ما ليلتي على أُقرْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ما ليلتي على أُقرْ | إلاَّ البكاءُ والسَّهر |
بتُّ أظنُّ الصُّبحَ بال | عادة ممَّا ينسفر |
أرقبُ منْ نجومها | زوالَ أمرٍ مستقرْ |
رواكدٌ كأنَّما | أفلاكهنّ لمْ تدرْ |
وكلّمَا قلتُ انطوى | شطرٌ منَ الليلِ انتشرْ |
أسألها أينَ الكرى | أينَ النَّهارُ المنتظرْ |
وكلُّ شيءٍ عندها | إلاَّ الرُّقادُ والسَّحرْ |
منْ مخبري فما أرى | هلْ دامَ ليلٌ فاستمرْ |
وغابتِ الشَّمسُ نعمْ | فكيفَ خلِّدَ القمرْ |
أينَ الأُلى طرَّحهمْ | مطارحَ البينِ الحذرْ |
غابوا وما غابتْ لهمْ | دارٌ ولا جدَّ سفرْ |
لكنْ عيونُ الكاشحي | نَ الشُّرزُ منها والخرزْ |
ما برحتْ لا نظرتْ | تمنعنا حتَّى النَّظرْ |
تطلَّعوا نارَ الجوى | في القلبِ كيفَ تستعرْ |
وما الَّذي تبعثهُ | على الجوانحِ الذِّكرْ |
وأيُّ نارٍ للفؤا | دِ فيهمُ عندَ البصرْ |
غنِّيٌ بهيفاءِ الرِّفا | قُ والكؤوسُ لمْ تدرْ |
فكلُّ صاحٍ انتشى | وكلُّ نشوانَ سكرْ |
كأنَّما قلبي لها | في صدرِ كلِّ منْ حضرْ |
فظلتُ أبكي مثلما | أشربُ أدمعاً حمرْ |
كأنَّ ماءَ قدحيْ | منْ بينِ جفنيَّ عصرْ |
قالَ الرَّسولُ عتبتْ | هيفاءُ قلتُ ما الخبرْ |
قالَ تقولُ ملَّنا | قلتُ الملولُ منْ غدرْ |
لا والَّذي لو شاءَ أنْ | ينصفني منها قدرْ |
ما خدعتْ بغيرها | عيني على حسنُ الصُّورْ |
بلى ولا أنكرهُ | وليسَ بالأمرِ النُّكرْ |
لقدْ رأيتُ البانَ منْ | ذي العلمينِ والسَّمرْ |
تضربهُ ريحُ الصِّبا | فيستوي وينأطرْ |
فملتُ تشبيهاً بها | آخذُ ضماً وأذرْ |
فإنْ رأتْ ذلكَ ذن | با إنَّني لمعتذرْ |
يا يومَ دبَّ بيننا | أمرُ الفراقِ ما أمرْ |
ما كنتُ في الأيامِ إلاَّ | عارضاً ينطفُ شرّْ |
قدْ عيَّفتكَ الطَّيرُ لي | لكنَّ قلبي ما زجرْ |
ولائمٌ مدَّتْ لهُ | حبائلُ اللَّومِ فجرّْ |
رأى هناتٍ فنهى | غيرَ مطاعٍ وأمرْ |
قالَ فردَّ صاغرا | أغزلٌ معَ الكبرْ |
وأيُّما علاقة ٍ | بينَ الغرامِ والعمرْ |
وأينَ إطرابُ النُّفو | سِ معْ أصابيغِ الشِّعرْ |
ربَّ شبابٍ ليلهُ | يصبحُ تنعاهُ الأزرُ |
وشيبِ رأسٍ ذنبهُ | في الحظواتِ مغتفرْ |
حلفتُ بالشُّعثِ الوفو | دِ زمرا على زمرْ |
يرونَ ظلماً بارداً | بلثمِ ذلكَ الحجرْ |
ومنْ دعا ومنْ سعى | واستنَّ سبعاً وجمرْ |
وسوقهمْ مثلَ الحصو | نِ مرِّدتْ إلاَّ المذرْ |
توامكاً ممطورة ً | أعشابها وقتَ المطرْ |
جاءوا بها مجتهدي | ن تفتلى وتختبرْ |
لكلِّ مهدٍ نسكهُ | أنفسٌ ما ليهِ نحرْ |
أنَّ بني عبدِ الرَّحي | مِ نعمَ كنزُ المدَّخرْ |
وخيرُ منْ سدَّتْ بهِ | يومَ الملمَّاتِ الثُّغرْ |
المطعمونَ الهبرَ وال | عامُ عبوسٌ مقشعرْ |
وصبية ُ الحيِّ تدا | ري الإبلَ عنْ فضلِ الجزرْ |
والرِّيحُ لا تلوى بأك | سارِ البيوتِ والجدرْ |
وتحسبُ الفائزَ من | ها ملقمَ البطنِ الحجرْ |
والمانعينَ الجارَ لو | زحزحَ عنهمْ لمْ يجرْ |
حتّى يعزَّ فيهمُ | عزَّ تميمٍ في مضرْ |
منْ بعدِ ما صاحَ بهِ ال | موتُ استمتْ فلا وزرْ |
والواهبونَ بسطَ الرِّ | زقُ عليهمْ أوْ قدرْ |
لا يحسبونَ معطياً | أعطى إذا لمْ يفتقرْ |
لهمْ حياضُ الجودِ وال | سُّودَدِ فعماً وغزرْ |
تخلى لهمْ جمَّاتها | وبعدُ للنَّاسِ السُّؤرْ |
أبناءُ مجدٍ نقلو | هُ أثراً بعدَ أثرْ |
رواية ٌ يسندها | باقيهمُ عمَّنْ غبرْ |
ينصرُ عنها القولُ بال | فعلِ فيسلمَ الخبرْ |
طابوا حياة ً مثلما | طابوا عظاماً وحفرْ |
تساهموا أفقَ العلا | تساهمَ الشَّهبِ الزُّهرْ |
كأنَّهمْ في أوجهِ ال | دنيا البهيماتِ غررْ |
فانتظموا نظمَ القنا | إلاَّ الوصومَ والخورْ |
منْ هبة ِ اللهِ إلى | سابورَ فخرٌ مستمرّ |
قسْ خبري عنهمْ إلى | أبي المعالي واعتبرْ |
ترَ العروقَ الزَّاكيا | تِ منْ شفافاتِ الثَّمرْ |
المشترى الحمدَ الرَّبيحَ | لايبالي ما خسرْ |
والطَّلقُ حتَّى ما تبي | نَ عسرة ٌ منَ اليُسرْ |
تكرعُ منْ أخلاقهِ | في سلسلٍ عذبِ الغدرْ |
لمْ يبقِ راووقُ الصِّبا | قذى ً بهِ ولا كدرْ |
ثمَّ فحلَّتْ أربعي | ين عشرة ٌ منَ العمرْ |
وفاتَ أحلامَ الكهو | ل وهو في سنِّ الغمرْ |
وأبصرَ اليومَ غداً | فلمْ يردْ إلاَّ صدرْ |
لا ضامهُ الخوفُ ولا | أطغاهُ في الأمنِ البطرْ |
على نداهُ باعثٌ | منْ نفسهِ لا يقتسرْ |
إذا أحسَّ فترة ً | لجَّ عليها ونفرْ |
لا يخلفُ الظنَّ ولا | يلقى الحقوقَ بالعذرْ |
علقتُ منْ ودِّكَ بال | مستحصفِ المثنى المررْ |
أملسَ لا تسحلهُ | بالغدرِ كفُّ المنتسرْ |
وكنتُ منْ حيثَ اقترح | تَ وأبي قومٌ أخرْ |
تعطي على الحفَّة ِ ما | يعطونَ والضَّرعُ دررْ |
والخيرُ منْ مالكِ لي | وإنْ وفى وإنْ كثرْ |
محبة ُ ما فوَّزتْ | نفسي منها في غررْ |
فما أطيرُ بأخٍ | محلِّقاً ما لمْ تطرْ |
ولا ينزَّى كبدي | إذا وصلتَ منَ هجرْ |
فابقَ على وغرِ الحسو | دِ نجوة ً منَ الغيرْ |
ترعاكَ عينُ الله لي | منْ شرِّ أعينِ البشرْ |
ما ذيَّلَ النيروزُ في | ثوبِ الرِّياضِ وخطرْ |
وكرَّ عامٌ مقبلٌ | وابقَ إلى أنْ لا يكرْ |
واسمعْ لها تهدي إلى ال | عرضِ الغنى وهي فقرْ |
تضوعُ في النَّاسِ بها | نوافجُ لسنُ السُّررْ |
سلَّمتِ الرِّيحُ لها | شرطَ الرَّواحِ والبكرْ |
كما تمطَّتْ بالخزا | مى لكَ أرواحُ السَّحرْ |
قهي بكمْ معقولة ٌ | وهي شرودٌ لا تقرّْ |
إذا بناتُ شاعرٍ | أُنِّثنَ أوْ كنَّ عقرْ |
فكلُّ بنتٍ ولدتْ | في مدحكمْ منِّي ذكرْ |
ترى حسودي حاضراً | ينشدُ وهو يحتضرْ |
تعجيلهُ عنْ نفسهِ | سابقة ً أمرَ القدرْ |
يصغي لها وودُّهُ | لو كانَ منْ قبلُ وقرْ |