لمنْ الظَّعنُ تهتدي وتجورُ
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
لمنْ الظَّعنُ تهتدي وتجورُ | سائقٌ منجدٌ وشوقٌ يغيرُ |
تتبعُ الخطوَ قاهراً بينَ أيدي | ها ومنْ خلفها هوى ً مقهورُ |
وهي في طاعة ِ التَّلفتِ حيَّا | تٌ وفي طاعة ِ الجبالِ سطورُ |
ووراءَ الحدوجِ في البيدِ أروا | حُ المقيمينَ في الدِّيارِ تسيرُ |
رفعوها وهي الخدور وراحوا | وهي مما تحوي القلوبَ صدورُ |
يا عقيدي على الغرامِ بليلٍ | قمْ وفيَّا وغيركَ المأمورُ |
وأعرني إن كانَ مما يعار ال | قلبُ أو كنتَ أنتَ ممنْ يعير |
لي وترٌ بينَ الرِّكابِ وأولى | منْ توليَّتَ نصرهُ الموتورُ |
حكمتْ في دمَّي فتاة ٌ من الح | يِّ مباحٌ لها الدَّمُ المحظورُ |
غادة ٌ بينَ ظبية ِ البانِ والبا | نِ اهتزازٌ في خلقها وفتورُ |
بهما تخلسُ العقولُ وترعى | في حمى كلِّ مهجة ٍ وتغيرُ |
فمتى استعصمتْ فعاقلتاها | رشأٌ أحورٌ وغصنٌ نضيرُ |
منْ عذيري منها وأينَ منْ القا | تلِ يجني ولا يقادُ عذيرُ |
قامرتني بطرفها يومَ ذي البا | نِ وراحتْ ولبَّي المقمورُ |
دونها منْ إبائها شيمة ُ الغد | رِ ومن قومها القنا المشجورُ |
قالَ عنها الواشونَ حقَّاً فعفنا | وقنعنا بالطَّيفِ والطَّيفُ زورُ |
ومنَ النَّزحِ صادقٌ وهو مذمو | مُ لدينا وكاذبٌ مشكورُ |
زارنا بالعراقِ زورة َ ذي الجن | بِ وماوانُ دونهُ فجفيرُ |
يركبُ اللَّيلَ قعدة ً واللَّيالي | صهواتٌ فرسانهنَّ البدورُ |
يقطعُ التيهَ والجمالَ دليلٌ | بينَ عينيهِ والظَّلامُ خفيرُ |
فإذا مضجعي القضيضُ مهيدٌ | وإذا ليلي الطَّويلُ قصير |
ما لظمياءَ تنطوي شرَّة َ العم | رِ فيبلى وحسنها منشورُ |
وعظَ الشِّيبُ والحوادثُ فيها | وفؤادي ذاكَ المصرُّ الجسورُ |
ومشيرٍ ولَّيتهُ صفحة َ الإع | راضِ عنها والحبُّ لا يستشيرُ |
نكرَ البيضَ والصَّبابة َ بالبي | ضِ وأينَ الصَّبا وأينَ النَّكيرُ |
إنْ تراني على يديكَ خفيفاً | سلسَ السَّهمِ مقودي والقتيرُ |
ليناً تحتَ غمزة ِ الحائلِ الفا | طرِ تنماعُ طينتي وتخورُ |
فبما أكرهُ الحفيظَ ولا يط | عمْ نوماً على انتباهي الغيورُ |
غيرَ عودي الملوي وغيرَ عصايَال | ملتحى بالملامة ِ المقشورُ |
حيثُ حكمي فصلُ القضاءِ على الدَّه | رِ وأمري على الحسانِ أميرُ |
فخذْ الآنَ كيفَ شئتَ بحبلي | قدْ كفاكَ الجذابَ أنَّي أسيرُ |
يا بني الدَّهرِ كمْ يصمُّ على الزَّج | رِ وكمْ يكمُّهُ السميعُ البصيرُ |
سقمٌ ماطلٌ أما آنَ أنْ يف | رقَ شيئاً على الرَّقيِ المسحورُ |
ملكَ الجورُ أمركمْ فالفتى المغ | رورُ بالعيشِ فيكمْ معذورُ |
فتساقيتمْ الفراقَ بكأسٍ | هي فيكمْ على السَّماء تدورُ |
كلَّ يومٍ حقٌّ مضاعٌ عليكمْ | ووفاءٌ لديكمْ مكفورُ |
يفرحُ المنتشي بها اليومَ أو ين | سى غداً ما يكابدُ المغمورُ |
وثناءٌ تشكو تجارة ُ أعرا | ضكمُ منهُ وهو فيكمُ يبورُ |
وجناحٌ إذا المنى ريَّشتهُ | عادَ فيكمْ باليأسِ وهو كسيرُ |
وأخٌ وجههُ الحيا الباردَ العذ | بُ ومكنونهُ الأجاجُ المريرُ |
عدَّتي منهُ رثَّة ٌ وعديدي | يومَ ألقى العدا بهِ مكثورُ |
ومتى هزَّ للحقوقِ نبا من | هُ صديقٌ يكورُ ثمَّ يحورُ |
وافترقنا وقدْ سلا الغادرُ الها | جرُ منَّا وما سلا المهجورُ |
لو تأسَّى بكاملٍ كلُّ منْ يس | ألُ نصفاً لمْ تلقَ خلقاً يجورُ |
تلكَ طرقٌ على المسالكِ عميا | ءٌ وظهرٌ على العراكِ عسيرُ |
وعناءٌ على النَّواظرِ أنْ يط | لبَ للشَّمسِ في السَّماءِ نظيرُ |
تركَ النَّاسَ خلفهُ سابقَ النا | سِ وقافتْ بهِ الصِّبا والدَّبورُ |
وسما للعلا فأشرقَ منْ أش | رفِ أفلاكها الهلالُ المنيرُ |
طالباً قدرَ نفسهِ يكفلُ السَّع | يَ لهُ النَّجاحُ والمقدورُ |
همَّة ٌ قارنتْ قريناً منَ السَّع | دِ فسارتْ في الأفقِ حيثُ يسيرُ |
وعطايا رأتْ معيناً منْ الشُّك | رِ فدامتْ ماكلُّ معطى ً شكورُ |
ولدَ الدَّهرُ منكَ والدَّهرُ همٌّ | ما تمنَّتْ على الشَّبابِ الدُّهورُ |
واستقلتْ بنعمة ِ اللهِ جنبا | كَ وكلٌّ بثقلها مبهورُ |
ورأى النَّاسُ معجزاتكَ فاستي | قنَ منْ شكَّ واستجابَ الكفورُ |
فسماحٌ أعمى مسحتْ بكفَّي | كَ عليهِ فارتدَّ وهو بصيرُ |
ودفينٌ منَ الفضائلِ نادا | كَ منَ التُّربِ ميتهُ المقبورُ |
مستجيراً منَ الرَّدى بكَ فانتا | شَ فاعجبْ بميتٍ يستجيرُ |
جدتَ عذب النَّدى غزيراً وجودُ ال | غيثِ ملحٌ في سحبهِ منزورُ |
وتعذَّرتَ عنْ كثيركَ والبح | رُ وقدْ قلَّ رفدهُ معذورُ |
في زمانٍ غذا الرّجالُ سخوا في | هِ فما فرطُ نيلهمْ تبذيرُ |
جودُ منْ لا غداً يخافُ ولا اليو | مَ عليهِ مسيطرٌ ومشيرُ |
سائرٌ بالثَّناءِ وهو مقيمٌ | وغنيٌّ بالذِّكرِ وهو فقيرُ |
زادهُ بالثَّنا ولوعاً ووجداً | قولُ قومٍ هذا هو التَّدبيرُ |
لكَ يومانِ في النَّدى شائعٌ با | دٍ وملقى ً قرامهُ مستورُ |
فعطاءٌ وربَّهُ مشكورُ | وعطاءٌ وربَّهُ مأجورُ |
قدْ أريقتْ إلاَّ لديكَ المروءا | تُ وضاقتْ إلاَّ عليكَ الأمورُ |
وتفردتَ بالمحاسنِ في ده | رٍ بأوصافهِ تشاهُ الدُّهورُ |
ملكَ العجزُ فيهِ ناصية َ الفض | لِ فطالتْ ذرى الجبالِ الصُّخورُ |
وتواصى الرِّجالُ باللؤمِ حتى ال | مجدَ عارٌ والجودُ ذنبٌ كبيرُ |
أقحطتْ أوجهُ البلادِ ومن حو | لكَ للخصبِ روضة ٌ وغديرُ |
فإلى بابكَ الحوائجُ يجدو | ولكَ العيرُ في العلا والنَّفيرُ |
عادة ٌ منْ ورائها شافعُ النَّف | سِ وأصلٌ بفرعهِ منصورُ |
واكتسابٌ أعارهُ شرفُ المي | راثِ والمجدُ أوَّلٌ وأخيرُ |
ويميناً بمنْ تمدُّ بأعرا | قكَ في الفخرِ أنْ يسودَ جديرُ |
دوحة ٌ منْ ثمارها أنتِ والمغ | رسُ منها بهرامُ أو أردشيرُ |
خيرُ ما تربة ٍ على الأرضِ لم يش | عبْ على اللؤمِ طينها المفطورُ |
طابَ صلصالُ عيصها وبريِّا | ها ثرى ً ماجدٌ وماءٌ طهورُ |
قومكَ الغالبونَ عزَّاً وهمْ قو | مي على الأرضِ وهي ماءٌ يمورُ |
ركبوا الدَّهرَ وهو بعدُ فتيٌّ | جذعٌ وهو قارحٌ مقرورُ |
ملكوا النَّاسَ آمرينَ وما في النَّ | اسِ إلاَّ مستعبدٌ مأمورُ |
كلُّ خوفٍ بهمْ أمانٌ ومهجو | رِ خرابٍ بعدلهمْ معمورُ |
أيُّ مجدٍ يضمُّنا وفخارٍ | يومَ أنسابنا إليهِ تصيرُ |
إنْ يفتنا الخطيبُ والمنبر المن | صوبُ فالتَّاجُ حظُّنا والسَّريرُ |
حسبنا أنْ تعلَّم الملكُ منّا | والسِّياساتُ فيهِ والتَّدبيرُ |
وكفيناهُ أمرَ رستمَ في الحر | بِ إذا عدِّدَ الرِّجالُ الذُّكورُ |
والَّذي سقى منَ الدَّمِ ذو الأكت | افِ حتّى روَّى الثُّرى سابورُ |
ولدوا منكَ كوكبا ضوءهُ السَّا | ري دليلٌ عليهمْ ونذيرُ |
واستسلُّوا لفخرهمْ منْ لساني | صارماً غربهُ الكلامُ الغزيرُ |
تحطمُ الذُّبَّلُ الصِّعادَ ويسري | صدأ السَّيفِ وهو ماضٍ طريرُ |
فلهذا إذا مدحتكَ في عزِّ | ي أسدِّي وفي علائي أنيرُ |
منكَ وأنْ تحسنَ الصَّنيعَ وتر | عى ومنِّي التَّنميقُ والتَّجبيرُ |
وكلانا بحظِّهِ منْ أخيهِ | جذلٌ يومَ كسبهِ مسرورُ |
غيرَ أنَّي يبقى الَّذي أع | طي ويفنى عطاؤكَ الموفورُ |
كلُّ كنزٍ في الأرضِ تأكلهُ الأر | ضُ وكنزي مؤبَّد مذخورُ |
وسوى ما أقولُ جندلة ٌ تق | ذفُ في الماءِ أو سفاءٌ يطيرُ |
كلمٌ أعورُ المعادنِ مطرو | قٌ ومعنى ً مردَّدٌ مطرورُ |
سرقاتٌ خلسٌ كما يردِ المذ | عورُ خوفاً أنْ يصطلى المقرورُ |
ولعمري إنَّ القريضَ إذا ع | دَّ كثيرٌ وما يسيرُ يسيرُ |
لي وحدي إعجازهُ والدَّعاوي | طبقُ الأرضِ فيهِ والتَّزويرُ |
ويطيقًُ المغمَّرونَ الَّذي أب | دعَ فيهِ طريقة َ المسطورُ |
غرقوا منهُ في بحورِ الأعاري | ضِ وكيفَ المنصوبُ والمجرورُ |
واليتامى منْ درهِ في خليجٍ | ضيِّقٍ ليسَ منهُ هذي البحورُ |
وإذا المهرجانُ جاءكَ يهدي | هِ فقدْ طابَ زائرٌ ومزورُ |
ذاكَ يومٌ فردٌ ذا كلمٌ فص | لٌ وكلٌّ بفضلهِ مشهورُ |
فاقتبلْ منهما السُّعودَ وباكر | صفوة َ العيشِ فالمعاشُ البكورُ |
وتملَّ الزَّمانَ تجري على حك | مكَ قسراً أيَّامهُ والشُّهورُ |
تقعُ الدَّائراتُ دونكَ حسرى | ورحاها على عداكَ تدورُ |
غصَّة ُ الغيظِ حظُّ حاسدكَ البا | غي وحظَّاكَ غبطة ٌ وسرورُ |
نامَ عنكَ المكلَّفونَ وليلي | ساهرٌ ما لنجمهِ تغويرُ |
نفسٌ طالَ كانَ لولاكَ يغنى ال | عفوُ منهُ ويقنعُ الميسورُ |
فوفاءً أبا الوفاءِ فلمْ تق | ضِ إذا ما لمْ تقضِ فيَّ النُّذورُ |
كنْ غيوراً عليَّ منْ أنْ يلي غي | ركَ نصري إنَّ الكريمَ غيورُ |
فكثيرُ الجزاءِ منكَ قليلٌ | وقليلٌ منْ آخرينَ كثيرُ |