفدَ النوم عنا حفيَّة | ولا تسأل الركبانَ من أرضنا بنا |
سقى الله أياما نصلنَ على منى | حياً يستردّ العيش بالخيف من منى |
وحيّا الغصونَ والمها ما حكت لنا | قدودا على وادي الجماروأعينا |
فكم من فؤادٍ طاح في ذلك الحصا | بدائدَ لو فتَّشتَ عنه تبيَّنا |
ومن حاجة ٍ تقضى وليس بمنسكٍ | عنينا بها في الحج ما الله ما عنا |
ألِكني إلى الأيام علَّ صروفها | يخفَّفنَ عن ظهري وقد كنّ وزَّنا |
حملتُ إلى أن جبّ ظهرٌ وغاربٌ | وجلَّت قروف أن تسدَّد بالهنا |
وعاتبتها حُلوَ العتاب ومرَّه | فلم أر منها واعيا متأذِّنا |
فلما رأيتُ العتبَ يذهبُ صعبهُ | بأسماعها أصبحتُ بالذنب مهونا |
وألجأتُ ظهري مسندا بمعاشر | حموا من هنا أطرافَ سرحى ومن هنا |
إلى أسرة ٍ لا يأكل الضيمُ جارهم | وإن هو أثرى في ذراهم وأسمنا |
كأنّ الغريبَ الدارِ يسكن فيهمُ | تخيّر بين النَّسر والنَّسر مسكنا |
تعلَّق من أذيالهم ووفائهم | بذروة ممطولِ الشماريخ أرعنا |
يحبّ الحيا للحلم والزادَ للقِرى | وكسبَ العلا للخلد والمالَ للفنا |
ملوكٌ يعدّون النجومَ أباً أباً | وإن فضلوها الجودَ والمجدَ والسنا |
لهم دوحة ٌ عبد الرحيم قضيبها الرَّ | طيب إذا اخضرّت وأبناؤها الجنى |
حلوا وزكوا من أصلهم وتزيّدوا | بأنفسهم تزيُّدَ البوع بالقنا |
وبذّوا القرومَ البزل نشطا ونهضة | وسنّهمُ بين الجذاع إلى الثَّنا |
قضى الله فيهم كلَّ نذرِ مزاحمٍ | على مجلس العلياء حتى تمكنا |
إذا قالت الغمّاء من فيكمُ فتى ً | يفرِّجني إن ضقتُ قال لها أنا |
هم الأنملات الخمس راحة جودهم | غدت ليس عن كبرى وصغرى لها غنى |
قضوا كلّ دين للمعالي ووفّروا | نصيبا على عينالكفاة تعيّنا |
فقام بما ولَّوه لا متعذرا | حصورا ولا رخو العروق مهجَّنا |
فتى ً وسعت أخلاقه الناسَ قادرا | وأصبح في سلطانها الفظّ ليِّنا |
وملّكه البشرُ القلوبَ فما ترى | فؤاد امرئ لم يتّخذ فيه موطنا |
فلو لم يحز بالمال حمدا لأحرزت | كرامُ سجاياه له الحمدَ والثنا |
حمولٌ لأعباء الرياسة ناهضٌ | بأثقالها إن قصّر الغمرُ أو ونى |
سليمُ الوفاءِ أبيضُ الودّ كلّما | ذممتَ الفتى صبغتين ملوَّنا |
ويعطي بلا منٍّ مقلاًّ ومكثرا | بكفٍّ سواءٍ عندها الفقر والغنى |
تقطَّرَ فرسانُ الكفاية وارتدوا | ومرّ على سيسائها متمرِّنا |
وكان لها العينَالبصيرة َ إذ عموا | فشكّوا على عوصائها وتيقَّنا |
غلامٌ كنصل السيف هزَّ فما نبا | مضاءً وصدرِ الرمح شدَّ فما انثنى |
تمطّت به أمُّ النجابة واحدا | يطول عليها أن يُؤاخى ويُقرنا |
فداءُعليٍّ طامعٌ في مكانه | من المجد لم تصدقه خادعة ُ المنى |
أراد فلم يبلغ فمات بغيظه | وما كلّ موت أن يُوارى فيدفنا |
خلقتم على قدرٍ شجاً لعدوّكم | وعطفا على مولاكمُ وتحنُّنا |
وكنتَ له وسطى البنان وقبضة َ ال | عنان وباعا ينصر السيف أيمنا |
علقتك ممسودَ الوفاء محرَّما | على الغدر محميَّ الحفاظ محصَّنا |
وأنزلتني من دارِ أنسك منزلا | يربِّبُ عزمي أن أروح فأظعنا |
أمينا فسيحا فاجأتني ظلالهُ | فحاطت ولم أشعر بها كيف تبتنى |
رهنتك رقِّي عنهحبّاً ومهجتي | وكان عزيزا أن يباعا ويرهنا |
ولم أك في صفقي على يدك التي | خطبت بها مدحي وودّي لأغبنا |
وقد كان تقصيرٌ تسلَّفتُ ذنبهُ | فها أنا أمحوه منيباً ومذعنا |
صددتُ بوجهي عنك حينا وكنتَ لي | بوجهك مصدودَ المذاهب محزنا |
كلانا جنى فاصفح ودع ذكر ما مضى | وراءً وإلا فاقسم العتبَ بيننا |
وهبْ للساني زلَّة الصمتِ إنه | يكون غداً في وصف فضلك ألسنا |
ستسمعها يفنى الطروسَ ازدحامها | وتصبح خلقا للرُّواة وديدنا |
من الكلمِ المخزونِ نمَّ خفيُّه | إليك وأضحى سرُّه فيك معلنا |
سوافر من أوصافكم عن مراشفٍ | كما كشفَ المشتارُ عن نحله الجنى |
إذا وسم التعريفُ فوق جباهها | أبا حسنٍ عادت بذكرك أحسنا |
كجوهرة الغوّاص كانت يتيمة ً | على اللمس والتقليبِ أغلى وأثمنا |
يزورك منها المهرجان مقلَّدا | وشاحاً وطوقا حلَّياه وزيَّنا |
ربائط ما كرّ النهارُ عليكمُ | صواهلَ من حول البيوت وصفَّنا |
إذا ابتهل الداعونَ كان دعاؤها | ألا يا بنى عبد الرحيم اسلموا لنا |