إذا عارضٌ نحو أرضٍ عدلْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إذا عارضٌ نحو أرضٍ عدلْ | وطاب الهواءُ له واعتدل |
ومرَّ فجانبَ صوبَ الجنو | بِ منحدراً بالشَّمال اشتملْ |
إذا شام دارَ كرامٍ جرتْ | عزاليهِ أو دارَ لؤمٍ عزلْ |
بفارسَ أمَّ ودارُ الحسي | ن أحببْ بشيرازَ منها نزلْ |
ومن جاورَ الغيثَ أنَّى أقا | م يتبعه الغيثُ أنَّى رحلْ |
فساهمهُ من عبرتي ما أطاقَ | وحمَّله من زفرتي ما حملْ |
وقل إن سئلت بشيرازَ مَنْ | قتيلُ اشتياقٍ إلينا نقلْ |
وواليكمُ لم يحله البعادُ | وعاشقكم لم يرعه العذلْ |
يؤمِّل كبتَ أعاديكمُ | وقد حقّق الله ذاك الأملْ |
وخانك من كذَّبته الظنونُ | وكذَّب فيك الرُّقى والحيلْ |
رضى ً بالوشاية دون اللقاء | وما تلك من عزمات البطلْ |
إذا سرتَ منتصراً بالنهو | ضِ كاتبَ معتذراً بالفشلْ |
فكان لك السؤلُ لمّا نهضتَ | وكانَ له السوءُ لمّا نكلْ |
هنتكَ وشائحُ علَّقتها | يدَ الملك عروتها ما تُحلْ |
وغنَّاءُ من راية ٍ أسكنت | ك ظلاًّ لها ليس بالمنتقلْ |
وبعدُ فسلْ بفؤادي وعن | تلاعبِ شوقي به لا تسلْ |
وظنَّ بعينيَّ لا ما يُقرُّ | إذا فاض دمعُهما فانهملْ |
أمرُّ بدارك مستسقياً | فأرجعُ وهي عدادُ العللْ |
أردِّدُ هل زمني راجعٌ | بربعكِ قالت نعم بعد هل |
تمهَّلْ فغير بعيدٍ تراه | وكم عجلَ الحظُّ بعد المهلْ |
ويأمرُ فيك بما لا يُرَدُّ | ليس كما خالف ابن الجملْ |
فقلتُ أقصُّ عليه الحديثَ | لعلِّيَ أنصفُ قالت أجلْ |
لك الخيرُ شكوى ذليلِ السؤا | لِ لو كنتَ حاضره لم يذِلْ |
كرمتَ ابتداءً كما قد علم | تَ كالغيث لم ينتظرْ أن يُسلْ |
فعارضَ أمرك بالإمتنا | ع علجٌ إذا خفَّ رضوى ثقلْ |
وقال ويكذبُ سيّانِ ما | أحيل عليَّ وما لم يُحلْ |
وقد كنتُ كاتبتُه مرّة ً | فأبرمَ ما بيننا وانفصلْ |
فأحسب أنّ عبيدَ الصلي | ب تذكرُ ما بيننا من ذحلْ |
وما جنت الفُرسُ أولى الزمانِ | على الروم فاقتصَّني بالأُولْ |
كأنّي أنا قلت في مريمٍ | وحاش لها من تقيّ الحبلْ |
وشاركتُ في دمِ عيسى الي | هودَ كما عنده أنّ عيسى قُتلْ |
وهدّمت مذبح مرسرجسٍ | وأطفأتُ قنديله المشتعلْ |
وحرّمت وحدي دون الأنا | م من لحمِ خنزيره ما استحلْ |
وكشَّفتُ عن ولدِ الجاثليق | وما عرفوا جاثليقا نسلْ |
ولمْ لا يغالطُني في الحسا | ب من عنده أنّ ربّاً نجلْ |
وأن ثلاثته واحدٌ | ويزعم من ردَّ هذا جهل |
وعندي له الأسهمُ القاصدا | تُ بشرّ المقاولِ سودَ المقلْ |
قوافٍ تؤدُّ فلو عدِّلتْ | على جنب والدهِ ما حملْ |
فمرني فيه ودعه معي | فوارحمتا من يدي للسِّفلْ |
ومن أكلَ السُّحتَ كلبٌ إذا | سمحتَ بمالك عفواً بخلْ |
متى كان أمرك لولا الشُّقى | يُردُّ وحاشاك ممّا فعلْ |