أرشيف المقالات

إزالة المنكر فريضة إسلامية

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
إزالة المنكر فريضة إسلامية
 
عن أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقوُل: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لم يَسْتَطِعْ فَبلِسانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ اْلإِيمَانِ"؛ رواه مسلم.
 
أهمية الحديث:
هذا الحديث قاعدة من قواعد الدين، وهو يوضح لنا أنَّ الإنسان يلزمه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب الاستطاعة.
 
مفردات الحديث:
رأى: يُحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أنَّ المراد العلم بالخبر اليقين، والثاني أشمل وأعمُّ.
منكم: أي من المسلمين المكلَّفين، فهو خطاب لجميع الأمة.
منكرًا: وهو ترك واجب أو فعل حرام ولو كان صغيرة.
فليغيره: فليزله ويذهبه ويغيره إلى طاعة.
بيده: إن توقف تغييره عليها؛ ككسر آلات اللهو وإراقة الخمر، ومنع من يظلم عن الضرب ونحوه.
وذلك أضعف الإيمان: المراد أنَّ ذلك أدنى الإيمان، وأقله ثمرة.
 
فوائد الحديث:
1- يجب على الإنسان أن ينكر المنكر بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه.
 
2- في هذا الحديث بيان كيفية تغيير المنكــر ودرجاته:
أولًا: التغيير باليد:
ويشترط للتغيير باليد أن يكون مستطيعًا، فإن لم يستطع كأن يخاف أن يترتَّب على ذلك منكر أعظم أو مفسدة كبرى، فإنه لا يغير بيده.
 
وقد بدأ بتغيير المنكر باليد؛ لأنه أقوى درجات الإنكار؛ لأنه إزالة للمنكر بالكلية وزجر عنه.
 
ثانيًا: التغيير باللسان:
كالتذكير والترغيب والترهيب والوعظ.
وإذا لم يستطع التغيير باللسان لوجود مانع، فإنه لا يغير بلسانه.
 
ثالثًا: التغيير بالقلب:
وهذه واجبة على الجميع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فأما القلب فيجب بكل حال؛ إذ لا ضرر في فعله، ومن لم يفعله فليس هو بمؤمن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وذلك أدنى أو أضعف الإيمان)، وقال: (ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)، وقيل لا بن مسعود رضي الله عنه: "مَن ميِّتُ الأحياء؟ فقال: الذي لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا".
 
3- من قدر على خصلة من خصال الإيمان وفعلها، أفضل ممن تركها عجزًا.
 
4- المنكر ما أنكره الشرع.
 
5- العمل ثمرة الإيمان.
 
6- وجوب الإنكار متعلق بالقدرة.
 
7- يُسر الشريعة حيث رتَّبت الإنكار على الاستطاعة.
 
8- الإنكار بالقلب لا يعذر في تركه أحد، وعدم إنكار المنكر بالقلب دليل على ذهاب الإيمان منه، ولهذا روي عن ابن مسعود رضي الله عنه: هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر.
 
9- من لوازم الإنكار بالقلب مفارقة المنكر وأهله؛ لقوله تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68].
 
10- أن الإيمان يتفاوت، ويقوى ويضعف، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢