تفسير: (نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون)
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تفسير: (نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون)♦ الآية: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (47).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ نحن أعلم بما يستمعون به ﴾: نزلت حين دعا عليٌّ رضي الله عنه أشرافَ قريش إلى طعام اتَّخذه لهم، ودخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ عليهم القرآن، ودعاهم إلى الله سبحانه وهم يقولون فيما بينهم متناجين: هو ساحرٌ وهو مسحورٌ، فأنزل الله تعالى: ﴿نحن أعلم بما يستمعون به﴾؛ أَيْ: يستمعونه.
أخبر الله سبحانه أنَّه عالمٌ بتلك الحال، وبذلك الذين كان يستمعونه ﴿ إذ يستمعون ﴾ إلى الرَّسول ﴿ وَإِذْ هُمْ نجوى ﴾: يتناجون بينهم بالتَّكذيب والاستهزاء، ﴿ إذ يقول الظالمون ﴾ المشركون: ﴿ إن تتبعون ﴾: ما تتبعون ﴿ إِلا رَجُلًا مسحورًا ﴾: مخدوعًا أن اتَّبعتموه.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ ﴾، قِيلَ: (بِهِ) صِلَةٌ؛ أَيْ: يَطْلُبُونَ سَمَاعَهُ، ﴿ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ﴾، وَأَنْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، ﴿ وَإِذْ هُمْ نَجْوى ﴾، يتناجون في أمرك، وقيل: ذوو نجوى، فبعضهم يقول: هذا مَجْنُونٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: كَاهِنٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: سَاحِرٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: شَاعِرٌ، ﴿ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ ﴾، يَعْنِي الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ وَأَصْحَابَهُ، ﴿ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴾: مَطْبُوبًا، وَقَالَ مُجَاهِد: مَخْدُوعًا، وَقِيلَ: مَصْرُوفًا عَنِ الْحَقِّ، يُقَالُ: مَا سَحَرَكَ عَنْ كذا؛ أي: ما صرَفك عنه؟ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ رَجُلًا لَهُ سَحْرٌ، وَالسَّحْرُ الرِّئَةُ؛ أَيْ: إنه بشر مثلكم معلل بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ؛ قَالَ الشاعر:
أرانا موضعين لحَتْمِ غيبِ *** ونُسْحرُ بالطعام وبالشرابِ
أي: نغذَّى ونُعلل.
تفسير القرآن الكريم