أمنْ أسماءَ والمسرى بعيدُ
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
أمنْ أسماءَ والمسرى بعيدُ | خيالٌ كلما بخلتْ يجودُ |
طوى طيَّ البرودِ عراصَ نجدٍ | و زار كما تأرجتِ البرودُ |
يشقُّ الليلَ والأعداءَ فردا | شجاعا وهو يذعره الوليدُ |
مواقد عامرٍ وسروح طيًّ | و ما قطعت برملتها زرودُ |
له ما للبدورِ من الدياجي | فأرقني وأصحابي هجودُ |
فقمتُ له أطوقه عناقا | يدا ضعفتْ وباعثها شديدُ |
يدُ القناصِ تخفقُ أين مدتْ | حبالته فتضبط ما تصيدُ |
فيا لكِ سحرة ً سرقتْ لو أني | غداً فيها يتمّ ليَ الجحودَ . |
و كيف وتربُ بابلَ سلخَ شهرٍ | برياها شهودُ وأرداني . |
أما ومشعشعين بذاتِ عرقٍ | صلاً يقرى العراقَ له عمودُ |
و رامٍ سهمَ عينيه بسلحٍ | و بالزوراء يقتلُ من يريدُ |
لما وفتِ الصوارمُ والعوالي | بما جنتِ المحاجرُ والقدودُ |
و كم يأوى المشقرَ من غزالٍ | تحاذر من كناستهِ الأسودُ |
تقلمُ حوله الأظفارَ عينٌ | و يهتمُ دونه الأنيابَ جيدُ |
و أبيضَ من نجوم بني هلالٍ | وجوهُ العيش بعد نواه سودُ |
هويتُ له الذي يهواه حتى | حلا إعراضه لي والصدودُ |
نفضن الحبَّ أسمالا وعندي | لهنّ على القلى حبٌّ جديدُ |
و رحنَ وقد سفكنَ دماً حراما | تصيح به الأناملُ والخدودُ |
أما تنهاك عن عيدِ التصابي | مواضٍ من شبابك لا تعودُ |
و قادحة ٌ لها في كل يومٍ | ذبولٌ من نشاطك أو خمودُ |
طوالع في عذارك لا الأحاظي | قسمنَ طلوعهنّ ولا السعودُ |
و قالوا حلمتكَ فقلت شوقا | متى مبدى الخلاعة ِ لي يعيدُ |
يجرُّ عليَّ أبيضها خمولا | و كنت بجاهِ أسودها أسودُ |
و لم أر كالبياض مذمما في | مواطنَ وهو في أخرى حميدُ |
فتلحاه العوارضُ والمفالي | و ترضاه الترائبُ والنهودُ |
عدمتُ مكارم الأيام منْ ذا الش | قيُّ بها ومنْ فيها السعيدُ |
مع الفضل الخصاصة ُ والتمني | و حولَ العجزِ تزدحم الجدودُ |
تقامُ على الفقير وما جناها | إذا وجبتْ على المثرى الحدودُ |
و ما لك من أخٍ في الدهر إلا | أخوك طريفُ مالكِ والتليدُ |
محضتُ الناسَ مختبرا فكلٌّ | بكئٌ دون زبدته زهيدُ |
همُ حولي مع النعمى قيامٌ | و هم عنيّ مع الجليَّ قعودُ |
توقَّ تحية َ ابن العمَّ يوما | فربَّ فمٍ بقبلته يكيدُ |
و لا تخدعك مسحة ُ ظهرِ أفعى | فتحتَ لثاته نابٌ حديدُ |
و أغلبُ ما أتاك الشرُّ ممن | تذبّ الشرَّ عنه أو تذودُ |
و حولك من قبيلكُ من تكون ال | قليلَ به وإن كثر العديدُ |
مداجٍ أو مبادٍ أو حسودٌ | و شرهمُ على النعمِ الحسودُ |
و مولى عره بك مشخمرٌّ | بطول الحفر يهدمُ ما تشيدُ |
نصحتُ لمارقٍ من آل عوف | لو أنّ النصحَ يبلغ ما أريدُ |
و قلتُ له قناتك لا تدعها | توصمْ بالعقوق ولا تميدُ |
و بيتك لا تبدلْ فيه غدرا | فإنّ عليك ما يجني الندودُ |
و لا تعبثُ بعزًّ مزيديًّ | لتنقصه وأنت به تزيدُ |
هم التحموك معروقا وضموا | عزيبك وهو منتحسٌ طريدُ |
و مدوا ضبعك المغمورَ حتى | سما بك بعد مهبطهِ صعودُ |
إلى نادٍ تفوه به وتغشى | و سامرة ٍ يشبُّ لها وقودُ |
عنوا بثراك واغترسوك حتى | بسقتَ على العضاهِ وأنت عودُ |
و ربوا نعمة ً لك لا يغطي | عليها السترَ غمطك والجحودُ |
فما غنيَ المبصرُ وهو باغٍ | بما تجدي المشورة ُ أو تفيدُ |
و قام يقودها سوقاً عجافاً | أعزُّ من القيام بها القعودُ |
يلوثُ جبينه منها بعارٍ | تبيد المخزياتُ ولا يبيدُ |
فكيف وأنت طير البغي فيها | جرت لك بالتي عنها تحيدُ |
نزلتَ لها بدار الهون جارا | لأقوامٍ تضامُ وهم شهودُ |
صديقَ العجزِ أسلمك الأداني | بجرمك واستراب بك البعيدُ |
تقاذفك المهامة ُ والفيافي | و تنكرك التهائمُ والنجودُ |
فما لك لا وألتَ وأنتَ حرٌّ | يحيرك من عشيرتك العبيدُ |
و أن الجارَ لا حيّ عزيزٌ | بأسرته ولا ميتٌ فقيدُ |
و لو بأبي الأغرَّ صرختَ فاءتْ | عليك فضولُ رأفته تعودُ |
إذن لأثرتَ عاطفة ً وحلماً | تموتُ له الضغائنُ والحقودُ |
و كان الصفحُ أبردَ في حشاه | إذا التهبتْ من الحنقِ الكبودُ |
و عاد أبرَّ بالأنساب منكم | و بالقربيَ لو أنك تستعيدُ |
نتجتَ من المنى بطنا عقيما | نمى َ بك والمنى أمٌّ ولودُ |
أتنشدُ ما أضلَّ الحزمُ منها | أطلْ أسفا فليس لها وجودُ . |
و توعدهُ وذلك ذلُّ جارٍ | متى اجتمع المذلة ُ والوعيدُ |
تريدون الرؤسَ وقد خلقتم | ذنابيَ لا انتفاعَ بأن تريدوا |
و يأبى اللهُ إلا مزيديا | على أسدٍ يؤمرُ أو يسودُ |
فدعها للذي جفلتْ إليه | و سله العفوَ فهو به يجودُ |
دعوا قوما يخاصم في علاهم | رقابكمُ المواثقُ والعهودُ |
بأيّ سلاحكم قارعتموهم | أبيَ الماضي الشبا ونبا الحديدُ |
و إنّ سيوفكم لتكون فيهم | مكاويَ لا تنشُّ لها الجلودُ |
ففخرا يا خزيمُ فكلُّ فخرٍ | إلى أنواركم أعمى بليدُ |
لكم نار القرى وندى العشايا | و فرسانُ الصباح وعوا فنودوا |
و أندية ٌ وألسنة ٌ هبوبٌ | إذا انتضيتْ وأحلامٌ ركودُ |
و منكم كلُّ ولاجٍ خروجٍ | و ذو حزمين صدارٌ ورودُ |
موقرُ ما أقلَّ السرجُ ثبتٌ | إذا مالت من الرهج اللبودُ |
إذا مضرٌ تطامنَ كلُّ بيتٍ | لها وعلا بربوتها الصعيدُ |
و كانت جمرة َ الناسِ احتبيتم | و فيكم عزُّ سورتها العتيدُ |
بنى َ لكمُ أبو المظفارِ مجدا | على موت الزمات له خلودُ |
و قدمكم على الناس اضطرارا | مقاماتٌ وأيامٌ شهودُ |
إجارة ُ حاتمٍ ودمٌ شريقٌ | به لباتُ حجرٍ والوريدُ |
و طعنة ُ حاتم وطرٌ قديمٌ | قضى مروانُ فيها ما يرديُ |
و صاحتْ باسم صامتَ نفسُ حرًّ | ربيعُ المقترين بها يجودُ |
و صخرٌ ذابَ صخرُ على قناكم | ولان لكم به الحجر الشديدُ |
و يومُ عتيبة ٍ علمٌ عريضٌ | تباشره المواسمُ والوفودُ |
كرائمُ من دماء بارداتٍ | لديكم لادياتِ ولا مقيدُ |
و إنّ ببابلٍ منكم لبحرا | لو أنّ البحرَ جاد كما يجودُ |
إذا الوادي جرى ملحا أجاجا | ترقرق ماؤه العذبُ البرودُ |
فتى ُّ السنَّ مكتهلٌ حجاهُ | طريفُ الملك سؤدده تليدُ |
إذا اشتبهتْ كوااكبهم طلوعا | فنور الدولة القمرُ الوحيدُ |
أناف به وقدمه عليكم | أبٌ كرمٌ أناف به الجدودُ |
أغرُّ قسيمهُ السيفُ المحلى َّ | و مسحبُ ذيله الروضُ المجودُ |
يعود إذا تغرب في العطايا | و يقلع في الهناتِ فلا يعودُ |
بليلُ الريقِ من كلمٍ سدسدٍ | يقوم بنصره رمحٌ سديدُ |
تراغتْ حول قبته بكارٌ | شفار الجازرين لها قتودُ |
تراه الخيلُ أفرسَ من تمطتْ | به والجيشُ أشجعَ من يقودُ |
و يغنى ثم يفقرُ راحتيه | مقالُ المادحين الفقرُ جودُ |
من الغادي ينقله حصانٌ | مفدي السبق أو عنسٌ وخودُ |
إذا ركب الطريقُ وفيَ بشرطي | أخٌ منه على أربي عقيدُ |
إذا بلغتُ عن إنسانَ ينزو | وراء ضلوعه قلبٌ عميدُ |
يرى المرعى الخصيبَ يصدعنه | و يظمأُ وهو يمكنه الورودُ |
فقل لأمير هذا الحيَّ عني | أيجمعُ لي بك الأملُ البديدُ |
أحنُّ إلى لقائك والليالي | عليّ مع العوائق لي جنودُ |
و تجذبني نوازعُ موقظاتٌ | إليك وراءها قدرٌ رقودُ |
و كم وعدتْ بك الأمالُ نفسي | و يقضي الدهر أن تلوى الوعودُ |
فهل من عطفة ٍ بالود إني | على شحط النوى خلّ ودودُ |
محبٌّ بالصفاتِ ولم أشاهدْ | كأني من نجيكمُ شهيدُ |
و كم ملكٍ سواكم مدّ نحوي | يديه فقصر الباعُ المديدُ |
و معصوبٍ بذكرى أو بشعري | أحول عنه شعري أو أحيدُ |
أحاذر أن تبدلني أكفٌّ | سوائمُ صانني عنها الغمودُ |
لعلّ علاكمُ وندى يديكم | سينهضني بمثقلة ٍ تؤودُ |
و مجتمعٍ عليها القولُ أنيَّ | بها والقولُ مشترك فريدُ |
من الغرّ الغرائبِ لم يعبها ال | كلامُ الوغدُ والمعنى الرديدُ |
نوادر تلقط الأسماعُ منها | عن الأفواه ما نثرَ النشيدُ |
تسير بوصفكم وتقيم فيكم | خوالدَ فهي قاطنة ٌ شرودُ |
و ليس يضرُّ راجيكم لرفدٍ | تلومهُ إذا قصدَ القصيدُ |