أتُراها يومَ صدت أن أراها
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أتُراها يومَ صدت أن أراها | علمتْ أنِّي من قتلى هواها |
أم رمتْ جاهلة ً ألحاظها | لم تميِّز عمدها لي من خطاها |
لا ومن أرسلها مفتنة ً | تحرجُ النُّسكَ بجمعوقضاها |
ما رمى نفسيَ إلا واثقٌ | أنه يقضي عليها من رماها |
سنحتْ بين المصلَّى ومنى ً | مسنح الظبية ِ تستقري طلاها |
فجزاها الله من فتكتها | في حريم الله سواءاً ما جزاها |
قال واشيهاوقد راودتها | رشفة ً تبردُ قلبي من لماها |
لا تسمها فمها إن الذي | حرَّم الخمرة َ قد حرَّم فاها |
أُعطيتْ من كلّ حسنٍ ما اشتهتْ | فرآها كلُّ طرفٍ فاشتهاها |
وحماها خفرٌ في وجهها | ووقارٌ قبلَ أن تُسمي أباها |
لو خلتْ من أسرة ٍ في قومها | ونفاها حسبٌ زاكٍ نماها |
غدت الشمسُ إذا ما أسفرتْ | أختها والغصنُ إن ماست أخاها |
ورأتْ في العين من أشباهها | من قبيلٍ وعديدٍ ما كفاها |
كيف والدَّهناء غابٌ دونها | وظبا سعدٍ أسودٌ وقناها |
ولو أن النجمَ يرتاحُ لها | لحظة ً في غيرجمع ما اجتلاها |
آه مما أسأرتْ في كبدي | من جوى ً تلك الليالي البيضُ آها |
أشتكي البينَ وفي صدري ندوبٌ | من زماني دامياتٌ ما اشتكاها |
ويُندُّ النومَ عن عيني حبيبٌ | هاجرٌ يرحلُ عنّى بكراها |
والليالي خالساتٌ من لحاظي | كلَّ مولى قربهُ يجلو قذاها |
ديمي في المحلِ تسري وحماتي | يومَ أسدُ الغاب مبذولٌ حماها |
والمقاري والمصابيحُ إذا | دجت الليلة ُ أو جنَّت ضياها |
وإذا الرمل غدا معتصرا | ظمأً واصطفن الناسُ المياها |
قمتُ أدعوهم جدوبا وضلالا | فيُلبُّونى أكفا وجباها |
كلّ كفّ قد براها الله من | طينة ٍ ليّنة ٍ يومَ براها |
حكمها يقضي على الناس ولكن | جودها يقضى عليها ونداها |
كزعيم الدين لم تعرفْ سواه | سبلُ الخير ولم يعرف سواها |
طلبَ الغاية َ حتى ما يراها | للعلا سالكة ً إلا رقاها |
وأباحَ المجدَ نفساً حرّة ً | أمر المجدُ عليها ونهاها |
فإذا غالت به طاوعها | وإذا مالت إلى الخفض عصاها |
حلَّقتْ مبتدئا همّتهُ | وانتهى المجدُ فلم يبلغ مداها |
كلَّما استوقفها في موطن | حابسٌ طاشت تناصي منتهاها |
نقلَ السؤددَ عن آبائه | فحواها وارثا يوم حواها |
واستفادتْ نفسه من كسبهِ | شرفا زاد عليها وعلاها |
عوَّذته ناشئا أسرتهُ | بالمعالي قبل ياسين وطاها |
فأراها الله أقصى ما تمنَّتْ | وكفاها الخوفَ فيه ووقاها |
فهى تدعوه اضطلاعا شيخها | وقضايا السنّ تدعوه فتاها |
وليَ الدولة َ من تدبيره | مسحلٌ لم يألُ فتلاً في عراها |
حسمَ الأدواءَ طبٌّ ما رأى | جلدة ً معرورة ً إلا كواها |
حاملاً عن قومه أعباءها | وهي لا تثبتُ جنبا لقواها |
فلئن خاستْ به أو بهمُ | فغدا يصلى بما شبَّت يداها |
سنراها بعدكم مشلولة ً | يسأل الطرّادَ عنها راعياها |
يستغيثُ النصرُ تصويتا بهم | وهي لا رجعٌ لها إلا صداها |
أو عسى تعطفهم عاطفة ٌ | فيغارون لها مما دهاها |
فيرى أن الذي أجربها | قطعها أرسانها ممّن طلاها |
أيها المبلغُ بالغيبِ رسولا | لم يجشَّم حاجة ً إلا قضاها |
قل متى وفِّقتَ يوما أن ترى | عزَّة ً نخبة ُ عيني أن تراها |
يا شقيقَ النفس كم تكحلُ عينٌ | بالدياجي أنتَ مصباحُ دجاها |
كم يداري الصبرَ قلبي كارها | قلّما استمتع بالصبرِ كراها |
كنت أشكو الشوقَ والمسرى قريبٌ | كيف بي والدارُ قد شطَّ نواها |
كلَّما أمّلتُ يوما ينشر ال | عقلة َ استوقف يوما فطواها |
قد أتتني فتطرَّبتُ لها | فعلة ٌ منك قليلٌ من أتاها |
ضاعفَ المنَّة َ فيها أنها | غيرَ محسوبٍ سقى أرضي حياها |
طرقت في غير ما إبَّانها | لم تجلْ في ظنّ نفسي ومناها |
لم تحوِّلك الملمّات على | ضغطها من كسبها أو مقتناها |
والمعالي أنك استحليتها | طعمة ً في سنة ٍ مرَّ جناها |
والفتى في عسرة أو يسرة ٍ | من رأى صفقة َ ربح فشراها |
ولكمْ أخرى تبرّعتُ بها | قبلها استثمرتُها مالاً وجاها |
فعليّ الشكرُ ما قال فصيحٌ | طلعَ القولُ إلى فيه ففاها |
بغريباتٍ على أنسٍ بها | ذللٍ يخضعُ في قودي مطاها |
سُخِّرتْ لي فأطاعت إمرتي | بعد أن شقَّت على الناس عصاها |
لم يزلْ بالصُّمِّ من حيَّاتها | لطفُ سحري حاويا حتى رقاها |
يترك الآذانَ أسرى حولها | فمُ من حدَّث فيها أو رواها |
هي في تعنيسها أو شيبها | غضَّة ُ الحسن كأيّامِ صباها |
لك منها كلُّ ما سرَّ وأرضى | عاطلَ الأعراض لو كان حُلاها |
زاد أيّامَ التهاني غبطة ً | أنها ما ضَّفتكم من قراها |
حمل النيروزُ منها تحفة ً | لا تبالي في الهدايا ما عداها |
وأتى موصلها عنِّي كتابٌ | لو وفى شرطُ المنى كان شفاها |