أرشيف الشعر العربي

قم فانتشطها حسبها أن تعقلا

قم فانتشطها حسبها أن تعقلا

مدة قراءة القصيدة : 7 دقائق .
قم فانتشطها حسبها أن تعقلا ودع لها أيديها والأرجلا
وارم بها عرضَ الفلا فإنها ما خلقتْ إلا رجوماً للفلا
ولا تحرَّجْ أن ترى شعارها حصَّتْ ولا البدّنَ منها نحلاَّ
فإنّ ما تنفضُ من أوبارها أثمانُ ما تنفضُ من طرقِ العلا
لا يطرحُ الذلَّ وراء ظهرها إلا فتى ً ينضي المطايا الذُّلُلا
كم للظَّما توعدُ بالماءِ وكم ترعى الطَّوى وكم تمنَّى بالكلا
على ثرى لا ينبت العزَّ ولا يكون للحرّ الكريم منزلا
خيرٌ من امتناعها وضمِّها في الهون أن تطردَ أو تشللاَّ
ما بابلٌ بوطنٍ لعازفٍ يأنفُ أن يضامَ أو يبتذلا
دارٌ يكون الناقصَ الخطو بها والصوتِ من كان الأتمّ الأكملا
كأنا أقسمَ خبثُ طينها لا يحمل الإنصافَ فيما حملا
وإن أرتكَ شارة ً طريرة ً ترضى بها العينُ ووجها هلهلا
فغر على المجدِ وواصلْ غيرها أخرى تليقُ الفضلَ والتفضُّلا
ولا تكن إلا أخا صريمة ٍ متى نبتْ دارٌ به تحوَّلا
رم العلا بين بيوتِ أهلها مقلَّبا في طرقها مقلقلا
فقلّما يعدم نجحَ حاجة ٍ من يقتني الخيلَ لها والإبلا
كم راودت ْبين بيوتِ أهلها عن ريِّها فما سقوها بللا
وفي بني الأصفر أوتارٌ لها نام وليُّ ثأرها وغفلا
و بالعراق عربٌ أصفتهمُ مسلفة ً ثناءها المنخَّلا
فما قروها والقِرى ميسَّرٌ إلا المنى مكذوبة ً والأملا
لم يوقدوا نارا لها تؤنسها بهم ولم يرعوا إليها جملا
لكن لها بالشرق من إخوتهم حيٌّ قِرى أضيافهم حيَّ هلا
وجمرة ٌ من أسدَ ذاكية ٌ تهدي على البعد الضيوفَ الضُّللا
حيِّ وقرِّب من عفيف أوجها أسرّة ُ الأقمار منها تجتلى
وفاخر المجدَ بأيدٍ سبطة ٍ لهم تجود والحيا قد بخلا
أملْ إلى واديهم وادي الندى أعناقها ترعَ الخصيبَ المبقلا
ترى الرياضَ والحياضَ فعمة ً تكرعُ علاّ ما اشتهتْ ونهلا
ادعُ إلى النصر الحسامَ المنتضى واسأل عن الغيث الغمامَ المسبلا
واجلُ دجاها بفتى خزيمة ما صدع البرقُ الغمامَ فانجلى
وافتح بمجد الدين إن مدَّ لها يمينه بابَ السماح المقفلا
بالعربيِّ نسبا وكرما والفارسيِّ سيرة ً ومنزلا
وقل لأبناء دبيس ما طما بالشرق واديها وما تأثّلا
فخرا ومجدا بفتى ً جذعٍ غدا من سرِّكم ساد القروم البُزَّلا
شدُّوا الحبى بابن الحسين وانتدوا فوازنوا كلَّ فخارٍ ثقلا
وكاثروا كواكبَ الأفقِ به مباهلين واستقلُّوا الأصُلا
إن كنتمُ من مضر لبابها ال محضَ وصافى طينها المصلصلا
والأسدَ فيها نجدة ً وأنفسا إن ركبتْ أو دعيتْ لتنزلا
فمن شهابِ الدولة اليومَ لكم آخرُ مجدٍ فاقَ ذاك الأوّلا
قدّمه الله على علمٍ به والله من فضَّل كان الأفضلا
أمَّره بحقِّه عليكمُ أسخطَ أو أرضاكمُ ما فعلا
فإن تطيعوا تجتنوها نحلة ً بيضاءَ طاب مجتناها وحلا
وإن تميلوا حيدا عن أمره وحسدا فانتقفوها حنظلا
أولا فسُدوا ثمَّ ثغرا سدَّه واحتملوا من مغرم ما احتملا
من لكمُ بني أبيه من لكمْ لولاه يبنى ما ابتنى من العلا
ومن لكم يغدو بها مغيرة ً تحسبُ في باقي الظلام شعلا
نوازياً نزوَ الدَّبى مطلعة ً على الأعادي أجلاً فأجلا
يقدمها منكم همامُ غابة ٍ يعلِّم الطعنَ الأشلَّ الأعزلا
إذا حمى ليثُ الشرى عرينه حمى بها الملكَ وأحيا الدولا
ومن سواه مشبعٌ أضيافه غلبة ً من حيث يروى الأسلا
وآخذٌ بيده وسيفه نفائسا يسلبها ما نوّلا
وأين أبياتكمُ من بيته إن طلبَ الوفدُ العمادَ الأطولا
تخمدُ أولى الليل نيرانكم والشمسُ مع نيرانه كلا ولا
وتحبطون وإماءُ بيته يقذفنَ فوق الجمراتِ المندلا
ومن قرى أضيافه أن تنحرَ ال بدورُ حين تنحرون الإبلا
كذاك ما فاض فصارت معه بحاركم فخائضا ووشلا
أعطاكمُ فجار في أمواله وقام فيكم حاكما فعدلا
فسلِّموا الإقرارَ بالفضل لمن راهن في السبق ففاتَ المقلا
واتَّبعوا لواءه فإنما ال مقبلُ منكم من أطاع المقبلا
فخيرُ من قادكمُ من لو سرى بنفسه كان الخميسَ الجحفلا
العلم المنصورُ منصوبٌ لكم فاجتنبوا المنكوسَ والمخذَّلا
من موصلٌ على النوى ألوكة ً يفصحها مؤدّيا ومرسلا
يبلغُ عنى حملتْ ناجية ما ضم في عيابه وحملا
إذا الفجاج صعبتْ تذكَّر ال فوزَ الذي يدركه فاستسهلا
يممْ أميرَ الأمراءِ جانباً بجانب الأهواز تلك الحللا
فحيّ عنهم وجهه المقبولَ بال جهد وصافح كفَّه المقبَّلا
وقل له تحدَّثتْ فشوَّقتْ عنك الرواة ُ مطلقا ومرسلا
تحدَّثوا أنَّ يديك مزنة ٌ تستضحك العامَ القطوبَ الممحلا
وأنك المرءُ تقرُّ عينه بفقره لسائل تموّلا
تعطى حياءً مطرقا ملثَّما وقد وهبتَ مسنيا ومجزلا
ويسفرِ الناسُ على بخلهم لأنهم لا يعرفون الخجلا
وأن أخلاقك ماءُ نطفة ٍ رقَّت لها الريح صباً وشملا
فلو سكبتَ خلقك المطربَ في ال كاسات ما غادرتَ إلا ثملا
وقيل إنّ الليثَ لا يحمي كما تحمي البلادَ غابه والأشبلا
لو حرص الموتُ على إيغاله يطلبُ من تمنعهُ ما وصلا
يزورُّ عن سرحك سرحان الغضا فما يشمُّ التربَ إلا وجلا
وأنّ ملكَ الدّيلميّ روضة ٌ لولاك كانت بالسيوف تختلى
أطمعته وفارسٌ سريرهُ أرضَ العراقُ عنوة ً والجبلا
سمّاك إذ نصرته نصيره ويده وسيفه قد خذلا
يهزمنك صعدة ً خطَّارة ً على العدا وينتضيك منصلا
محاسنٌ تواترتْ أخبارها وعدلَ الناقلُ فيما نقلا
فطبَّقتْ سائرة ً أوصافها في الأرض حتّى ملأتْ عرضَ الفلا
فهزّني نحوك قلبٌ لم يزلْ بالأكرمين كلفا موكَّلا
تيَّمه أهلُ العلا لكنّهم حاشاك قد ماتوا معا وقد سلا
وكانت الفوزة ُ في زيارة ٍ تشفي الغليلَ وتسدُّ الخللا
فمن بها لو سمح الدهرُ بها ودينه في مثلها أن يبخلا
أرى مطارا وجناحى ناقصٌ فكيف لي نحوكمُ أن أصلا
وما الفؤادُ خانني لكنّها حوادثٌ عاقت وجسمٌ نكلا
فقدتها نواهضا خفائفاً تطوي الطريقَ محزنا ومسهلا
ناطقة ً في الصُّحف عن آياتها على البعاد صامتاتٍ قوّلا
غرائباً أبعث منها معجزا كأنني بعثتُ فيها مرسلا
مطبِّقاتٍ مفصلا فمفصلا وناطقاتٍ فيصلاً ففيصلا
من كلّ بيتٍ لو دعا بسحره أمَّ النجوم طامنتْ أن تنزلا
إنْ دار دار فلكا أو حلَّ حلَّ جبلا أو سار سار مثلا
ودَّ الملوكُ نازحا ودانيا فقرهُ جدَّ بها أو هزلا
كأنني حكَّمتُ في قلوبهم من لفظه الحلوِ العيونَ النُّجلا
تعضله الغيرة ُ من خطَّابه إذا القريضُ طلبَ التبعُّلا
كم سامه من مرغب أو مرهب فلم يجبْ حبّاً ولا تجمُّلا
لكنني أراك من خطَّابه أكرمَ ملكا وأقلَّ مللا
لذاك أمكنتكَ من عنانه الص عبِ وأرخصتُ عليك ما غلا
أهديته من قبلِ أن تخطبه تبرُّعا بالوصل أو تنفُّلا
فاشكر لمسعاي الذي سعيته متى شكرتَ شاعرا مطفِّلا
محضتك النصحَ وما انتصحتني قولا فكايلني الجزاءَ عملا
ومن شهودِ طربي إليكمُ أنى تركتُ للمديح الغزلا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (مهيار الديلمي) .

إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ

ينام على الغدر من لا يغارُ

ملْ معي لا عليكَ ضرَّي ونفعي

بعينيك يوم َالبينغيبي ومشهدي

أشاقكَ منْ حسناءُ وهنا طروقها


ساهم - قرآن ١