عنوان الفتوى : اسم (مالك) من الأسماء الحسنة
السؤال
سيمن الله -سبحانه وتعالى- علينا بمولود ذكر، وكنت أود أن أسميه مالكا، ولكني قرأت أن مالكا هو خازن النار؛ ففضلت الابتعاد عنه، واختيار اسم آخر له معنى حسن. فلا أدري إن سميته مالكا، فقد ألوم نفسي بعد ذلك.
ومع البحث وجدت اسم أيان (ولكن بدون وضع الشدة على الياء) ليصبح المعنى/النطق، مختلفا عن ظرف الزمان. فلا أدري إذا كانت التسمية به تجوز أيضا أم لا؟
وما هي النصيحة عموما في اختيار أسماء أبنائنا من القرآن والحديث؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاسم "مالك" من الأسماء الحسنة الجميلة، وقد تسمى به عدد من السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم، ولا يزال المسلمون يتسمون به. وكون خازن النار اسمه مالكا، هذا لا يجعله اسما مستقبحا، فمالك النار ملك من ملائكة الرحمن الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
واسم مالك أفضل من اسم "أَيَانَ" والذي يظهر لنا أنه من الأسماء الأعجمية، وإذا كان المولود عربيا، فإننا لا ننصح بتسميته باسمٍ أعجميٍّ؛ لما بيناه في الفتوى: 406699.
وفي الأسماء الإسلامية والعربية التي يعرف معناها، ما يغني عن التسمي بما يجهل معناه.
والنصيحة فيما يتعلق بتسمية المولود هي: أن يُختار له اسم من الأسماء الحسنة، لا سيما ما دل الشرع على استحباب التسمية به؛ كعبد الله وعبد الرحمن؛ فإنهما أحب الأسماء إلى الله تعالى؛ كما صح بذلك الحديث. وأيضا الأسماء التي فيها تعبيد الاسم ببقية أسماء الله الحسنى، وكذا التسمي بأسماء الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
ومن المهم البعد عن التسمية بما فيه تعبيد لغير الله تعالى؛ كعبد الحسين ونحوه، مما يفعله المبتدعة، وكذا البعد عن التسمية بما فيه تزكية للشخص المسمى، فقد غير النبي صلى الله عليه وسلم اسم برة، وقال: «لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ، اللهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ» فَقَالُوا: بِمَ نُسَمِّيهَا؟ قَالَ: «سَمُّوهَا زَيْنَبَ» رواه مسلم.
والأصل هو: جواز التسمية بأيِّ اسم، إلا ما دل الشرع على المنع منه إما تحريما، أو على سبيل الكراهة، وقد سبق لنا بيان ضوابط الأسماء الممنوعة، وذلك في الفتوى: 12614.
والله أعلم.