آنسَ برقاً بالشَّريفِ لامعاً
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
آنسَ برقاً بالشَّريفِ لامعاً | معتلياً طوراً وطوراً خاضعا |
يخرقُ جنبَ اللَّيلِ عنْ شمسِ الضُّحى | ثمَّ يغورُ فيعودُ واقعا |
كأنَّ هنداً فيهِ أو أترابها | ترفعُ ثمَّ تسدلُ البراقعا |
يزجي السَّحابَ ينتضي صوارماً | على عروقِ مزنهِ قواطعا |
بدا كهدَّابِ الرِّداءِ وسرى | فسدَّ منْ جوِّ الغضا المطالعا |
فجادَ نجداً ملقياً أفلاذهُ | لا خامراً نصحاً ولا مصانعا |
يكسرُ فيها بالحيا صمَّ الحصى | ويبسطُ الأكمْ فيها أجارعا |
تخالُ بينَ مائهِ وتربها | مواقعُ القطرِ بها مواقعا |
أطَّرَ للأرضِ سهاماً لمْ يدعْ | جسمَ فلاة ٍ بحصاها دارعا |
هنيهة ٍ ما بينَ انْ أرذَّها | وبينَ انْ فجَّرها ينابعا |
فأحسنتْ عندَ الثَّرى صنيعها | وإنْ أساءتْ عندنا الصَّنائعا |
استعلنتْ سرَّ الهوى أيقظتْ | منْ عهدِ غمدانَ غراماً هاجعا |
كأنَّما النَّافضُ عنْ قسيَّها | نبلَ الحيا يستنفضُ الأضالعا |
يذكرنا منْ عيشنا على الحمى | ليالياً منْ بدرهِ نواصعا |
مواضياً إنْ عادَ ريعانُ الصِّبا | أخضرَ عدنَ معهُ رواجعا |
كمْ ليلة ٍ بتنا بغير جنحها | منْ ذهبِ الحلى وميضاً صادعا |
تكتمُ منَّا ألسناً عوارماً | تحتَ الدُّجى وأزراًخواشعا |
نفضُّ مكتومَ الحديثِ بيننا | عنْ أرجاتٍ تبردُ المضاجعا |
كأنَّنا نرعى الخزامى واقعاً | بهِ النَّدى أو نردُ الوقائعا |
نحفظُ ما كانَ حديثاً حسناً | منهُ وما أعجزَ كانَ ضائعا |
مراكبٌ للَّهوِ كنتُ غافلاًأرتضعُ الدهرَ بها ضرورة ً ياسَرَعانَ ما فُطمتُ راضعا | لطرقِ عمري فوقهنَّ قاطعاسقط بيت ص |
أستودعُ الأيَّامَ منْ مودَّتي | لافظة ً لا تضبطُ الودائعا |
وراءها تعطيكَ أسنى خبَّها | بنغضها رأساً مخشَّاً مانعا |
معاطفاً ما لنَّ إلاَّ يبساً | ومنطقاً لمْ يحلُ إلا خادعا |
لو حفظتْ عهدي في ذخيرة ٍ | لمْ ألفَ يوماً بالشَّبابِ فاجعا |
يا منْ اطارَ عامداً وعابثاً | عنْ لمَّتي ذاكَ الغرابَ الواقعا |
ما سرَّني في مدلهمٍّ ليلها | أنَّي أرى نجومهُ طوالعا |
حمائلٌ لعاتقي كنَّ لما | أقنصهُ حبائلاً جوامعا |
فاليومَ لا يعقلنَ إلاَّ شارداً | منِّي ولا يعقلنَ إلا قاطعا |
رددنَ ما كان حبيباً رائقاً | منِّي في العينِ بغيضاً رائعا |
ما خلتُ قبلَ الشَّيبِ أنَّ مفرقاً | رصِّعَ بالدُّرِّ يذمُّ الرَّاصعا |
ما هي يا دهرُ وإنْ حملتها | منكَ بأولى ما حملتُ ظالعا |
قدْ عرفتْ مطالبي غايتها | وجاذبتْ حظوظها الموانعا |
وعلمت أنَّ الكمالَ ذنبها | وأنَّ في النَّقصِ إليكَ شافعا |
يلومُ في قناعتي ذو نطفٍ | لو كانَ حرَّ العرضِ كانَ قانعا |
عادِ على خبائثٍ منِ كسبهِ | عدوَ الذِّئابِ اقترتْ المطامعا |
إنْ كنتَ تبغي بالهوانِ شبعاً | فلا شبعتَ الدَّهرَ إلاَّ جائعا |
ملكتُ نفسي فمنعتُ رسني | ورحتُ منفوضَ اللِّجامِ خالعا |
لا فارسُ الضِّيمِ لظهري راكباً | ولا قطيعُ الذُّلِّ جنبي قارعا |
آليتُ لا أصحبُ ذلاًّ كارهاً | يوماً ولا آملُ رفداً طائعا |
للهِ مذلولٌ على رشادهِ | يعلمُ أنَّ الحرصَ ليسَ نافعا |
قامرْ بدنياكَ وبعها مرخصاًإن عشت متبوعا بها محسَّداً أولا فمت ولا تكون تابعا | بأبخسِ الأثمانِ تغبن بائعاسقط بيت ص |
في النَاسِ منْ يعطيكَ منْ لسانهِ | شعشعة َ الآلِ أطباكَ لامعا |
يشعبُ أذنيكَ ويرعى لكَ في | ضلوعهِ فلائقاً صوادعا |
فإنْ ظفرتَ منهمْ بماجدٍ | فاضربْ بهِ شولكَ تنجبْ فارعا |
واشددْ عليهِ يدَ مفتونٍ بهِ | فليسَ إنْ أفلتَ منكَ راجعا |
حلفتُ بالمنقَّباتِ سوقها | خوارجاً منْ أهبها نزائعا |
نواحلاً خضنَ الدُّجى صوامعاً | ثمَّ رجعنَ دقَّة ً أصابعا |
تعطي السُّرى منْ غيرِ ذلٍّ أظهراً | حصَّاً وأعناقاً لهُ خواضعا |
إذا رمتَ وراءها ببلدة ٍ | أمستْ لأخرى ظلَّعاً نوازعا |
تحسبها على الفلا طافية ً | مشرَّعاتٍ لجَّة ٍ قوالعا |
تحملُ كلَّ زاحمٍ بنفسهِ | لذنبهِ المرمى المخوفَ الشَّاسعا |
يعطي الهجيرَ حكمهُ منْ وجههِ | حتى يرى بعدَ البياضِ سافعا |
يطلبُ أخراهُ بأخرى جهدهِ | حتى يقومُ قانتاً وراكعا |
تحملُ اشباحهمُ هديَّة ً | إلى منى ً طوارحاً دوافعا |
وراشَ حالي فتحلَّقتُ بهِ | منْ بعدِ ما كنتَ قصيصاً واقعا |
وصرتُ لا أدفعُ عنْ بابِ العلا | وكنتُ لا أُعرفُ إلاَّ دافعا |
أنصفني منَ الزَّمانِ حاكمٌ | لمْ يبقِ للفضلِ نصيباً ضائعا |
أبلجُ أبقتْ خرزاتُ الملكِ في | جبينهِ خواتماً طوابعا |
يورى شهابُ النَّجحِ منْ خلالها | لأعينِ العافينِ نوراً ساطعا |
غيرانُ للسوددِ لا ترى لهُ | على المحاماة ِ عليهِ وازعا |
إذا غمزتَ عاسرتكَ صخرة ٌ | منهُ وتستمريهِ ماءً مائعا |
لا تستطيعُ نقلهُ عنْ خلقهِ | في الجودِ من ذا ينقلُ الطَّبائعا |
ينجو بهِ أباؤهُ منْ أنْ يُرى | مضعضعاً للنَّائباتِ خاضعا |
يلقى سرايا الدَّهرِ إنْ واقعها | بمهجة ٍ عوَّدها الوقائعا |
ولا ترى نفسَ فتى ً عزيزة ٍ | حتى يهينَ عندها الفجائعا |
إذا بنو عبدِ الرَّحيمِ شمخوا | بأصلهمْ طالَ عليهمْ فارعا |
سادوا وجاءَ فاضلاً فسادهمْ | والبدرُ يخفي الأنجمَ الطَّوالعا |
ثنى الرءوسَ المائلاتِ نحوهمْ | وصيَّرَ النَّاسَ لهمْ صنائعا |
أعطاهمُ سورة َ مجدٍ لمْ أكنْ | في مثلها لمجدِ قومٍ طامعا |
فلو ظفرتُ منهمْ بتابعٍ | رائدَ نصحي أو ذلتُ سامعا |
لقلتُ شدُّوا الأزرَ عنْ نسائكمْ | وحرِّموا منْ بعدهِ المراضعا |
كنتَ وأنتَ منهمْ أكرمهمْ | فضلَ السُّراة ِ فاتتْ الأكارعا |
وضمَّ ميلادكَ شملَ فخرهمْ | كما تضمُّ الرَّاحة ُ الأشاجعا |
وكلَّكمْ نالَ العلاءَ ناهضاً | بنفسهِ طفلاً وسادَ يافعا |
منْ معشرٍ راضوا الزَّمانَ جذعاً | وزيَّنوا أيًّامهُ رواضعا |
واقتسموا الدُّنيا بأسيافهمْ | فاقتطعوها بينهمْ قطائعا |
إذا رضوا تمازحوا أو سخطوا | لمْ يحسنوا في الغضبِ التَّقاذعا |
تلقى المعاذيرَ بهمْ ضيقة ً | إذا استميحوا والعطاءُ واسعا |
سدُّوا خصاصاتِ الثُّغورِ بالقنا | وملكوا على العدا الشَّرائعا |
وبعثوا غرَّ زبرنٍ جمهة ٍ | تحلبُ للأضيافِ سمَّاً ناقعا |
خرساءُ أو تسمعُ ما بينَ الظِّبا | فيها وما بينَ الطُّلا قعاقعا |
يسترفدُ الطَّيرَ بها وحشُ الفلا | فترقدُ الكواسرُ الخوامعا |
تعيرُ طخياءُ العجاجِ فوقها | من صبغة ِ اللَّيلِ ضحاها الماتعا |
ترجعُ خمسُ الباتراتِ بطناً | عنها وتروي الأسلَ الشَّوارعا |
إذا نهى النَّقعُ العيونَ جعلوا | أبصارهمْ في نقعها المسامعا |
فاستصبحوا ظلماءها مناصلاً | دوالقاً وأنصلاً دوالعا |
لا برحتْ آثارهمْ منصورة ً | بعزمتيكَ رافعاً وواضعا |
ولا رأى الملكُ مكانَ نصرهِ | وسرُّهُ منكَ مباحاً شائعا |
وقامَ منْ دونِ أمانيِّ العدا | جدُّكَ عنكَ واقياً ودافعا |
طالتْ لشكواكَ رقابٌ أصبحتْ | كفاية ُ اللهِ لها جوامعا |
وظنَّ قومٌ فيكَ ما لا بلغوا | أو تبلغَ الأخامصُ الأخادعا |
داءٌ منَ الأدواءِ كانَ هاجداً | فجاءَ مشتاقاً إلأيكَ نازعا |
زارَ مليَاً ثمَّ خافَ غضبة ً | منكَ فولَّى خائفاً مسارعا |
لم ينتقصْ دأباً ولمْ ينقضْ عرى | عزمٍ ولمْ يزعجْ جناناً وادعا |
حملتهُ حملكَ أثقالَ العلا | لا خائراً ولا نكولاً ضارعا |
ربَّ نفوسٍ أرفدتْ منْ ألمٍ | نفسكَ ما كنَّ لهُ جوازعا |
تودُّ أنْ يحفظكَ اللهُ لها | ولو غدتْ مهملة ً ضوائعا |
ولا أقرَّ اللهُ عينيْ حاسدٍ | رأى القذى برَّكَ والقوارعا |
ولا عفا حزُّ المدى عنْ أنفٍ | كنتَ لها بأنْ سلمتَ جادعا |
ولا يرمكَ المهرجانُ عوِّدا | بهِ السِّنونَ أبداً رواجعا |
طوالعاً عليكَ منْ سعودهِ | بخيرِ نجمٍ غارباً وطالعا |
تحسبُ منْ ملابسِ العزِّ بهِ | ذلاذلاً لستَ لهنَّ نازعا |
يكسى بأوصافكَ كلَُّ عاطلٍ | منهُ فنونَ الكلمِ البدائعا |
منَ الغريباتِ يكنَّ أبداً | معَ الرِّياحِ شرَّداً قواطعا |
إذا احتبى منشدهنَّ خلتهُ | يمانياً ينشِّرُ الوقائعا |
لمْ تخترقْ قبلي ولا تولَّجتْ | بمثلهنَّ الألسنُ المسامعا |
عوانساً أودعتكمْ شبابها | علماً بتحصينكمْ الودائعا |
أبضعتُ فيكمْ عمري وعمرها | يا لكرامِ أربحوا البضائعا |
قدْ بلغتْ آمالها فيكمْ فلا | تنسوا لها الأرحامَ والذَّرائعا |
كمْ حاسدٍ دبَّ لها عندكمْ | لو كانَ أفعى لمْ يضرَّها لاسعا |
إذا بقيتمْ ووفيتمْ لي فما | شاءَ الزَّمانُ فليكنْ بي صانعا |