ربحت البيع
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
قصة الصحابي أبي الدحداح رضي الله تعالى عنه:بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
في قصص الصحابة رضي الله تعالى عنهم سبيلٌ يَهتدي إليه الصالحون، ومورد للخير يتزود منه المصلحون، وفي هذه القصة الجميلة تحفيزٌ كبير لإدراك الخير، والإقبال عليه، ووضع الأمور في نصابها، وتقدير العاقبة حق تقديرها؛ فقد روى الصحابي أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: "أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لفلانٍ نخلةً وأنا أُقيمُ نخلي بها، فمُرْه أن يعطيَني إياها؛ حتى أُقيم حائطي بها، فقال له النبي ُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَعْطِها إياه بنخلةٍ في الجنة »، فأبى، وأتاه أبو الدَّحداحِ فقال: بِعْني نخلَك بحائطي، قال: ففعل، قال: فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، إني قد ابتعتُ النخلةَ بحائطي، فاجعَلْها له، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «كم من عَذقٍ دوَّاحٍ لأبي الدَّحداحِ في الجنة» مِرارًا، فأتى امرأتَه فقال: يا أمَّ الدَّحداحِ، اخرُجي من الحائطِ؛ فإني بعتُه بنخلةٍ في الجنة، فقالت: قد ربحتَ البيع، أو كلمةً نحوها" (صححه الألباني على شرط مسلم).
عظة وعبرة:
قصة الصحابي أبي الدحداح رضي الله تعالى عنه هي مثال يُحتذى للعاقلين، الذين يدركون عظم الأجر من الله تعالى، ويتيقنون من فناء الدنيا وما فيها من ملذَّات، وبقاء الأعمال الصالحة وما بها من خيرات؛ قال الله تعالى: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى:17]؛ فالآخرة بها السعادة العظمى، ويتحقق فيها الأفضلية والدوام.
وروى الصحابيُّ سهلُ بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ في الجنةِ ما لا عينٌ رأَت، ولا أذنٌ سمعَت، ولا خطَر على قلب أحد» (الألباني)، فنعيم الجنة يتجاوز أحلام الساجدين، وآمال العابدين، وأماني المتصدقين.
البيع الرابح:
ربحت البيع عندما تحرص على الصدقة وتُثابر عليها.
ربحت البيع عندما تُسهم في الدعوة إلى الله تعالى.
ربحت البيع عندما تحسن إلى الفقراء والمساكين.
ربحت البيع عندما تقوم ببرِّ الوالدين أحياءً وأمواتًا.
ربحت البيع عندما تكون من الذاكرين الله سبحانه كثيرًا.
ربحت البيع عندما تحافظ على تلاوة القرآن الكريم .
ربحت البيع عندما تشارك في بناء المساجد.
ربحت البيع عندما تعامل الناس بالإحسان.
ربحت البيع عندما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.
ربحت البيع عندما تكثر من الدعاء .
ربحت البيع عندما تُهدي المصاحف للمساجد وللمسلمين.
ربحت البيع عندما تعلم طفلًا كيفية الصلاة.
ربحت البيع عندما تعلم أبناءك وغيرهم سورة الفاتحة .
ربحت البيع عندما تصل الرحم.
ربحت البيع عندما تحسن إلى الجيران.
ربحت البيع عندما تدرك أن الدنيا فانية وأن أعمالك الصالحة هي الباقية.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وأهلنا والمسلمين ممن ربح بيعهم، وحسنت تجارتهم، وطاب في الآخرة مسكنُهم.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
حسين أحمد عبد القادر