أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أرى طرفها أنّ الخضابين واحدُ | و لكنه ما بهرجَ الشيبَ ناقدُ |
ضلالة ُ حبًّ غادرتني مزورا | عذاري وإني لو أفقتُ لراشدُ |
يقولون عمرُ الشيبِ أطولُ بالفتى | و ما سرني أني مع الشيبِ خالدُ |
أماضٍ فغدارٌ زمانٌ أباحني | حريمَ الهوى أم حافظٌ لي فعائدُ |
و دارينِ من عالي الصراة ِ سقتها ال | بوارقُ ربعيَّ الهوى والرواعدُ |
ألفتهما والعيشُ أبيضُ ضاحكٌ | بربعهما والظلُّ أخضرُ باردُ |
و ندمانُ صبحي صاحبٌ متسمحٌ | معي وضجيعُ الليل إلفٌ مساعدُ |
و أخرسُ مما سنت الفرسُ ناطقٌ | يهبُّ رياحا روحه وهو راكدُ |
على صدره بالطول سبعٌ ضعائفٌ | تدبرها بالعرضِ سبعٌ شدائدُ |
و خمسٌ سكونٌ تحت خمسٍ حواركٍ | تمدُّ ثلاثاً يمتطيهنَّ واحدُ |
يشردُ من حلم الفتى وهو حازمٌ | فيرجعُ عنه فاسقا وهو عابدُ |
و قوراءُ ماءُ الكرم أحمرُ ذائبٌ | عليها وماء التبر أصفرُ جامدُ |
تمثلُّ بهرامَ الكواكبِ قائما | بها حيثُ بهرامُ الأكاسر قاعدُ |
أميرانِ يخفي قائمَ السيفِ قابضٌ | عليه ويبدي درة َ التاج عاقدُ |
تبينُ وحباتُ المزاج نوازلٌ | و تخفي وحبات الحبابِ صواعدُ |
مصالحُ عيشٍ والفتى من خلالها | إذا لاحظ الأعقابَ فهي مفاسدُ |
و دنيا لسانُ الذمّ فيها محكمٌ | و لكنها عند الحسين محامدُ |
اليكم بني الحاجاتِ إنيَ رائدٌ | ليحبسَ جارٍ أو ليبركَ واخدُ |
أبٌ بكمُ برٌّ وأنتم معقة ٌ | أخٌ لكمُ دنياً وأنتم أباعدُ |
حبيبٌ إليه ما غنمتم كأنه | إذا جادَ مرفودٌ بما هو رافدُ |
أناة ُ ومن تحت القطوبِ تبسمٌ | أواناً وفي عقب الأناة ِ مكايدُ |
محاسنُ لا ينفكّ ينشرُ حامدٌ | لها بعضَ ما بطوي على الغلَّ حاسدُ |
و لما جلاك الملكُ في ثوب جسمه | تراءت على قدر العروس المجاسدُ |
أثبتُ بها عذراء ما افتضَّ مثلها | سوى ربها ما كلُّ عذراءَ ناهدُ |
بهائية تعزي لأشرفِ نسبة ٍ | لتيأس منها كلُّ نفسٍ تراودُ |
لها أرجٌ للعز باقٍ وإنها | على عزّ من تهدى إليه لشاهدُ |
على منكب الفخر استقرت ولم تكن | تلاقيك لو لم تدرِ أنك ماجدُ |
أبانَ بها ما عنده لك إنما | تحلى لإكرام السيوف المغامدُ |
فزاد بهاءَ الدولة ِ اللهُ بسطة ً | على أيّ علقٍ منك أضحى يزايدُ |
لئن كان سيفا مرهفَ الحدّ إنه | ليعلمُ علمَ الحقّ أنك ساعدُ |
أتانيَ ليلا قرَّ عينا مبشري | فأيقظن وهنا وإني لراقدُ |
قمتُ فكفٌّ يشكر الدهرَ كاتبٌ | ثناك وخدٌّ يشكر اللهَ ساجدُ |
و ناديتُ فانثالتْ معانٍ كأنّ ما | تنظمه منها القوافي فرائدُ |
و تنقدن لي ما سرنَ ظهرَ مدائحي | إليك وهنَّ عن سواك حوائدُ |
و ما كنّ مع طول القيام صواديا | ليسرحنَ إلا حيث تصفو المواردُ |
و لست كمن يعطي الأسامي نوالهُ | إذا جاد تقليدا وتلغى القصائدُ |
و ما الشعرُ إلا ما أقامت بيوته | و سارت فأضحى قاطنا وهو شاردُ |
و ما هو إلا في رقابٍ إذا فشا | به الحفظُ أغلالٌ وأخرى قلائدُ |