خدعُ الزمانِ مودة ٌ من ثائرِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خدعُ الزمانِ مودة ٌ من ثائرِ | و منى َ الحياة ِ وتيرة ٌ من غادرِ |
نغترُّ بالباقين منا والذي | فرسَ المقدمَ رابضٌ للغابرِ |
و إذا ذوي من دوحة ٍ غصنٌ فيا | سرعانَ ما يودى بأخرَ ناضرِ |
يا عاشقَ الدنيا النجاءَ فإنها | إن ساعدتْ وصلتْ بنية هاجرِ |
لا تخدعنك بالسرابِ فلم تدع | ظناً يرجم فيه وجهُ السافرِ |
واردد لحاظك عن زخارفها تفزْ | إنّ البلاءَ موكلٌ بالناظرِ |
خذل المحدثَ نفسه بوفائها | تصريحها بالغدرِ في ابن الناصر |
مشت المنونُ إليه غيرَ محصنِ ال | جنباتِ واغتالته غيرَ محاذرِ |
و لو انتحته لأنذرتهْ وإنما | شبَّ الفجيعة َ أن أصيبَ بعاثرِ |
صرعته مسبلة َ الكمامِ وإنما | يقع التحفظُ من ذراعيَ حاسرِ |
لم ينجهِ البيتُ المطنبُ بالكوا | كبِو المعمدُ بالهلالِ الزاهرِ |
و النسبة ُ العلياءُ إن هي شجرتْ | زلقتْ معارجها بكلَّ مفاخرِ |
و عصائبٌ مضرية ٌ قرشية ٌ | خلقوا لحفظِ وشائجٍ وأواصرِ |
يتراكضون إلى تنجزِ ثأرهم | و لو أنه عند الغمام السائرِ |
من كلَّ أبلجَ منكباه لواؤه | بضفيرتيه السمهرية َ ضافرِ |
بردُ النسيم إذا تربعَّ عنده | حرُّ الهجيرِ إذا عرافي ناجر |
أنسٌ بأسبابِ الطلابِ كأنه | و لو امتطى النكباءَ غيرُ مخاطرِ |
كلا ولا أغنته عفة ُ نفسه | عن عاجلٍ يرضى سواه حاضرِ |
و لقاؤه شهواتهِ ببصيرة ٍ | معصومة ٍ عنها وذيلٍ طاهرِ |
نرجو لصالحنا تطاولَ عمره | تعبٌ رجاءُ ولادة ٍ من عاقرِ |
لو خلد ابنُ البرَّ أو أمنَ الردى | لعفافه لم يولدَ ابنُ الفاجرِ |
أو كان يسلم بالشجاعة ِ ربها | لم تطوِ مقبورا حفيرة ُ قابرِ |
بالكرهِ فارق سيف عمروٍ كفه | و تقلصت عن رمحه يدُ عامرِ |
سقت الغيوثُ أبا الحسين ثراك ما | سقت الحسينَ أباك عينُ الزائرِ |
و من الغرام وفيه ماءٌ هامعٌ | منه دعايَ له بماءٍ قاطرِ |
أبكيك لا ما تستحقُّ وجهدُ ما | تسعُ الصبابة ُ أن تسيلَ محاجري |
و اشارك النواحَ فيك بأنني | أرثيك فالتأبين نوحُ الشاعرِ |
و أما وبدريْ هاشمٍ وَ لديكَ ما | مبقيهما ذكرا له بالداثرِ |
إن لا يكونا نسلَ ظهرك فالذي | نشراه بابنِ الظهر ليس بناشرِ |
و إذا الفتى ضعفتْ مؤازرة ُ ابنه | في الأمر فابنُ الأختِ خيرُ مؤازرِ |
أبواك وابناك الفخارُ بأسرهِ | و المجدُ يورثُ كابرا عن كابرِ |
لا تحسبنَّ الموتَ حماهما | فالسارقُ المغتالُ غيرُ القاهرِ |
أقسمتُ لو لحقاك قبلَ وصوله | ما كان بينهما عليك بقادرِ |
منْ مبلغٌ حياً يجمعُ عزهُ | غرْ بيْ حسامِ بني الحسين الباترِ |
صبرا وإن فرك العزاءُ فإنه | كنزُ الثوابِ ذخيرة ٌ للصابرِ |
هو حكمُ عدلٍ لا يردُّ وكان ما | يهنُ القلوبَ لو أنه من جائرِ |
حفظَ العلا لكما مشيدُ عرشها | بكما فلا معمورَ بعد العامرِ |
و إذا جرتْ ريحُ الحوادث عاصفا | فلتنحرفْ عن ذا الخضمَّ الزاخرِ |
و كفى حسودَ كما الشقيَّ علاجهُ | غيظ الهجينِ من العتيقِ الضامرِ |
لا غرني منه السكوتُ فإنه | خوفَ العقابِ سكينة ٌ في نافرِ |