إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إذا ذهب الوفاءُ من الزمانِ | فكيفَ يُعابُ بالغدرِ الغواني |
نسامحُ دهرنا العاصي علينا | ونطلبُ طاعة ََ الحدق الحسانِ |
ونرجو الأمنَ حيثُ الأمنُ خوفٌ | ونحن نخافُ في دار الأمانِ |
حبيبك من بني هذي الليالي | هما من طينة ٍ متصلصلانِ |
وما لوناهما إلا وفاقٌ | وإن برزتْ لعينك صبغتانِ |
تقلَّب لي صفاة ُ أخي فما لي | نكرتُ تقلُّبا في غصن بانِ |
وأسلمني الصديقُ أخا وسيفا | فكيف بنصرِ مختضبِ البنانِ |
أرى الإخوانَ حولي ملءَ عيني | وألقى الحادثاتِ بغير ثاني |
وأفتقد الأحبّة َ ثم أرضى | كراهاً بالوقوف على المغاني |
وأقلني يا زمانُ غلاطَ ظنّي | بأهلكَ فهو أبرحُ ما دهاني |
ظهرتُ بآيتي في غير قومي | ولم أنظرْ بمعجزها أواني |
وإلا فانتقم ما شئتَ منّى | سوى تعريضِ عرضي للهوانِ |
أدال الله من عيني فؤادي | فكم أهوى على خُدع العيانِ |
أرى صورا وشاراتٍ حساناً | مصايدَ للطَّماعة ِ والأماني |
فأستذري بظلٍّ لم يسعني | وأستروي غماما ما سقاني |
وذي قلبين قاسٍ يوم أشكو | وآخرَ عنده بعضُ الليانِ |
صبرتُ على تلوّن شيمتيه | حمولا في البعادِ وفي التداني |
وأشكر نبذهُ بالوصل حينا | وأعذرُ في الجفاءِ إذا جفاني |
فأحسبُ عطفه يثنى بمدحي | فأغمزُ منه في جنبيْ أبانِ |
توانى في العكوف عليه حزمي | وكان الحزمُ من قبل التواني |
أناسئهُ الثناءَ ليوم عسري | وكم وجدَ القضاءَ فما قضاني |
ألا ليتَ شعري عن غريمي | لمن ذخر القضاءَ إذا لواني |
وكيف يسرُّه بعدي خليلٌ | إذا هو ملَّ قربي واجتواني |
قد اصطلح الرجالُ على التجافي | وقد نُسيَ التعاطفُ والتحاني |
سوى بيتٍ طنوبُ المجد فيه | مطنَّبة ٌ بأسباب متانِ |
بنى عبد الرحيم به فأرسى | وشادَ بنوه بانٍ بعدَ باني |
إذا غربتْ به للفضلِ شمسٌ | تمكَّن في المطالعِ فرقدانِ |
ولم يك كالوزير ولا أخيه | ولا أخويهما ذخرٌ لقاني |
وأشرق من كمال الملك بدر | ليالي تمِّهِ سعدُ القرانِ |
تحالفت العلا وأبو المعالي | إذا الأسماءُ حالفتِ المعاني |
تعثَّرت الجيادُ وراء جارٍ | مسلِّمة ً له قصبَ الرِّهانِ |
زليق اللِّبدِ مقطوع الأواخي | غضيض السرج مخلوع العنانِ |
..............إلى الرزايا | له والجامحات إلى الحرانِ |
تكفَّلَ بالسياسة ألمعيٌّ | مليٌّ يومَ يضمن بالضمانِ |
وقام ................ | يجد وطالب الحاجات واني |
إذا خفقتْ بما ضمنتْ قلوبٌ | توقَّد في حشاه الخافقانِ |
شجاعٌ يومَ يركبُ للمعالي | وظهرُ الذلِّ من قعدِ الجبانِ |
أعينَ الملكُ منه بجنبِ طودٍ | ظليلِ الذيلِ مستنِّ الرِّعانِ |
مضت آراؤه فيه نفاذا | نفاذَ السمهريّة في الطعان |
إذا أوت الأمورإليه بانت | محاماة ُ المعين عن المعانِ |
وقال فقال فصلا في زمان | يكون العيُّ فيه من البيانِ |
توحّدَ في الكمال فلم يعزَّزْ | بقوّة ِ ثالثٍ وبنصرِ ثاني |
وصُدِّقَ ما ادعى الغالون فيه | فما أحدٌ غلا فيه بجاني |
كأنّ حديثَ من يُثني عليه | حديثُ القينْ عن نصلٍ يماني |
وزُوّجتِ الوزارة ُ من أخيه | ومنهُ بعدُ نعمْ الكافلانِ |
إذا قعدا فمجلسُها عرينٌ | يذود الضيمَ عنه ضيغمانِ |
وإن قاما إباءً فهى سرحٌ | معرٌّ نام عنه الراعيانِ |
يرافدُ ذاك في العزمات هذا | رفادَ السيف أُيِّدَ بالسنانِ |
ألا أبلغ كمالَ الملك عنّى | وإن يك حيث يسمع أو يراني |
رسالَ مطلقٍ في الناس لكن | عليه من القطيعة ذلُّ عاني |
حفاظك ذاك من ألهاك عنه | وقلبك بعدَ حبّك لمَ قلاني |
ومن عدَّى عوائدك اللواتي | ترادفُ بين بكرٍ أو عوانِ |
يواصلني سماحُ يديك منها | بأوسعِ ما تجود به يدانِ |
فعاد النقدُ لي منها ضمانا | وصار الإهتمامُ إلى التواني |
أُعيذك أن تصيبك فيَّ عين | وأوخذ في وفائك من أماني |
وأن أُنسى وعندك باعثاتٌ | على حقّي ومُذكرة ٌ بشاني |
خوالدُفي الصحائف باقياتٌ | لمجدكمُ على الحقبِ الفواني |
لها سرُّ الصدور إذا حوتها | وفي الآذان إعلانُ الأذانِ |
يُزرنَك يمتطينَ من التهاني | سليس الرأس منقادَ الجِرانِ |
إذا سمحتْ برسم العيدِ جاءتْ | مطالبة ً برسم المهرجانِ |
بقيتُ لرصفها فتغنَّموني | بقاء الخمرِ في نصفِ الدنانِ |
وقد كثر المديحُ وقائلوه | ولكنْ من يسدُّ لكم مكاني |