سلْ أبرقَ الحنَّانِ واحبسْ بهِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
سلْ أبرقَ الحنَّانِ واحبسْ بهِ | أينَ ليالينا على الأبرقِ |
وكيفَ باناتٌ بسقطِ اللِّوى | ما لمْ يجدها الدَّمعُ لمْ تورقِ |
هلْ حملتْ لا حملتْ بعدنا | عنكَ الصِّبا عرفاً لمستنشقٍ |
جدَّدَ ما جدَّدَ منْ لوعتي | أخذُ البلى منْ ربعكَ المخلقِ |
لتبخلَ الأنواءَ أو فلتجدْ | عليكَ بالمنهمرِ المغدقِ |
أغناكَ صوبُ الدَّمعِ عنْ منَّة ٍ | أحملها للمرعدِ المبرقِ |
دمعٌ على الخيفِ جنى ما جنى | بكاءَ حسَّانَ على جلَّقِ |
للهِ رهنٌ لكَ يومَ القنا | لولا وفاءُ الحبِّ لمْ يغلقِ |
يا سائقَ الأظعانِ رفقاً وإنْ | لمْ يغنِ قولي للعسوفِ ارفقِ |
أؤاخذُ الحادي ونفسي جنتْ | لو شئتُ لمْ أبكِ ولمْ أشتقِ |
لولا زفيري خلفَ أجمالهمْ | ووخزُ أنفاسي لمْ تنسقِ |
يا غدرَ منْ لمْ أكُ منْ غدرهِ | بخائفِ القلبِ ولا مشفقِ |
ما لغريمي قادراً واجداً | يمطلُ مطلَ الفاجرِ المملقِ |
وما على اللائمِ في حبِّهِ | ما ضاعَ منْ حلمي أو ما بقي |
أنفقتُ لبِّي في الهوى طائعاً | والخلفَ العاجلُ للمنفقِ |
لا تبدؤا بالعذلِ صدري فما | أستنجدُ الماءَ على محرقي |
سمَّيتَ لي نجداً على بعدها | يا ولهَ المشئمِ بالمعرقِ |
داوِ بها حبِّي فما مهجتي | أوَّلُ مخبولِ بنجدٍ رقي |
ومنكرٍ شمطاءَ مدَّتْ إلى ال | خمسينِ يدلوها فلمْ تحلقِ |
جنتْ شطاطي وجنتْ ما جنتْ | منْ صدأٍ عمَّ على رونقي |
لا بدَّ انْ يفتقَ على فجرها | وإنْ تمادتْ ليلة ُ المغسقِ |
ما ضرَّها خائنة ً لو وفتْ | أو ضرَّني لو كنتُ لمْ أعشقِ |
كانَ مشيباً ضلَّ عنْ نهجهِ | فدلَّهُ الحبُّ على مفرقي |
وموقظٍ هبَّ على غرَّة ٍ | يطرقني ساعة َ لا مطرقِ |
والنَّجم حيٌّ نبضهُ راسبٌ | في لجَّة ِ الخضراءِ لمْ يغرقِ |
قالَ انتبهِ للحظِّ كمْ خفقة ً | على مهادِ الخاملِ المخفقِ |
حتَّامَ تحويلٌ على عسرة ٍ | حلِّقْ إلى النِّسرِ بنا حلِّقِ |
قلتُ بغيري فتحرَّشْ لها | فالنهضة ُ الخرقاءُ للأخرقِ |
أما ترى المالَ وجمَّاتهُ | في قلبٍ تنهارُ بالمستقي |
يسوغُ بالعينِ فمنْ رامهُ | بالفمِ قالَ المنعُ ردْ تشرقِ |
وما انتفاعي بحياً واسعٍ | تخفرهُ ذاتُ جداً ضيِّقِ |
لا مسَّ للحرمانِ عندي إذا | كنتُ من البخَّالِ لمْ أرزقِ |
لا أجلبُ الرزقَ إذا لمْ يكنْ | يدرُّ منْ أكرمِ مسترزقِ |
قناعة ٌ أعتقَ عزِّي بها | عنقي وعندَ الحرصِ لمْ يعتقِ |
حلفتُ بالخضَّعِ أعناقها | تذرعْ بالواخدِ والمعنقِ |
كالسَّطرِ بعدَ السَّطر مخطوطة ٌ | منْ صفحة ِ البيضِ على مخرقِ |
ينصُّها السَّيرُ على لاحبٍ | مثلَ صليفِ الجملِ الأورقِ |
تقدحُ صفَّاحَ الثَّرى كلَّم | لاحكتِ الأعضاءَ بالأسؤقِ |
تسمحُ للجلمدِ أخفاقها | بكلِّ ما يعرقُ أو يتنقي |
يطلبنَ محجوباً عتيقَ البنى | لولا دفاعُ اللهِ لمْ يعتقِ |
والأسودُ الملثومُ أحوالهُ | منْ كلِّ أوبٌ فرقٌ تلتقي |
تهوي بشعثٍ بدَّلوا سهمة ً | بكلِّ ضاحٍ لونهُ مونقِ |
زفُّوا جماماً وعدوها منى ً | متى تضعْ أوزارها تحلقِ |
لولا ابنُ أيَّوبَ وآباؤهُ | لمْ يبضعْ الفضلُ ولمْ ينفقِ |
ولا سرى ملكُ بني هاشمٍ | فألحقَ المغربَ بالمشرقِ |
لقدْ اوى منهمْ إلى هضبة ٍ | تزلُّ عنها قدمُ المرتقي |
همْ عزَّزوهُ ورموا دونهُ | بكلِّ مطرورِ الشَّبا مطلقِ |
يطيعهُ الموتُ إذا ماعصتْ | بهِ يمينُ الخاطبِ المفلقِ |
نصرُ بني الأشهلِ منْ قبلهمْ | على بني الأحمرِ والأزرقِ |
وما وهى إلاَّ غدا ممسكاً | منهمْ بثنيِ الأحصفِ الأوثقِ |
لا كرجالٍ قلَّدوا حكمهُ | فخلطوا الممذوقَ بالرِّيَّقِ |
منْ كلِّ ناسٍ في غدٍ بعثهُ | لمْ يرهبَ اللهَ ولمْ يتقِ |
باعَ هداهُ طائعاً عنْ يدٍ | يداً على التَّوفيقِ لمْ تصفقِ |
يرتفقُ الأجرَ على دينهِ | لو كانَ حرَّ الدِّينِ لمْ يرفقِ |
حتى كفا اللهُ فمدَّتْ يدٌ | طولى يقي اللهُ لها منْ تقي |
دلَّتْ وقامتْ في أبي طالبٍ | شهادة َ المورقِ للمعرقِ |
شفتْ بهِ الدَّولة ُ بعدَ الصَّدى | جلجالة ٌ أمُّ حياً مطبقِ |
زلالة ٌ طيِّبة ٌ ريحها | ما قيلَ للسَّاقي بها رقِّقِ |
جاءتْ بمجنى ً ماؤهُ مخصبٌ | أدركَ بعدَ المحصبِ المصعقِ |
كانتْ على الفترة ِ لمْ تحتسبْ | مفتاحَ بابِ الفرجِ المغلقِ |
إنَّ الإمامينِ بهِ استرعيا | فتى ً لغيرِ الخيرِ لمْ يخلقِ |
مرُّ القلى والسَّخطِ حلوُ الرِّضا | والوجهُ الأخلاقُ والمنطقِ |
طالَ بكفٍّ رطبة ٍ عفَّة ٍ | مذ بسطتْ للجودِ لمْ تطبقِ |
أغنتهما منْ قبلِ تجريبها | كالسَّيفِ يعطي العتقَ بالرَّونقِ |
جلتْ دجى الظُّلمِ لهُ نقبة ً | بمثلها الظَّلماءُ لمْ تفتقِ |
فأدركاهُ غرضاً قطُّ لمْ | ينبضْ لهُ الظَّنُّ أو يرفقِ |
نصحاً كما شاءَ ورأياً متى | يقلْ بغيبٍ قولة ً يصدقِ |
فكمْ حشاً قرَّتْ على أمنها | بعدَ افتراشِ الحذرِ المقلقِ |
لمْ تكُ يا بازلُ في حملها | مقطِّراً تظلعُ بالأوسقِ |
ولا دخيلَ الظَّهرِ في صدرها | مدلساً بالنَّسبِ الملصقِ |
لمْ نعقتعدها رغبة ً في اللُّها | ولمْ تخفِ ضيماً ولمْ تفرقِ |
أبوكَ منْ قبلُ امتطى دستها | سبقاً وقالَ اقتفني والحقِ |
لطيمة ُ ريحانها لمْ يلقَ | بغيركمْ قطُّ ولمْ يعبقِ |
ميراثها فيكمْ فمنْ رامها | يغصبُ ذليلَ الغصبِ أو يسرقِ |
فارعَ بها حقَّكَ منْ روضة ٍ | بأعينِ الرَّوَّادِ لمْ ترمقِ |
في سابغٍ منْ ظلِّها واسعٍ | وسائغٍ منْ مائها ريِّقِ |
تفوزُ بالمجذلِ منها ولل | حسَّادِ حظُّ المكمدِ المحنقِ |
واسحب ذيولاً منْ كراماتها | لمْ تبلَ بالسَّحبِ ولمْ تخلقِ |
كساكَ منها المدُّ فضفاضة ً | بغيرِ أعطافكَ لمْ تلبقِ |
بانَ بكَ الجودُ على معشرٍ | كما تجلَّتْ شية ُ الأبلقِ |
أنتَ الذي لو لمْ تكنْ مطمعي | أفحمني اليأسُ فلمْ أنطقِ |
أعلقتني منكَ بمفتولة ٍ | حصداءَ ما خاربها معلقي |
كلُّ يدٍ تحرشني بالأذى | فأنتَ منْ محفارها منفقي |
في زمنٍ يرشقني كيدهُ | ليسَ لهُ غيري منْ مرشقِ |
يرى خوافيَّ بما لا أرى | إذا كنتُ عنْ قدامتي أتَّقى |
ذاكَ لأنَّي بينَ أبنائهِ | لمْ آلفَ الهجرَ ولمْ أخرقِ |
موحِّدٌ لو نخلتْ كفَّهُ | عنْ مثلي الغبراءَ لمْ تلحقِ |
وهو عدوُّ الفضلِ مذْ لمْ يزلْ | يكاثرُ الأحلمَ بالأنزقِ |
فابقَ فما مثلكَ جوداً ولا | مثلي مليَّاَ بثناءٍ بقي |
واسعدْ بعيدينِ جديدُ العلى | ومخلقِ منْ مذهبٍ مخلقِ |
فمسلمٌ ينظرهُ منْ علٍ | وكافرٌ ذو ناظرٍ مطرقِ |
تصاحبا مع خلفِ حاليهما | تصاحبَ الموسرُ والمخفقِ |
يضمُّ إقبالكَ شمليهما | فيلحقُ المأسورَ بالمطلقِ |
وانضُ ثيابَ الصَّومِ عنْ عاتقٍ | منْ كلِّ وزرٍ في غدٍ معتقِ |
وراعِ في الإمكانِ ما أغفلتْ | منِّي عينُ المحرجِ المرهقِ |
قدْ كانَ ريبٌ بكَ لو لمْ أكنْ | آخذُ بالأحزمِ والأوثقِ |
وابنِ بها عذراءَ مولودة ً | في الحلِّ لمْ تسبَ ولمْ تسرقِ |
ناشزة ً لولاكَ ما أنكحتْ | وهي إذا طلقتْ لمْ تطلقِ |
مسبوقة ٌ أخَّرها عصرها | وهي إلى الإحسانِ لمْ تسبقِ |
أنبطتها منْ ثغبٍ ماؤهُ | شريعة ٌ قبلي لمْ تطرقِ |