نبّهتُ سعداً والأفقْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
نبّهتُ سعداً والأفقْ | أدهمَ شارفَ البلقْ |
وصادحَ الفجرُ على ال | مفحصِ بعدَ ما نطقْ |
فارتاعَ ثمَّ قامَ فاه | تزَّ لها ثمَّ انطلقْ |
لهفانْ لا على الكرى | حيرانُ لا منْ الفرقْ |
مدارياً أجفانهِ | بينَ السهادِ والأرقْ |
وقالأمرك ما | ذاكَ عرا وما طرقْ |
اصدعْ بهِ امضِ لهُ | أطقتهُ أو لمْ أطقْ |
قلتُ الجلوسُ في كسو | رِ البيتِ أفنٌ وخرقْ |
والعزَّ ما أفادهُ | هجرُ الجدارِ والفرقْ |
راخِ لها فادنُ بها | ناشطة ً منَ الرِّبقْ |
يبزلها استنانها | بينَ المثاني والحققْ |
لها منْ اعتيادها | أدلّة ٌ على الطُّرقْ |
تغني إذا اللّيلُ دجا | عنْ النجومِ بالحدقْ |
قمْ نشترِ العزّ بها | بيعَ النضار ِبالورقْ |
وافككْ منَ العارِ بها | عنقكَ وخدّاً وعنقْ |
والمرءُ في دارِ الأذى | عبدٌ فإنْ سارَ عتقْ |
جبْ طبِّقْ الأرضَ بنا | فما على الأرضِ طبقْ |
قدْ مزجَ النّاسُ فكمْ | تشربُ شوباً ورنقْ |
خانَ الثقاتُ فبمنْ | ندفعْ ضيماً أو نثقْ |
وا لهفتي إلى صدي | قٍ قالَ خيراً فصدقْ |
وصاحبٍ مستصرخٍ | يسمعُ الشكوى فيرقّْ |
طار الوفاءُ فترى | بأيِّ جوٍّ قدْ لحقْ |
لولا ابنَ أيوّبَ لما | خلتُ أخا صدقٍ صدقْ |
ولا رأيتُ خلقاً | يعجبُ منْ هذي الخلقْ |
لمْ تتركْ الأيّامَ غي | رَ مجدهِ ولمْ تبقّْ |
على عميدُ الرؤسا | ءِ وقفَ الظنُّ المحقّْ |
والنّاسُ ما عدوتهُ | خوالبُ البرقِ الشفقْ |
يفديهِ كلُّ وغرٍ ال | صّدرُ على الفضلِ حنقْ |
دعاؤهُ لوفرهِ | جمعتهُ فلا افترقْ |
لمْ ترتدعْ بعرضهِ | سيادة ٌ ولمْ تلقْ |
قدْ غلطَ الدّهرُ لهُ | حمقاً وفي الدّهرِ حمقْ |
فما لهُ منْ سوددِ ال | أوحدِ إلاّ ما سرقْ |
سقى الحياة ُ كفّاً إذا | جفا الحيا فهي تدقْ |
وحيّتْ النعمة ُ منْ | أعطى منها ما استحقّْ |
مصطحباً منْ نشوا | تِ المكرماتِ مغتبق |
مذْ سكرتْ أخلاقهُ | منَ السماحِ لمْ يفقْ |
راهنَ في شوطِ النّدى | جرى الرياحَ فسبقْ |
وحالمَ الطودَ فخ | فَّ الطودُ عنهُ ونزقْ |
أبلجَ نورُ وجههِ | يخطفُ عيني منْ رمقْ |
وسائدَ الدستِ بما | شعشعْ منهُ تأتلقْ |
يطمعُ فيهِ بشرهُ | إذا استدرَّ فاندفقْ |
وتوئسِْ الهيبة ُ منْ | حصاتهِ أنْ تسترقْ |
فعفوهُ ليلٌ ندٍ | وبطشهُ يومٌ صعقْ |
ناصحْ للخليفتينِ | حدثُ الرأى شفقْ |
وردَّ في نصابهِ | ما كانَ شذَّ ومرقْ |
مستدركاً بنصحه | ثغرة َ كلِّ ما انفتقْ |
سارَ منَ العدلِ على | محجَّة ٍ لمْ تخترقْ |
متّسقاً سعى الإما | مُ نسقاً بعدَ نسقْ |
على اقتفاءِ أمرهِ | في كلِّ ما جلَّ ودقّْ |
فالباسُ والإسلامُ في | جماعة ٍ لا تفترقْ |
نظمتَ دارَ الملكِ ح | تّى التأمتْ وهي حذقْ |
ينسخْ إيمانكَ في | ها شرعَ كلَّ منْ فسقْ |
وهي الّتي يختبرْ ال | مبطلُ فيها والمحقْ |
وتلتقي الطاعاتُ في | أبوابها وتتفقْ |
ويستوي الملوكُ في | ها خاضعينَ والسُّوقْ |
رعيتها بمرهفٍ | أجفانهُ لا تنطبقْ |
يمضي مضاءَ السيفِ قدْ | جرَّبتهُ إذا مشقْ |
تخالُ صبغَ النَّقسِ في | سنانهِ صبغَ العلقْ |
يصدرْ عنْ تنفيذهُ | باللطفِ ما عزَّ وشقّْ |
فالرمحُ منهُ مااستقام | واللّواءُ ما خفقْ |
فلا عدمتَ آسيا | كدَّ العلاجَ فرفقْ |
يبرمُ ما يفتلُ بال | حزمِ ويفري ما خلقْ |
أنتَ الّذي خلصتَ لي | والنّاسُ غدرٌ وملقْ |
أسغتني الودَّ وهمْ | بينَ الغصاصِ والشرقْ |
عهدٌ حديثٌ بالوفا | ءِ عهدهُ وإنْ عتقْ |
تجدُّهُ لبستهُ | وكلُّ ملبوسٍ خلقْ |
كمْ حادثٍ عنّي أمط | تَ بعد ما كانَ علقْ |
ومثقلٍ حملتهُ | لولا قواكَ لمْ يطقْ |
فما لإعراضٍ طرا | ينسخُ إقبالاً سبقْ |
وما لسانعن بذي | ّاتي بعدَ ما عشقْ |
يتركهنَّ باردَ ال | قلبِ يعالجنَ الحرقْ |
يندبنَ آثاراً وعهدا | كانَ حرّاً فأبقْ |
وعيشة ً عندكمُ | بيضاءَ خضراءَ الورقْ |
معْ النسَّياتِ غرابُ ال | هجرِ فيها قدْ نعقْ |
تشكو الظما بحيثِ | كنَّ أبداً تشكو الغرقْ |
ما طرقتْ في حاجة ٍ | باباً لكمْ إلاّ غلقْ |
هذا على اقتناعها | منكمْ بما بلَّ الرمقْ |
وأنّها لا تستبلُّ ال | ماءَ حتّى تختنقْ |
وهي على جفائكمْ | تحنو عليكمْ فترقّْ |
فما تغبُّ وافدات | ٍرفقاً على رفقْ |
لا يلتوي عنكمْ لها | لا ناظرٌ ولا عنقْ |
تبضعكمْ جوهرها | أكسدَ فيكمْ أو نفقْ |
تهدي إلى أعراضكمْ | نشراً إذا سارَ عبقْ |
في كلِّ يومٍ حسنهُ | وحسنها لا يفترقْ |
تجلي لكمْ في حليها | موشَّحاً ومنتطقْ |
تضمنْ ألفاً مثلهُ | يأتي بها على نسقْ |