بين النقا فثنية ِ الحجرِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
بين النقا فثنية ِ الحجرِ | سمراءُ ترقبُ بالقنا السمرِ |
رصفتْ قلائدها بما سفكتْ | من فيض دمعٍ أو دمٍ هدرِ |
ما شئتَ من حبَّ القلوب أو ال | اجفان في بيضٍ وفي حمرِ |
نزلتْ منى ً أولى ثلاثِ منى ً | فقضت نجيزة ليلة النفرِ |
و جلتْ لأربع عشرة قمرا | و الشهرُ ما أوفى على العشرِ |
ترمى الجمارَ وبين أضلعنا | غرضٌ لها ترميه بالجمرِ |
من لي على عطلي بغانية ٍ | شبتْ وشبتُ وعمرها عمري |
لم تنو في قسمٍ تحلتهُ | إلا إذا حلفتْ على الهجرِ |
قالت وليمت في ضنا جسدي | طرفي على َ إسقامه عذري |
و استسقيتْ لظمايَ ريقتها | فاستشهدتْ بالآي في الخمرِ |
و تقول للعذالِ مغضبة ً | شيبته من حيثُ لا يدري |
قبلتُ عصياناً عوارضه | عمدا فأعدى شعرهُ ثغري |
و أخٍ مع السراء من عددي | و عليّ في الضراء والشرَّ |
تطوى حشاه على تبسمهِ | أضلاعَ مشرجة ٍ على الغمرِ |
مولاي والأحداثُ مغمدة ٌ | فإذا انتضينَ فرى كما تفرى |
تعبٌ بحفظ هناتِ ميسرتي | حتى يعددها على العسرِ |
الدهرُ ألينُ منه لي كنفا | لو كان يتركني مع الدهرِ |
و مغيمَّ المعروف يخدعني | إيماضُ واضحيته بالبشرِ |
سكنَ اليفاعَ وشبَّ موقده | نارا يغرُّ بها ولا يقرى |
ذي فطنة ٍ في الشكر راغبة ٍ | و غباوة ٍ بجوالب الشكرِ |
فإذا مدحتُ مدحتُ ماطرة ً | و إذا عصرتُ من صخرِ |
لا طاب نفساً بالنوالِ ولا | مخضَ المودة َ زبدة َ الصدرِ |
و أرادني من غير ثروتهِ | أن أستكين لذلة الفقرِ |
ينجو بعرضي أن يضام له | عرضُ الفلاة ِ وغضبة ُ الحرَّ |
و تنجزُ الأيام ما وعدتْ | في مثله وعواقبُ الصبرِ |
و مؤيد السلطان عالية ً | يده بتأييدي وفي نصري |
لو شئتُ فتُّ سرى النجوم به | و خفيتُ عن ألحاظها الزهرِ |
و لبلغتني المجدَ سابحة ٌ | بالظهرِ ليست من بني الظهرِ |
ترتاح للضحضاح خائضة ً | و تكدُّ بالمتعمقِ الغمرِ |
تجري الرياح على مشيئتها | فتخالُ طائرة ً بما تجري |
و إذا شراعاها لها نشرا | خفقتْ بقادمتين من نسرِ |
في جانبٍ لينٌ يدفعها | و خطارها في جانبٍ وعرِ |
يحدو المطيَّ الزاجرون له | و تساقُ بالتهليل والذكرِ |
من لي بقلبٍ فوقها ذكرٍ | مصغٍ لعذلي تابع أمري |
قالوا الشجاعة َ إنه غررٌ | متقاربُ الميقاتِ والقدرِ |
يومان في لجًّ فإن فضلا | بزيادة ٍ قبلية العبرِ |
هيهات منى ّ ساحلٌ يبسٌ | و البحرُ يفضي بي إلى البحرِ |
القصدُ والمقصودُ من شبهٌ | في الجود أو حدٌّ من الغزرِ |
ما أنَّ إلا أنَّ ذا أجنٌ | ملحٌ وذاك زلالة ُ القطرِ |
جاري الملوكَ فبذهم ملك | سبق القوارحَ في سني مهرِ |
و أرى بني الستين عجزهمُ | في الرأي وهو ابنُ اثنتي عشرِ |
لا طارفُ النعماءِ منزعجٌ | فيها ولا مستحدثُ الفخرِ |
من وارثي العلياء ما اغتصبوا | مجدا ولا ملكوه بالقهرِ |
أرباب بيتِ مكارمٍ عقدوا | أطنابه بأوائل الدهرِ |
ضربوا على الودلَ استهامهمُ | و تقاسموا بالنهي والأمرِ |
في كلّ أفقٍ منهمُ علمٌ | مرعى العفاة ِ وسدة ُ الثغر |
أبنا مكرمَ وهي معرفة ٌ | نصروا اسمها بإهانة الوفرِ |
قطنوا وسار عطاؤهم شبها | بالبحر قامَ وملكهُ يسرى |
في كلّ دارٍ من مواهبهم | أثرُ الحيا في البلدة القفرِ |
و ملكتَ يا ذا المجد غايتهم | ما للبهامِ فضيلة الغرَّ |
زيدتهم شرفا وبعضهمُ | لأبيه مثلُ الواوِ في عمرو |
سدوا بك الغاراتِ منفردا | فملأتَ صفَّ الجحفل المجرِ |
و دجا ظلامُ الرأي بينهمُ | فوضحتَ فيه بطلعة ِ الفجرِ |
و أبوك يومَ البصرة ِ اعترفت | قممُ العدا لسيوفه النكرِ |
ألقى عصا من عزمة ٍ بترتْ | آياتها حدَّ الظبا البترِ |
لقفتْ على الكرجيَّ ما أفكتْ | كفاه من كيدٍ ومن مكرِ |
فمضى يخيرَّ نفسه خورا | ذلين من قتل ومن أسرِ |
يجدُ الفرارَ أحبَّ عاجلة ً | لو كفَّ غربُ الموتِ بالفرَّ |
و رأت عمانُ وأهلها بك ما | أغنى الفقيرَ وأمنَ المثرى |
صارت بجودك وهي موحشة ٌ | أنسَ الوفودِ وقبلة َ السفرِ |
يفديك مبتهجٌ بنعمته | أسيانُ في المعروف والبرَّ |
ألهاه طيبُ المالِ يحرزهُ | عن طيبِ ما أحرزتَ من ذكرِ |
يبغى عثارك وهو في تعبٍ | كالليل طالبُ عثرة ِ البدرِ |
قد قلتُ لما عقَّ دع مدحي | زينُ الكفاة أبرُّ بالشعرِ |
اتركْ مقاماتِ العلاء له | متأخرا فالصدرُ للصدرِ |
يا نازحا ورجاءُ نعمتهِ | مني مكانَ السحرِ والنحرِ |
هل أنت قاضٍ فيَّ نذرك لي | فلقد قضت فيك المنى نذري |
أيامَ وحدي الوفاءُ وك | لّ الناس من نكثٍ ومن غدرِ |
و أرى نداك اليومَ في نفرٍ | لم يشركوا في ذلك العصرِ |
اردد يدي ملأى وحاش لمن | يعتامُ جودك من يدٍ صفرِ |
و اعطفْ عليَّ كما صددتَ أذقْ | طعميك من حلوٍ ومن مرَّ |
و البسْ من النعماء سابغة ً | لا تدريها أسهمُ الدهرِ |
تعمى النوائبُ عن تأملها | و تطيلُ فيها نومة َ السكرِ |
مهما تعدْ خلقاً فجدتها | تزداد بالتقليبِ والنشرِ |
و اسمعْ أزركَ بكلّ مالئة ٍ | عينَ الضجيع خريدة ٍ بكرِ |
نسجُ القريحة ِ ثوبُ زينتها | و حليها من صنعة الفكرِ |
من سحر بابلَ نفثُ عقدتها | سارٍو بابلُ منبتُ السحرِ |
و كأنما ساقَ التجارُ بها | لك من صحارَ لطيمة َ العطرِ |
تمسي لها الآذانُ آذنة ً | و لو انهنّ حجبنَ بالوقرِ |
حتى أراك وأخمصاك معا | قرطانِ للعيوق و النسرِ |
هذي الهديُّ عليَّ جلوتها | و عليكم الإنصافُ في المهرِ |