خذ من يدي صفقة الأماني
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
خذ من يدي صفقة الأماني | على عطاياكِ يا زماني |
واخشن كما شئت أو فلنْ لي | فليس جنبي بمستلانِ |
ملكتَ عنقي فلم أقدها | تُضغَط في ربقة الأماني |
وأعطشتني الدنيا ولكن | لا أشرب الماء بالهوانِ |
كم غرَّني من بنيكَ آلٌ | أنضى ركابي وما سقاني |
فعُدَّني قد قتلتُ حظّي | خبرا وجرّبتُ ما كفاني |
ما جمعتْ ثروة ٌ وفضلٌ | والماءُ والنارُ يجمعانِ |
طرْ بجناح النّقصان فيهم | محلِّقا عالى المكانِ |
وطامنِ الشخصَ إن توافت | فيك مع المال خلَّتانِ |
صرفتُ وجهي عن كلِّ حظٍّ | حتى عن الأوجه الحسانِ |
واعتنّ وهنا فلم يشقني | على جواي البرقُ اليماني |
واستحلمتني الصَّبا وقدماً | جنَّ بأنفاسها جناني |
فأيّ كفٍّ تكفُّ شأوي | والحبُّ لم يئنِ من عناني |
لو صادني بالغنى منيلٌ | لصادني بالهوى الغواني |
ولي من الناس أهلُ بيتٍ | له من المجد ظلَّتانِ |
ممتنع لا أرى صروفَ ال | أيّامِ فيه ولا تراني |
حلفتُ بالراقصاتِ خبطاً | يطرحن سلمى على أبانِ |
كلِّ أمونٍ خرقاءَ تمحو | بالرّجل ما تكتب اليدانِ |
نواجيا غيرَ خاضعاتٍ | لغاربٍ جبَّ أو جرانِ |
ترمي بألحاظ مضرِحيٍّ | من المحاني إلى الرِّعانِ |
إذا ادلهمّ الظلام أمسى | لها سليطان يوقدانِ |
تقذفها ليلة ٌ جمادٌ | في يومِ رمضاءَ معمعانِ |
يحملنْ شعثا عبرُ الفيافي | أشهى اليهم من المغاني |
شروا بتلك النفوس يوما | يغلي به بائعُ الجنانِ |
حتى توافوا جمعا فقاموا | رامين تالين للمثاني |
ما انهدمت سورة عليها | من آل عبد الرحيمباني |
المال خصمُ السماحِ فيها | والجارُ والأمنُ صاحبانِ |
تفيَّئوا في العلا ظلالا | قطوفها غضَّة دواني |
واقتعدوا الذّروة َ القدامى | بيتا على كاهلِ الزمانِ |
بيت قرى ً أخضر الأداوى | إذا شتوا أحمر الجفانِ |
بناه قدما على العطايا | أبناءُ ساسان ذي الطعانِ |
لم ينتقل عزُّه وقوفا | دون أوانٍ على أوانِ |
فرسان يومِ الهياج منهمُ | وفيهمُ ألسنُ البيانِ |
إن عزموا الغارة َ استشاروا | نصيحة َ الرمح والجنانِ |
أو احتبوا للكلام ردّوا | ما أخذ السيفُ باللسانِ |
كم عطّ ثوبُ البأساءِ منهم | بواضح في الندى هجانِ |
كلّ فتى ً فيه من أبيه | إذا ادّعى المجدَ شاهدانِ |
إذا الدِّقاقُ الفخرِ استعاروا | زورَ التسامي أو التكاني |
فقد غدت في أبي المعالي | أسماؤهم تصدق المعاني |
أبلج تُجلى الخطوبُ سوداً | بقمرٍ منه إضحيانِ |
وتسند المشكلاتُ منه | بغير واهٍ وغير واني |
إن خار عودُالآراء شدَّ ال | حزمُ بآرائه المتانِ |
أو عزَّ غيث البلاد أرعى ال | ربيعَ من ماله المهانِ |
فارسُ ظهرِ النشاط إما | قطَّر بالعاجز التواني |
ينتهز المكرماتِ وثبا | بنهضة ِ الطالب المعاني |
ثقَّفَ عزماته سدادا | آمنة ً عيبَ ما يعاني |
وبات بالبشر من دبيب ال | غيبة والشرّ في أمانِ |
سرَّحتُ ذودَ الآمال فيه | بين جذاعٍ إلى مثاني |
فلم تزل عشبه إلى أن | أربتْ عجافى على السمانِ |
كاثرني بالنوال حتى | حبوتُ من فضل ما حباني |
فلو تمكَّنتُ من زماني | بفضله وحده كفاني |
إن جئتهُ طالبا فحكمي | أو أنا أجممته ابتداني |
كلّ نفيس على اقتراحي | منه وشرطي الذي أتاني |
أصبح والشمسُ من جمالٍ | عليه والبدرُ يحسدانِ |
مواهبٌ لو أسرتُ منها | بالودّ أعياه في ارتهاني |
بكم زكت طينتي وأثري | جوِّي وساء العدا مكاني |
قسا زماني فلم يرعني | لمّا حنتكم ليَ الحواني |
فابقوا فلا مالَ ما بقيتم | عندي بالأنفس الغواني |
سيّارة ٌ وهي لم ترمكم | بكلّ قاصٍ في المدح داني |
للعيد ما للنيروز منها | في الحظّ منكم والمهرجان |
حتى أرى كلّ يومِ ملكٍ | لكم يسمَّى سعد القرانِ |
ما أربى في ضمانكم لي | والحمدُ والشكرُ في ضمانِ |